تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: قصيدة ( السحر الحلال )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    425

    افتراضي قصيدة ( السحر الحلال )

    السحر الحلال


    حَبَاكِ اللهُ فاتنتي جَمالا
    وزادك هيبةً فاضتْ جلالا


    فطلعةُ وجهكِ الوضَّاءِ دوماً
    تفوقُ الشمسَ نوراً والهلالا


    عيونُك يا هوايَ العذبَ عِيْنٌ
    تحاكين الخميلةَ والغزالا


    رآكِ البدرُ في ظُلَم الليالي
    فغضَّ الطَّرْف مكسوفاً وقالا:


    فديتُك، ما لنورك في ازديادٍ
    ونوري إن بدا الإسفار زالا!؟


    فأنت كربوةٍ ضمّت زهوراً
    وضاع أريجها يُزْكي التلالا


    بها فَنَنٌ رشيقٌ ماسَ حسناً
    من الأزل البعيد نما فطالا


    فرُدِّي لي فؤاداً ذاب عشقاً
    رميتِ به سهامَكِ والنّصالا


    وتيهي والبَسِي حُللا حِسانا
    تَمَنَّي، واملئي الدنيا دَلالا


    وفيكِ مع الجمال الفردِ أصلٌ
    فأنتِ كريمةٌ عمّاً وخالا
    • • •
    فيا لغةً تفوقُ البحرَ جوداً
    وتُخجلُ في تساميها الجبالا


    رأيتك تمتطين المجدَ خيلاً
    عَيانا لا مَناما أو خيالا


    حروفكِ تنتشي منها القوافي
    بيانك سحرُهُ أمسى حَلالا


    ومن دُرَرِ الخلودِ لبستِ عِقداً
    على جيد الزمانِ سناً تَلالا


    عشقتُكِ لا كمجنونٍ بليلى
    فحبُّ الغانيات غدا ضَلالا


    وحبُّك أنت يُدخلني جناناً
    ويرضاهُ الذي أرسى الجبالا


    ولا عجبٌ فأنت حويتِ نوراً
    بقرآنٍ وذكراً وابتهالا


    حويتِ حديثَ خيرِ الحلق طُرّاً
    ومن ركبَ النجائبَ والجمالا


    حويت حضارةَ الأجداد شعراً
    ونثراً، أنت خلَّدتِ الرجالا


    ومن كلماتك الغراءِ يعلو
    أذانٌ خاشع، فَسَلي بلالا


    وواكبتِ العلوم فكنت نبعاً
    يُجدّدُ ماءَهُ عَذْباً زُلالا
    • • •
    أيا فصحى غدوتِ لنا سبيلاً
    سنسلكه ليوصلَنا الكمالا


    تعاقبتِ العصور ولا انثناءٌ
    وما غصنُ الفصاحة فيكِ مالا


    ولكنْ، فيمَ حلَّ الكرهُ فينا؟
    فشتَّتَ شَمْلَنا، قطعَ الحبالا


    تَجَرَّعنا أُجاجَ الْحِقدِ مُرّاً
    لنحيا العمرَ كُرْها واقتتالا


    وكم من معتدٍ أورى زناداً
    ليُشعلَ فتنةً فينا اشتعالا


    إذا ما الدهرُ فرّقنا فكنا
    جَنوبا أو يمينا أو شِمالا


    ومختلفاً لنا نسبٌ ولونٌ
    ونرجو بعد هجرانٍ وصالا


    فأنت توحدين العُرب صفّا
    تواسين الأرامل والثكالى!


    وأنت تضمدين لنا جراحاً
    ..خصالُك تلك، ما أبهى الخصالا!


    وبيداءُ الجزيرة فيك صارت
    جناناً بعدما كانت رمالا


    فسيري للعلا قُدما بِجِدٍّ
    وفي مستنقعٍ فدعي الكسالى
    • • •
    أساحرتي نظمتُ هواكِ شعراً
    يزيدُ لهيبُهُ قلبِي اشْتعالا


    فلولا الحبُّ لم أنظم قصيداً
    ولم أكتبْ بِمَنْ أهوى مَقالا


    تشيبُ لغاتُ أقوامٍ وتفنى
    وأَنْتِ فَتِيَّةٌ، زيدي جَمالا


    وغاية مُنيَتِي جناتُ عدنٍ
    وأنْ أُسقى بها الماءَ الزُّلالا


    قصدتُك خاشعاً ربي، وإني
    خلعتُ كسيِّدي موسى النِّعالا


    لأشكو من ذنوبٍ أثقلتني
    وأحسبُها على ظهري جِبالا


    فحقّقْ مُنيتي، واغفرْ ذنوبي
    فهل يا ربِّ تُعطيني النَّوالا؟


    وصلِّ على النبيِّ، ومَنْ بقلبي
    فقد أحببتهُم صحباً وآلا


    شعر : مصطفى قاسم عباس





    الصور المرفقة الصور المرفقة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •