♦ ملخص السؤال:
شاب خطب فتاة كان يظن فيها الدين والخُلُق، وبعد الخطبة وجدَها تسمع الأغاني، وتتحدث مع الشباب عبر الفيس بوك بحجة ملْء وقت الفراغ، مما أثر عليه ويُفَكِّر في ترْكِها.

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خطبتُ فتاةً بعد إلحاحٍ مِنْ أهلي، فقد قالوا عنها: إنها بنت طيبة وتصلِّي.


أعجبني جمالها، وكانتْ بالفعل تصلي وتقرأ القرآن، ومِنْ عائلةٍ طيبة، لكنها ليستْ على درجة كبيرة مِنَ الالتزام؛ فهي تسمع الأغاني، وتشاهد المسلسلات، فطلبتُ منها الالتزام، فقالتْ لي: بالتدريج!


بعد أشهر أخبرتْني بأنها انقطعتْ عن سماع المسلسلات والأغاني، ومُقتنعة بذلك، وحلفتْ على ذلك، والآن التزمتْ باللباس الشرعيِّ مِنَ الجلباب والخمار؛ فتعلقتُ بها، وهي أيضًا تعلقتْ بي.


لاحظتُ عن طريق حسابِها في "الفيس بوك" أنها أحيانًا تسمع الأغاني، واكتشفتُ أنها تكلِّم أشخاصًا غيري في الدردشة - (وعندما يطلبون منها رقم الهاتف تُخبرهم بأنها مخطوبة) - فقالتْ لي: إنَّ سبب ذلك الفراغ، وصديقاتها في الدراسة يستعملْنَ الفيس بوك للدردشة!


منذ هذه الحادثة تغيَّرتْ عَلاقتي بها، ولكنها بكتْ وأقسمتْ ووعدتْني بأنها لن تعود.


بعد فترة طلبتُ مِنْ أهلها أن نقومَ بعقدٍ شرعيٍّ فرفضوا، فقطعتُ عَلاقتي بها، فبكتْ لأني لم أصبر عليها، وبعد أن أقنع أهلي أباها بالعقد الشرعي وافق!


في هذه الأثناء التقيتُ بصديق لي، فقال لي: سأبحث لك عن بنتٍ ملتزمة.


أنا الآن في تردُّد، صديقي يبحث لي عن بنتٍ مُلتزمةٍ، وخطيبتي وأهلها موافقون على العقد، والبنت تقول: إنها تغيَّرتْ!

فهل أصبر عليها وأكمل معها، أو أتركها؟


الجواب

الأخ الفاضل، حيَّاك الله، كلما قرأتُ حول إعجابٍ بين شابٍّ وفتاةٍ، لا يطوف بخاطري إلا الحلُّ النبوي الكريم، والقاعدة الذهبية العظيمة، للقضاء على تلك المشكلة، دون تعذيب الأنفس، وتجريح الأفئدة: ((لم يُرَ للمتحابَّين مثلُ النكاحِ))؛ رواه ابن ماجَهْ، وصححه الألباني.


فرغبتُك في تلك الفتاة واضحةٌ، ورغبتها فيك جلِيَّة، ولم يتبقَّ لك إلا بعض الشكوك في مدى صدقها أو عدمه؛ فعلام تسارعُ بالبحث عن غيرها ممن لم ينجذبْ إليها قلبُك بعدُ، ولم تَمِل نفسُك إليها، وهناك مَن تحبها وتحبك، وترغبك وترغبها؟


في مِثْل هذه الحالات لا أنصحُك بالمسارعة وعقد الزواج؛ حيث ستكون زوجها بهذا العقد الشرعي وإن لم يتم البناء بعدُ، ولستَ بحاجة للعقد عليها حتى تتثبَّت من حالها، وتستيقن صدقها، بل أنصحك أن تتأنَّى في أمرك كافة، وأن تتمهَّل قبل أية خطوة مصيرية تخطوها، سواء بالاستمرار أو الانفصال، ولا خير من التمهل والتثبت قبل الشروع في تنفيذ قراراتٍ تتوقف عليها أهم شؤوننا وأعظم مراحل حياتنا.


مِن حقك أن تبحثَ عن غيرها، أو أن تستمر معها، وليست الخِطْبة سوى وعدٍ بالزواج قابلٍ للتراجع من الطرفين، وإنما عليك أن تُحسِن التفكير في نفسك وحالك معها، إن كنت تجد في قلبك لها ميلًا، وترى أنها قابلة للصلاح راغبة في الاستقامة، فلِمَ لا تمنحها ونفسك فرصة قابلة للتراجع متى تبيَّن كذبها أو ظهر ضعفها، واستيقنتَ ألا أمل في سيرها على الطريق المستقيم؟!


بخصوص مواقع التواصل الاجتماعي وتواصلها مع الشباب، فلا بد مِن قطع ذلك الحبل بصفة نهائيةٍ، والتخلص من خيوطه التي تجذبها نحوه! ولملء الفراغ الذي تشكوه وتعلق عليه كغيرها من الفتيات شماعة الأخطاء، فعليك بحلِّ تلك المشكلة باقتراح حلولٍ بديلة تحضُّها على حُسن استغلال الوقت والانتفاع به بما يصبُّ في صالحها في الدنيا والآخرة.


من أكثر ما يملأ الفراغ: مصاحبة صديقات من أهل الخير والصلاح وترك غير السويَّات؛ فالبيئة الصالحةُ لا يَنبُت فيها إلا النخلُ الطيب المُثمِر، والبيئةُ الرديئةُ لا ينبت فيها إلا خبيثُ الثمر.


ونرحِّب بها وبكل فتاةٍ في المجلس العلمي لشبكة الألوكة، وبه قسم مخصص للنساء يجمع ثلةً طيبةً مِنْ طالبات العلم الصالحات، نحسبهن كذلك ولا نزكيهنَّ على الله؛ فاقترحْ عليها الانضمام والمشاركة معهنَّ؛ لعل الله أن ينفع بها وينفعها بهن:
http://majles.alukah.net

كذلك بإمكانك أن تبتاعَ لها من الأشرطة والدروس النافعة ما يتحدَّث عن كيفية استغلال الوقت فيما ينفع، وتطلب منها أن تلخصَ ما تسمعه في دفترٍ خاصٍّ لتنتفع به فيما بعدُ.


أذكرك الآن أنك تركتَها بالفعل، فإن رأيتَ الرجوع وإمدادها بفرصة جديدة، فلا تنسَ الاستخارة، والدعاء أن يوفِّق العليم الخبير لما يعلم خيريَّته لك ولها ولأبناء المستقبل.


والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل




رابط الموضوع: http://www.alukah.net/fatawa_counsel...#ixzz49Q4edkks