دخول الفعل على الفعل

تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في دخول الفعل على الفعل في قول الشافعي –رحمه الله - :

ورزقك ليس ينقصه التأني //وليس يزيد في الرزق العناء
الذي يترتب من العام إلى الخاص ،ومن الأهم إلى الأقل أهمية عدولا عن الأصل ،والأصل فيه هو :
ورزقك ليس التأني ينقصه //وليس العناءُ يزيد في الرزق
من الخاص إلى العام ،ومن الأهم إلى الأقل أهمية كذلك ، إلا أن الشاعر أراد أن يربط بين "ليس" وبين الفعل "ينقصه " والفعل"يزيد " برابط الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ليتسلَّط النفي على الفعل وليس على الاسم ،ليكون المعنى :لا ينقص الرزقَ التأني ولا يزيده التعبُ ،كما كان في التقديم رعاية للوزن والقافية ،فالكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل .

وبهذا يتضح أيضا أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .