مع الكتاب
يُلازمني بأسفاري كـتـابـي
فـأنسـى كـلَّ هـمٍّ أو عـذابِ
أعودُ به إلى الـتاريخ حـتـى
أعيشَ مع النبـيِّ , مع الصِّـحـابِ
كتابي قد حـوى فكراً وقلـباً
بدمعٍ وابتـسـامٍ وانـتـحــابِ
ويروي مـجدَ أمّـتنا بصـدقٍ
كتابـي لا يُجـامـلُ أو يُحابـي
يقصُّ عـليَّ تاريـخـاً مَشُوقاً
عن الأبطال فـي سـاحِ الضِّـرابِ
وأياماً مـضت , وغـداً تراءى
وأطلالاً نـراهـا كـالســرابِ
وأخبارَ الْهُيـام بقلبِ مُضْنـى
كـواه الشـوقُ فـي نـارِ التّصابي
ويُنسيني الكـتابُ سِنينَ حُزني
إذا أرنــو لأيـاميِ الـعِــذَابِ
يُفرِّج دائـماً كُـرُباتِ هَمِّـي
ويجعلنُـي أعيـشُ بـلا اكتـئـابِ
وتزهرُ فـي العقولِ رياضُ علمٍ
ويروي الـقـلبَ مـن صافي الشرابِ
أعيشُ مـع الكهـولة فيه طوراً
وينـقـلنـي لأيـام الـشـبـاب
رحلتُ مع الكـتاب بلا مطايا
فخَيل الحرفِ ـ يـا صحبي ـ رِكابي
سهرتُ مع النجـوم بغـيرِ ليلٍ
وبَلَّـلَـنـي الـهُـطولُ بلا سحابِ
وأسـأل عن شكوكٍ راوَدتنـي
فيأتينـي كـتــابـي بـالـجوابِ
شعر : مصطفى قاسم عباس