تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: بين الإِجَّاص والإِنْجاص

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    المشاركات
    81

    Post بين الإِجَّاص والإِنْجاص

    * بين الإِجَّاص والإِنْجاص : الإِجّاص بكسر الهمزة وتشديد الجيم،ثَمَرٌ معروفٌ من الفاكهة،ولا تقل:الإِنْجاص.قا ل ابنُ السِّكِّيت في باب ما يُشَدَّدُ من إصلاح المنطق (ص176): (ويقال:هو الإِجَّاصُ،ولا تقل:إِنْجاصٌ). وفي أدب الكاتب (ص289 – 290) :(باب ما يُشَدَّدُ والعَوامُّ تُخَفِّفُه ... والإِجّاص).وفي فصيح ثعلب (ص138): (باب المشدَّد:وهي الإِجّانَةُ والإِجّاصُ والأُتْرُجُّ).
    لكنّ الخليل في العين (6 /46)1،وابنَ هشام اللّخميّ في المدخل إلى تقويم اللّسان (ص43)2 ،وابنَ منظور في اللّسان (7 /3 أجص)3 ،والفيروزاباديّ في القاموس (ص612)4 أجازوا أن تقول :إِنْجاص؛على اعتبار أنّها لغةٌ أو لُغَيَّة5 - في الإجّاص - يمانيّة6.وتبعهم في اعتبارها أصحابُ الفضيلة في المعجم الوسيط (ص29 ع2 7 - ص797 ع3 8)!.
    (قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ :وَقَدْ حَكَى9 مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ القَزَّازُ10 إِجّاصة وإِنْجاصة وقال:هما لغتان)11.
    ونقل ابنُ هشام اللَّخميّ في الرَّدِّ على الزُّبيديّ في لحن العامّة12 عن الأستاذ أبي محمّد ابنِ السِّيد أنّها لغة لقوم من أهل اليمن،يُبدِلون من الحرف الأوّل من الحرف المشَدَّد نُوناً.أفاده في الاقتضاب (2 /181)13،ثمّ قال:(وهذه لغةٌ لا ينبغي أن يُلتفَتَ إليها،فإنّ اللّغة اليمنيّة فيها أشياء مُنكَرَة،خارجة عن المقاييس).
    وفي شرح التّصريح على التّوضيح (2 /762): (وهي لغةٌ يمانيّةٌ فيهما،أنكرَها الأكثرون، قاله ابنُ السِّيد." وإدغام النُّون في الجيم لا يكاد يُعرف "،لأنّ النّون عند الجيم تَخفى ولا تُدغَم).
    ولم أظفر بعدُ على ما يشهد لهذه اللّفظة (الإنْجاص) من كلام العرب سوى ما رُوي لِأُميّة ابن أبي عائذٍ الهُذليّ في:
    1- شرح أشعار الهذليّين (2 /491 رقم 19):
    يَتَرَقَّبُ الخُطْبُ السَّواهِمُ حَوْلَها *** بِلَوامِحٍ كَحَوالِكِ الإِنْجاصِ
    2- المحكم والمحيط الأعظم (7 /478)14:
    يَتَرَقَّبُ الخَطْبُ السَّواهِمَ حَوْلَها *** بلَوامِح كَحَوالِك الإِجَّاصِ
    [قال] ويروى:" الإنجاص ").وعنه اللّسان (7 /3 أجص).
    أي أنّ للبيت روايتين.وإلى أن نتبيّنَ أيّتَهما أصحُّ،ينبغي أن نحملَ البيت على رواية (الإِجّاص)؛طَرْد اً للخلاف،ولأنّها اللّغة الجارية على فصيح الكَلِم في لسان العرب .
    نعم،هذا اللّفظَ (الإِجّاص) دخيلٌ،أي معرَّبٌ كما في المصباح المنير (ص9 - 10)15 وغيرِه؛وعِلَّةُ ذلك ما حكاه الجوهريّ في صحاحه (ص1029 أجص): (الإِجّاصُ دخيلٌ؛لأنّ الجيم والصّاد لا يجتمعان16 في كلمةٍ واحدةٍ من كلام العرب).وقال الجواليقيّ في المعرَّب17 (ص59 باب ما يُعرَفُ من المُعرَّب بائتلافِ الحروف): (ولا تجتمع الصّادُ والجيمُ في كلمةٍ عربيّةٍ. من ذلك الجِصُّ " و " الصَّنْجَةُ " و " الصَّوْلَجانُ "،ونحوُ ذلك)،وبنحوه قال السّيوطي في المزهر (ص213 النّوع التّاسع عشر/معرفة المعرَّب)18.
