قصيدة ( في غياباتِ الجَفاء)


أَلقى برُوحي في غَياباتِ الْجَفا
ورمى بجبِّ الحُزْنِ قلبي المُدْنَفا


وأماتَ روحاً ضُرِّجتْ بدمِ الهوى
من سهمِ ذاك الطَّرْفِ لمَّا أنْ غَفا


فدفنتُ في وادي الهُيام حُشاشتي
ورشفتُ ترياقَ الخيالِ فمَا شفى


وخلَعتُ روحي في خمائلِ حُسنهِ
وإلى سـواهُ القلبُ يوماً ما هفا


وجلستُ أرتشفُ اللواعجَ والضَّنَى
يا ليـتـهُ عمَّـا جنـاهُ تـأسَّفا


فإلى مَتى يبكي الحمامُ للَوعتي؟
وينوحُ وجْدي فوق غضنٍ هفهفا


وإلى متى رُوحي ستحتملُ النَّوى؟
مِمَّن توضــأ بالبِـعاد فأسرفا


وإلى متى نِيْلُ الدِّمـــا مـن مقلتي
يجري بخدٍّ صارَ قاعـــاً صفصفا


سـهــدٌ وتبريحٌ وجفنٌ ساجمٌ
وصبابةٌ والصبْر يصرخُ بي: كفى


ولبثتُ في سجنِ الهوى منذُ الصبا
فغــدت غياهِبُهُ بِحبكَ مَصيفا


والعـــينُ ثكلى لم تُكحِّلْ جفنَها
بسَناكَ مـــن زمنٍ فلا تكُ مُجْحِفا


قبلتُ ما أرسلتَ من كُتُب الْهوى
كالعابدِ الصُّـــوفِيِّ قَبَّل مصحفا


ذنبـــي بأني ذُبت مــن ألمِ النَّوى
وســــراجُ آمالي سُحَيراً ما انطفا


ذنبي سكبتُ القلبَ في ذاك الحمى
صبًّا فيغمرُني الحـيـاءُ وإن عفا


سل عاذلي عن أدمُـــعي وتولُّهي
يُخبرْك عن حالي إذا مــا أَنصفا


فَصِلِ المُحِبَّ ولو بطيفٍ في الكرى
يا مَـــن خيالُك مـا بدا إلا اختفى


شعر : مصطفى قاسم عباس