ملخص السؤال:
فتاة متزوِّجة حديثًا، فُوجِئتْ أنَّ زوجَها سيئ الخُلُق، ويُعاملها معاملةً سيئةً، ويَضربها ويهينها، ولا يُصلي، حتى مَلَّتْ مِن هذا الوضع وذهبتْ لأهلها، وتسأل: هل أطلب الطلاق أو لا؟
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا سيدة متزوجة منذ أشهُر، ظهرتْ من زوجي أفعالٌ لم أتخيلْ أن تصدرَ منه، خاصَّة أننا في بداية حياتنا الزوجية؛ فمثلًا: منَع أقاربي مِن دخول بيتي، ورفَض أن يعطيني نسخةً مِن مفتاح شقتي؛ بحجة أنني جالسةٌ في البيت ولا يَلزم أن يكون معي مفتاح!كلمتُ بعضَ أقاربه بخصوص الخلاف بيننا في هذه الأمور فأخبروه بأنه مخطئ، لكنه لم يسمعْ كلامهم، ثم راسلتُ لجانَ الفتوى في بلدي وأفتَوْا بأن طلبي مشروع، ولي الحق فما أطلب، لكنه لم يقتنعْ برد لجنة الإفتاء!تعبتْ نفسيتي، وأشعُر أن البيتَ ليس بيتي، وكلما حدَث بيننا خلافٌ ضربني، ويقول لي ألفاظًا غير لائقةٍ!كذلك مِن مشكلاته أنه يُفرِّط في الصلوات بدون عذرٍ، مع أنه عندما تقدَّم أخبَرني أنه يُصلي، مما زاد مِن همي وبكائي!أما آخرُ ما حَصَل: فقد علمتُ أنه يُدخِّن، مع أنه أخبَرَني في فترة الخطبة أنه كان يُدَخِّن وترَك التدخين، لكنه عاد إليه بشراهةٍ، وأنا لا أطيق أنْ أراه يُدَخِّن، وعندما أخبرتُه بأني لا أطيق التدخينَ وطلبتُ أن أتركَ المكان الموجود فيه ضرَبني، حتى أحدَث كدمات في جسمي، وشتَمَني وأهانني، وأنا لم أَتَعَوَّدْ على ذلك، وحينما تكون العلاقة بيننا جيدة لا يُدَخِّن أمامي!ذهبتُ إلى بيت أهلي خوفًا على نفسي مِن الهلاك، وأنا عند أهلي منذ شهر ونصف، ولم يسأل عني حتى الآن، ولا أدري ماذا أفعل معه؟فهل أعود إليه؟ وما طريقة الرجوع التي تَحْفَظ لي كرامتي وتردُّ عني ما فَعَلَهُ بي؟ وكيف أحفظ نفسي بعدما فعَل مِن إهانةٍ وضَرْبِ؟ وهل أطلب الطلاق أو لا؟
أخبروني فأنا في حيرة كبيرة، وجزاكم الله خيرًا

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.أختي الكريمة، الحياةُ الزوجيةُ تُبنى بين الزوجينِ على مرِّ الأيام وطولِ العِشرة، لا بين عشيَّةٍ وضحاها، فهناك مِن الرجال مَن يَحتاج لبعض الوقت حتي يثقَ في زوجته، فيَشعرُ بالأمان بعد ذلك معها.فلا بد مِن الصبر، وألا تُقارني بينه وبين أيِّ أحدٍ، فقط امنحيه الثقة، وأشْعِريه بالحبِّ والأمان، وأنك تحبينه وتقبلينه كما هو، لا كما توقعتِ منه، حينها سيسعى لأن يكونَ جديرًا بثقتك تلك.ذكرتِ في رسالتك أنه حينما تكون العلاقةُ بينكما جيدة لا يُدَخِّن أمامك، والعكس؛ فهذا مؤشرٌ رائع، ومؤكد لما كتبتُ لك بأنك إن أحسنتِ إليه وتقبلتِه بحبٍّ وثقة، فسيكون جيدًا معك، وسيراعي ما يُضايقك! استعيني باللهِ تعالى دائمًا، وسليه أن يجعلَ بينكما المودة والرحمة، وداوِمي على قراءة القرآن في منزلك. امدحي دومًا صفاته الإيجابية، وتجاهَلي تمامًا عيوبه وأخطاءه، كأنك لا ترينها، فما نُركِّز عليه يزيد ويَتضاعف، فإذا ركزتِ على مَزاياه ستزيد، وإذا ركزتِ على عُيوبِه ستزيد. لِتَحفظيه في غيبته، فلا تحكي لأيِّ شخص عن عيوبه مهما كان سواء قريبك أو قريبه، وأشعريه أن الحل دائمًا بينكما فقط. شاركيه حياتك، وأدْخِلي البهجةَ والأخبار الجميلة في البيت دائمًا، واشغليه بك وبحبك واهتمامك به. تحدَّثي دومًا عن مَزاياه أمام عائلته وعائلتك، فهذا يُوطِّد العلاقة بينكما، ويُنشئ الاحترام والمودَّة. وأخيرًا إن اتبعتِ ما كتبتُ لك فلن تضطري إلى ترْكِ منزلك أبدًا؛ لأنك ستعلمين أنك قادرةٌ بعون الله على أن تبني منزلكما بيدك كما تريدين، وأن هذا البناء يحتاج لطول الوقت والصبر، فلا فائدة مِن قضائه عند أهلك، فهذا يزيد الأمرَ سوءًا وجفاءً.أما إذا لم يتوقف الزوج عن الصفات التي ذكرتها، من التفريط في الصلاة والتدخين والضرب الشديد والشتم والإهانة، فهذا يخالف أدنى درجات العشرة، وحينها لا مانع من أن تطلبي الطلاق بعد الاستخارة والاستشارة.
كان الله معك وفي عونك