    أي في أصل الوَضعِ ثمّ عُرِّبت فصارت كلمات عربيّة .
    ويراجع :
    1- ارتشاف الضَّرَب (1 /154، 315 مكتبة الخانجي).
    2- الإفادة والاعتبار أو رحلة عبد اللّطيف البغداديّ في مصر (ص79).
    3- تاج العروس (15 /165 رنز) و (17 /474 [أ ج ص])،وأحال إلى كتاب النَّباتِ [لأبي حنيفة] الدِّينَوَرِيُّ .
    4- تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف (1 /126 العصر الجاهليّ).
    5- التّبصرة لأبي الحسن اللّخميّ (7 /3105 الهامش2) .
    6- تقويم اللّسان لابن الجوزيّ (ص68 باب الألف)19.
    7- تكملة المعاجم العربيّة (1 /85 – 86، 410) و (7 /359).
    8- التَّلخِيص في مَعرفَةِ أسمَاءِ الأشياء (ص194 الباب التّاسع)20.
    9- تلقيح الجَنان (ص166 /25- باب ما وضعوه غير موضعه)21.
    10- تهذيب اللّغة (10 /447 - 448)22.
    11- ديوان الأدب (3 /7) و (4 /177) .
    12- سفر السّعادة وسفير الإفادة (1 /51 - 52).
    13- شمس العلوم (1 /189)23.
    14- الصّاحبي في فقه اللّغة24 (ص73 باب انتهاء الخلاف في اللّغات).
    15- لحن العوام للزُّبيديّ (ص236 رقم 229) .
    16- لسان العرب (5 /354 رزز) و (5 /357 رنز).
    17- مجلّة الرّسالة (936 /17)25.
    18- مجلّة لغة العرب العراقيّة (1 /258 المنحوت العامّي واللّفظ الدّخيل في لغة بغداد/ الإبدال) و (2 / 160 فوائد لغويّة).
    19- مجلّة المقتبس (العدد 76 بتاريخ:1 - 6 – 1912 الرّسالة الثانية في اللّغة الانتقاديّة)26.
    20- المحكم والمحيط الأعظم (9 /6 رنز ، 28 مقلوبه [ر ن ز]).
    21- المخصّص (8 /51 أسماء النّعام وصفاتها وما فيها)27.
    22- المدخل إلى تقويم اللّسان (ص43)28.
    23- المعجم المفصَّل في شواهد العربيّة (4 /126).
    الهوامش :
    [1] - نصّ كلامه: (نجص:الإِنْجاصُ والإِجّاصُ لغتان كالإِنجانةِ والإِجّانةِ. ومكانٌ نجاصِصُ:أبيَضُ مُسْتَوٍ).
    [2] - جاء فيه: (فقول عامّة زماننا: إنجاصٌ،ليس بلحنٍ أيضا،لما حكاه اللّغويّون).
    [3] - نصّ كلامه: (أجص:الإِجّاصُ والإِنْجاصُ: مِنَ الفَاكِهَةِ مَعْرُوفٌ،قَالَ أُميّة بنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ بَقَرَةً:
    يَتَرَقَّبُ الخَطْبُ السَّواهِمَ كلَّها *** بِلَواقِحٍ كَحَوالِك الإِجّاص
    وَيُرْوَى: الإِنْجاص).
    [4] - نصُ كلامه: (الإِجَّاص، بالكسر مُشَدَّدةً: ثَمَرٌ م،دَخِيلٌ؛ لأنَّ الجيمَ والصادَ لا يَجْتَمِعَانِ في كلمةٍ،الواحِدَة ُ بهاءٍ،ولا تَقُلْ إِنْجَاصٌ،أو لُغَيَّةٌ ... والإِجاصُ: المِشْمِشُ،والك ُمَّثْرى،بلُغَة ِ الشّامِيِّينَ) .
    [5] - القاموس (ص612).
    [6] - في تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف (1 /126 العصر الجاهليّ): (ويقال إنّ بني عبد القيس في البحرين كانوا يقولون رنز بدلًا من رزّ وأرزّ،كما كانوا يقولون إنجاص في إجّاص). وانظر له:المحكم والمحيط الأعظم (9 /6 رنز)، ولسان العرب (5 / 357 رنز)، وارتشاف الضَّرَب (1 /315 مكتبة الخانجي)، وسفر السّعادة (1 /51 - 52)، وتاج العروس (15 /165 رنز) .
    [7] - النّصّ: (* الإِنْجاص: الإِجّاص).
    [8] - النّصّ: (الكُمَّثْرَى:شج رٌ مثمِرٌ من الفصيلة الورديّة،أصنافه كَثِيرَة،وَيُسم ّى الإِنْجاص فِي الشَّام،وَهِي من:إِجّاص، والإِجّاصُ فِي اللُّغَة:مَا يُسمّى البرقوق فِي مصر،أَي غير الكُمّثرى .الوَاحِدَة :كُمَّثراة).
    [9] - علّ ذلك في كتابه (الجامع في اللّغة)، ولم تَطُله يدي بعد !.وأخشى أن يكون من التّراث الإسلاميّ الّذي نُكبت الأمّة بضياعه !.وعنه قال القِفطيّ في إنباه الرُّواة (3 /86 - 87): (وهو أكبر كتاب صُنِّف في هذا النّوع،ومنه نسخة في وقف الفاضل عبد الرّحيم بن عليّ بالقاهرة المُعِزِّيّة)، ثمّ قال: (قال محمّد بن جعفر القزّاز:ما علمتُ أنّ أحدا سبق إلى تأليف مثل هذا الكتاب،ولا اهتدى أحد من أهل هذه الصَّنعة إلى تقريب البعيد،وتسهيل المآخذ،وجمع المفرَّق على مثل هذا المنهاج). وفي معجم الأدباء (6 / 2475): (وهو كتاب كبير حسن متقن يقارب «كتاب التّهذيب» لأبي منصور الأزهريّ رتّبه على حروف المعجم). وفي وفيات الأعيان (4 /374 رقم 652): (وهو من الكتب الكبار المختارة المشهورة). وفي السِّير للذهبيّ (17/ 326): (وهو من نفائس الكتب)، وفي تاريخ الإسلام : (28 /303 رقم 55 ط/تدمري): (وهو كتاب كبير.يقال:إنّه ما صُنَّف في اللُّغة أكبر منه.وبه نسخة بمصر في وقف القاضي الفاضل). وفي الوافي بالوفيات (2 /226 رقم 748): (وَهُوَ كتاب كَبِير يُقَال إنّه مَا صُنِّف مثله،وَفِي وقف الفَاضِل بِالقَاهِرَةِ نُسْخَة بِهِ).ووصفه الفيروزاباديّ في البُلغة (ص259): (العَديم النَّظير).وفي كشف الظنون (1 /576): (وهو كتاب معتبر لكنّه قليلُ الوجود).وأمّا القِنَّوْجيّ فقد قال في البُلغة إلى أصول اللّغة (ص171): (وهو كتاب صغير لكنّه قليل الوجود)!. وفي أرشيف منتدى الألوكة (4 رقم 47597 http://majles.alukah.net) أنّ أحد الباحثين من جامعة الأزهر أوشك على الانتهاء من أطروحته للماحستير عن القزّاز وجهوده في اللّغة.ومن أهمّ ما قام به جمع ما تناثر من كتابه " الجامع ".
    [10]- هو أبو عبد اللّه التّميميّ القيروانيّ المغربيّ النّحويّ اللّغويّ (ت:412 هـ).
    [11] - لسان العرب (7 /3).
    [12] - المدخل إلى تقويم اللّسان (ص43)، مجلّة معهد المخطوطات العربيّة (مج 12 جزء 2 ص47 رقم 16).
    [13] - نصّ كلامه – رحمه اللّه تعالى -: ([2] مسألة:قال في هذا الباب:" الإِجّاص،والإِج ّانَة،والقُبَّر ة " ." قال المفسر ":قد حكى اللّغويون أنّ قوماً من أهل اليمن يُبدلون الحرف الأوّل من الحرف المشدَّد نوناً،فيقولون: حَنْظٌ ،يريدون حَظّاً، وإِنْجاص. وإِنجانة.فإذا جمعوا رجعوا إلى الأصل ... ).
    [14] - نصّ كلامه: (الجِيم وَالصَّاد والهمزة [أ ج ص] * الإجَّاص،والإنْ جَاص:من الفَاكِهَة مَعْرُوف).
    [15] - نصّ كلامه: (* إِجّاص * " الإِجَّاص " مُشَدَّدٌ مَعْرُوفٌ الْوَاحِدَةُ إجَّاصَةٌ،وَهُو َ مُعَرَّبٌ؛لِأَن َّ الجِيمَ وَالصَّادَ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي كَلِمَةٍ عَرَبِيَّةٍ).
    [16] - قال محقّقه في الهامش1: (قوله لا يجتمعان الخ وكذلك القاف مع الجيم.قال م ر في الكلام على الجص:والّذي يظهر أنّ القاعدة أكثريّة لا كلّيّة.وذكر كلمات عربيّة اجتمعا فيها).
    [17] - تحقيق:أحمد شاكر 1389هـ - 1969م .
    [18] - نصُّ كلامه: (وقال الفارابي في ديوان الأدب:والجيم والصّاد لا يَأْتَلِفانِ في كلام العرب؛ولهذا ليس الجصُّ والإِجّاص ولا الصَّوْلَجان بعربيّ،والجيم والطّاء لا يجتمعان في كلمةٍ واحدة؛ولهذا كان الطَّاجِن والطَّيْجَن مُوَلَّدَيْن؛لأ نّ ذلك لا يكونُ في كلامهم الأصليّ.انتهى).
    [19] - نصُّ كلامه: (وهو " الإجّاص ". والعامّة تقول:" إنْجاص ").
    [20] - نصّ كلامه: (ولا يُقالُ إِنْجانٌ ولا فِنْجانٌ ولا إِنْجاصٌ،إنَّما هوَ الإِجَّاصُ).
    [21] - النّصّ: (ويقولون للكُمَّثرى: إنجاص.وذلك غير معروف.إنّما الإنجاص والإجّاص لغتان ضَرْبٌ من المِشمِش).
    [22] - نصّ كلامه: (ج ص/جص - صج [صج]:أهمل اللَّيثُ صَجَّ .وروى أَبُو العَبَّاس عَن ابن الأعرابيّ أنَّه قَالَ:صَجَّ إِذا ضربَ حديداً على حَدِيدٍ فصَوَّتا،والصّج جُ:صَوْتُ الحَدِيد بَعْضِهِ على بعضٍ. [جص]: قَالَ اللَّيْث: الجَصُّ: معروفٌ، وَهُوَ من كَلَام العَجَمِ، قَالَ :ولغةُ أهلِ الْحجاز فِي الجصِّ: القَصُّ.وَقَالَ ابن السّكيت:هُوَ الجَصُّ،وَلَا تقل:الجِصّ." سَلمَة عَن الفراء ":جصَّص فلانٌ إناءَهُ إِذا مَلأهُ." أَبُو عبيدٍ عَن أبي زيدٍ وَالفراء ": فَقَحَ الجِرْوُ وجَصَّصَ إِذا فَتَحَ عَيْنَيْهِ،وَكَ ذَلِكَ قَالَ أَبُو عمرٍو،قالَ: ويصَّصَ: مِثْله).
    [23] - نصّ كلامه: (ويقال:ليس هو [إِنْجاص] من كلام العرب).
    [24] - نصُّ كلامه: (والباب الرّابع:ما فِيهِ لغة واحدة،إِلاَّ أن المُوَلَّدينَ غَيَّروا فصارت ألسنتهم بالخطأِ جاريةً.نحو قولهم: " أصْرَف الله عنك كذا "،و" إنْجاص " ... ).
    [25] - مقال: (الثنائيّة والألسنيّة السّاميّة) للأب مرمرجي الدّومنبكي.
    [26] - النّصّ: (ويقولون هو الإنجاص بنون قبل الجيم والصّواب الإجّاص بتشديد الجيم وإسقاط النّون قلت:تتولّد هذه النّون في المضاعَفات كثيراً حتّى صحّحه بعضُهم وأثبته بالنّون).
    [27] - نصّ كلامه: (* ابن دُرَيْد * وَهِي الجَرَبَّة وربَّما سُمِّي الأقْوِياء من النَّاس إِذا اجْتَمعُوا جَرَبَّة وَقد تقدّم * السّيرافي * جَرَبَّة وجَرَنْبة * قَالَ أَبُو عَليّ * هُوَ على حَدّ قَوْلهم إجّاص وإنْجاص).
    [28] - نقلَ ابنُ هشام اللّخميّ عن أبي حنيفة في كتاب النّبات (5 /41) قوله: (الإجّاص عند أهل الشّام الكُمَّثْرى،ويُ سمّون الإجّاص المشمش). ولم تَطُلْه يدي !.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    نفع الله بك ، جهد طيب .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •