♦ ملخص السؤال:
فتاة تشعُر بحَرَجٍ شديدٍ بسبب والدتها، فقد طلَب شابٌّ فتاة ذات خُلُق ودين، ورشحَّتْها أمها له، وهو لم يرد حتى الآن، مما أشعرها بالحرج.

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ كثيرةُ التفكير، وهذا ما يُتعبني جدًّا، حدَث موقفٌ مُؤخَّرًا وضَعَني في إحراجٍ شديدٍ، وهو: أنَّ زميلة خالتي تبحث عن فتاةٍ لابنها ذات دين وخُلُق، ومِن شروطِها أن تنتقبَ، وألا تعملَ في مؤسسة مختلطةٍ إن كانتْ عاملةً!


أُعجِبَتْ أمي بمُواصفات الشاب، خاصة أنه مُلتزم وذو أخلاقٍ جيدة، فحاوَلَتْ أن تقنعني حتى وافقتُ مَبدئيًا، وأخبَرَتْ أمي خالتي بالموافقة المبدئية، فقالتْ: سأخبر أم الشاب بالمواصفات، فربما لا تُعجبه!


ما أُفكِّر فيه الآن: لماذا أخبَروني عن الشاب قبل أن يُخبروه بمُواصفاتي منعًا للإحراج إذا لم تُعجبه مواصفاتي؟!


كثيرًا ما أفكِّر في الأمر، وماذا لو لم تُعجبه مُواصفاتي؟ فهل هذا خطأ مِن أمي، أم أني حساسة جدًّا وأفكِّر بصورة خاطئة؟!


استغفرتُ كثيرًا ودعوتُ الله كثيرًا أن يطمئن بالي، لكن دون جدوى


الجواب


بسم الله، والحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أسأل الله أن يطمئنَ بالك، ويشرحَ صدرك، ويكتبَ لك الخير حيثما كان.


عزيزتي، لعل تصرُّف والدتك وخالتك فيه شيءٌ مِن التسرع، وربما كان ذلك نابعًا مِن حِرصهِما على مصلحتك، ورغبتهما في أن تتزوجي بهذا الشاب، ولكن الحق كما ذكرت، كان الأَوْلَى بهما أن يَعرضَا مواصفاتك على الشاب، فإنْ قَبِلَ أخبراك حتى لا يكون هناك إحراجٌ لك، وإشغالٌ لفكرك.


الزواجُ قسمة ونصيب، فلعل ظاهر الأمر أنه يملك مِن المواصفات التي تعجبك وتتمنين مثله، لكن ربما ليس زواجك منه خيرًا لك، فاستخيري الله وادعيه بأن يكتب لك الخير.


وأَوَدُّ أن أُذَكِّرك بأن تحسني الظن بالله، وأن تثقي به.


ذكرتِ أنك تستغفرين الله وتدعينه، لكن دون جدوى، وهذا يَدُلُّ على عدم ثقتك بالله، وأنك تدعينه تجربةً وليس ثقةً ويقينًا؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة))؛ رواه الترمذي، وصححه الألباني.


وعن أنسٍ رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله عليه الصلاة والسلام: ((لا يزال العبد بخيرٍ ما لم يستعجلْ، فقالوا: يا نبي الله، وكيف يستعجل؟ قال: يقول: دعوتُ ربي فلم يستجبْ لي، فيستحسر عند ذلك، ويدَع الدعاء))؛ رواه أحمد والترمذي.


استمري في الدعاء والاستغفار، واعلمي أن خير الله لعبده خير مِن خير العبد لنفسه.


أسأل الله أن يُوفقك لما يُحبُّ ويَرضى، وأن يرزقك الله خيرًا مما تتمنين

ويرزقك السعادة وراحة البال




رابط الموضوع: http://www.alukah.net/fatawa_counsel...#ixzz49rKpeivb