دور منزلة المعنى في التَّغليب

تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في تغليب الضمائر :

يقول العرب : أنا وأنت قمنا .
ويقولــون: أنت وهو قمتما .

في التركيب الأول غلَّبنا ضمير المتكلم على ضمير المخاطب لأن ضمير المتكلم أهم وأعرف من ضمير المخاطب ،ونفس الإنسان قبل غيره ، وفي التركيب الثاني غلَّبنا ضمير المخاطب على ضمير الغائب لأن ضمير المخاطب أهم وأعرف ،والمخاطب أهم من الغائب ،فالعرب تغلِّب الأهم على الأقل أهمية أو الأقرب على الأبعد .

وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى وإعراب و نظم التراكيب ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .