مضى من الشهر الفضيل أكثره..وفاز الملتزم في أيامه ولياليه بالرضا والقبول بما أوقع فيه من العبادة ، وتقرَّب به من أنواع الطاعة ، وتأسَّف المقصِّر على التفريط في الإتيان بالقُربات، والسعي في أنواع الطاعات..ولقد بقي من أيام الشهر الفاضل أجلُّها قدْرا وأعظمها أجرا، وأرْجَاها في القبول، وأحْراها في الحصول على المطلوب..وأجْدَر ُها أن يتفضَّلَ فيها الربُّ الكريمُ بالعفو والعِتْق من النار...لقد بقيت العشرُ الأواخرُ التي اشتملت على مزيد الفضل والتبجيل: ليلة القدر..فالمسلم العاقل لا يَدَعُ مواسم الخير تمرُّ من غير أن يستغلَّها في العمل الصالح الذي تكْثُر به حسناته..وتزداد فيه قرباتُه ..والمقصِّرُ يستدرك ما قد فاته من الخير العظيم ويستغفرُ ربَّه من أن يستمر في التقصير ..اللهم اجعلنا ممن يتعرض لنفحات رمضان في العشر الأواخر ويستدرك ما قد فاته ويفوز بالعتق من النار..