الطب النبوي والدكتور الأنيس
بمتابعة د. محمد نور العلي
....................
مما تجدر الاشارة إليه أن بعض الكتب نسبت إلى غير أصحابها ومن هذه الكتب " الطب النبوي للذهبي " وفي دراسة للدكتور عبد الحكيم الأنيس توصل فيها إلى نسبة الكتاب إلى غير الذهبي لأن اسلوبه أسلوب طبيب وليس للإمام الذهبي صلة بهذه الأمور . ثم ذكر أن هذا الكتاب نسب إلى ابن الجوزي (ت:597 هـ) وإلى ابن قيم الجوزية (ت:751هـ) وإلى جلال الدين السيوطي (ت:911هـ)ولا يمكن أن يكون لواحدٍ منهم أبداً.وقد اغترَّ بهذه النسبة المزورة ابنُ طولون (ت:953هـ) في كتابه " المنهل الروي في الطب النبوي " فنقل منه على أنه للذهبي, وهذا جانبُ ضعفٍ في هذا الكتاب.ولقد طبع الكتاب منسوباً إلى الذهبي طبعات كثيرة منذ عام 1870م إلى اليوم, ولدى التحقيق يتبين أن الكتاب لصاحبه الحقيقي" داود بن أبي الفرج ، الشيخ العالم الدمنهوري الدمشقي الطبيب . أسلم سنة إحدى وسبع مئة . وحفظ القرآن وتفقه وتعبد وسمع من جماعة، ونسخ صحيح البخاري وأتقنه ، ونسخ كتباً وأوقفها ، وارتزق بالمعالجة ، وكان تقياً مخلصاً ، توفي سنة سبع وثلاثين وسبع مئة عن أربع وستين سنة "ثم أضاف الدكتور الأنيس : وحَسَم َهذا الاجتهاد عثوري على نسختين من الكتاب كُتِبَ عليهما اسم المؤلف الحقيقي : واحدة من مصر، والأخرى من تركيا، وقد حصلت على مصورةٍ من النسخة المصرية وفيها على الغلاف :" كتاب في الطب النبوي للشيخ الإمام العالم العلامة الشيخ داود بن أبي الفرج الحنبلي الدمشقي المتطبب.."ورأيت عبد اللطيف بن محمد رياضي زاده (ت :1078ه) كذلك قد نَسَبَ الكتاب إليه في كتابه " أسماء الكتب" فحمدتُ الله كثيراً على ماهداني إليه.ومما يشار إليه أن هذا الكتاب لا علاقة له " بالطب النبوي لابن القيم " الذي هو جزء من كتابه " زاد المعاد " فهذا لابن القيم رحمه الله وقد طبع منفصلا عن " زاد المعاد " وقد أفادنا الدكتور الأنيس بهذه الدراسة في محاضرة له في دورة تحقيق المخطوطات في مركز جمعة الماجد , إضافة إلى حديث شخصي معه حول الموضوع , والحمد لله أولا وآخرا
[/right]