تمايز إعراب التراكيب في إطار التضام
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذين التركيبين اللذين يتمايزان من حيث الإعراب في إطار التضام نظرا لاختلاف منزلة المعنى بين أجزاء التراكيب :
نقول: أراد أنْ يقابلَ المدير .
ونقول:علم أنْ يقابلُ المدير .
التركيب الأول يتكون من الفعل والفاعل و"أن" الناصبة للفعل المضارع والفاعل والمفعول ،والمصدر المؤول مفعول به للفعل أراد ،أما التركيب الثاني فيتكون من الفعل علم والفاعل "هو" و"أن" المخففة من الثقيلة واسمها الضمير المحذوف والجملة الفعلية خبر "أن" ،والمصدر المؤول من "أن" واسمها وخبرها سد مسد مفعولي "علم " الدّالة على اليقين أو ما نُزِّل منزلته .

ونقول:رأيتُ رجلا أيَّ رجلٍ .
ونقول:رأيت عبدالله أيَّ رجل ٍ.
"أي" في التركيب الأول صفة لأنها جاءت بعد نكرة ،والنكرة تبحث دائما عما يخصصها ويوضحها ويزيل الإبهام عنها ،أي:رأيت رجلا كاملا في رجولته ،أما "أي" في التركيب الثاني فهي حال،لأنها جاءت بعد معرفة ،أي:رأيت عبدالله كاملا في رجولته ،والمعرفة لا تحتاج إلى تعريف أو توضيح أو تخصيص .

وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .