تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: ( تصحيح العقيدة والدعوة إليها واجب الدعاة الأول ) - مقتطفات -

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    59

    Post ( تصحيح العقيدة والدعوة إليها واجب الدعاة الأول ) - مقتطفات -

    ( تصحيح العقيدة والدعوة إليها واجب الدعاة الأول )

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
    بينما كنت أقرأ و أتصفح كتاب الشيخ عزيز بن فرحان العنزي بعنوان: ( البصيرة في الدعوة إلى الله ) بتقديم فضيلة شيخنا العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، إذ بخاطرة تخطر ببالي وهي: نقل بعض محاور وفصول الكتاب المتعلقة بالدعوة إلى العقيدة السَّلفية على شكل مقال مختصر لتأكيد هذا الجانب المهم الذي أغفله عدد غير قليل من الدعاة من طلبة العلم ، وجعلت عنوانه أحد العناوين الفرعية من الكتاب وهو: ( تصحيح العقيدة والدعوة إليها واجب الدعاة الأول ) ، ثم أتبعته بفصل وخاتمة من كتاب : (الوجيز في عقيدة السلف) للشيخ عبد الله بن عبد الحميد الأثري حول أهمية الدعوة للعقيدة ، والله أسأل أن ينفعني به ومن يطلع عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
    وأعده جمعا: محمَّد السَّلفي -عفا الله عنه-
    بالجزائر / تاريخ:1429هـ
    ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمة الله عليه - في (منهاج السنة) : " الكلام في الناس يجب أن يكون بعلم و عدل ، لا بجهل و ظلم كحال أهل البدع ".اهـ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    59

    افتراضي رد: ( تصحيح العقيدة والدعوة إليها واجب الدعاة الأول ) - مقتطفات -

    في علم العقيدة

    المقصود بالعقيدة : الأحكام الاعتقادية المتعلقة بأنواع التوحيد الثلاثة : الربوبية ، والألوهية ، والأسماء والصفات.
    فيجب على المسلمين عمومًا وعلى الدعاة إلى الله تعالى على وجه الخصوص الاعتناء بمعرفة الله تعالى ، بأسمائه ، وصفاته ، وأفعاله ، وآثار ذلك في الأنفس والآفاق ، ووحدانيته جل وعلا في ربوبيته وأسمائه وألوهيته ، وحقه على عباده ، وما أخبر به من النبوة والكتب ، وما سيكون في اليوم الآخر من الأحوال والأهوال ؛ فيحقق أركان الإيمان الستة وهي : الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره ، وحلوه ومره .
    فإن هذه أصول الدين التي يجب العلم بها واعتقادها والعمل بمقتضاها ، وهي أساس الأحكام العملية ؛ فإنها تتوقف عليها ولا تصح إلا بها ، والدعاة هم الذي يبلغون الناس ما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم من العلم والهدى والنور ، فلزم أن يكونوا من أولى الناس اعتناء بهذا الجانب ومحافظة عليه .
    ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمة الله عليه - في (منهاج السنة) : " الكلام في الناس يجب أن يكون بعلم و عدل ، لا بجهل و ظلم كحال أهل البدع ".اهـ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    59

    افتراضي رد: ( تصحيح العقيدة والدعوة إليها واجب الدعاة الأول ) - مقتطفات -

    فساد العقيدة هو سبب مصائب المسلمين

    وفي حقيقة الأمر أنه ما وقعت الفتنة ، ولا حصلت الفرقة ، ولا تشرذم المسلمون طرائق ، وتمزقوا حذائق ؛ إلا بسبب إهمال الدعاة والعلماء لجانب العقيدة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون!!
    وما برزت الطفيليات المذهبية على السطح من اشتراكية وشيوعية ورأسمالية وقومية وغيرها كثير ، وأُشرب حبها كثير من المسلمين إلا بسبب إهمال الحديث عن العقيدة .
    وما استنكر الناسُ بعض مسائل التوحيد ، وعسرت على كثير من المسلمين السنن ، وما نجمت البدعة ، ولا شُيدت القباب والأضرحة إلا بسبب ترك الحديث عن العقيدة ، والتي هي قطب رحى الأعمال ، ومدار القبول ، يقول الله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } .
    وقال تعالى : { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } .
    وما تسلط العدو ، ولا انقلب حال الدهر ، ولا سُلب المسلمون عادة الظهور والقهر ، وما بدل الله حالنا إلى ما نحن عليه ؛ إلا بسبب ضياع العقيدة والتوحيد من نفوس المسلمين وواقعهم ، وقيام رموز الوثنية ، وانتشار المعالم الشركية ، وغربة التوحيد وأهله .
    فليكن الداعية إلى الله تعالى على حذر من التلبيسات الباطلة والشبه الباهتة ، فنحن كما أننا مأمورون باتباع النبي صلى الله عليه وسلم في العقيدة والعبادة والسلوك ، بل وفي قضايانا الاجتماعية ، كذلك يجب علينا متابعته صلى الله عليه وسلم في منهجه في الدعوة إلى الله تعالى ، وطريقته في التبليغ ، وأن نبدأ بما بدأ به ، وأن نركز على ما ركز عليه ، وألا نجعل من منهج الدعوة إلى الله تعالى محلا للاجتهاد والأخذ والرد ، ونُحدث لهذه الدعوة أصولا وقوانين جديدة من عند أنفسنا لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه رضوان الله تعالى عليهم ، فنجعل من أمر التوحيد مثلا والدعوة إليه أمرا ثانويا فرعيا ، ونزعم أن المصلحة تقتضي ذلك .
    إن المصلحة الحقيقية كامنة في اتباعه صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : { وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } .
    وإن تأخر النصر على المسلمين ، أو عدم استجابة المدعوين ، أو مرور المسلمين بظرف ما ، لا يسوغ أبدا إحداث أمر يخالف ما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فقضية هداية التوفيق ، أو نزول النصر والفتح ، أو غير ذلك ليست إلينا ، فنحن مأمورون بإحسان الطريق فقط ، والنتائج ليست إلينا ، ولا بأيدينا ، إنما هي بيد الله تعالى القائل : { قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } .
    قول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم { يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } .
    ويقول تعالى : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } .
    ويقول تعالى واصفا حال هذه الأمة : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ } .
    ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمة الله عليه - في (منهاج السنة) : " الكلام في الناس يجب أن يكون بعلم و عدل ، لا بجهل و ظلم كحال أهل البدع ".اهـ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    59

    افتراضي رد: ( تصحيح العقيدة والدعوة إليها واجب الدعاة الأول ) - مقتطفات -

    تصحيح العقيدة و الدعوة إليها واجب الدعاة الأول


    ولذا كان تصحيح العقيدة والاهتمام بها هي القضية الأولى التي تصدى لها الأنبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام ، فإن أهم المهمات ، وأولى الواجبات التي قاموا بها هي الدعوة إلى تحقيق التوحيد ، فيدعون الناس إلى أن يشهدوا ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ويُعرّفون الناس بربهم الحق ومعبودهم الذي ليس لهم معبود سواه ، وينزهونه عن ضد ذلك .
    قال الله تعالى : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } .
    وقال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } .
    ولقد ترجم الأنبياء عليهم السلام هذا الأمر إلى واقع من خلال دعوتهم الناس ، فكان التوحيد من أولى أولويات دعوتهم وأهمها ، ولقد بين الله تعالى ذلك بقوله حكاية عنهم وأن كلمتهم السواء : { يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ }.
    ومعنى اعبدوا أي : ( وحدوا ) .
    يقول الناظم من أهل السنة :

    أول واجب على العبيد ... معرفة الرحمن بالتوحيد
    ومعرفة الله تعالى ، وتحقيق الإيمان به ، والإخلاص له ، هو الأصل الأصيل ، والركن الركين الذي يقوم عليه الدين ، فهو كالقاعدة للبناء ، وأي بناء لا يقوم على أصل راسخ وأساس محكم فإنه سرعان ما ينهار ، فكل من فقد العقيدة الصحيحة الراسخة التي تجعله يخاف الله ويرجوه ، ويرغب إليه ، ويرهب منه ، فيبادر إلى امتثال أوامره ، والانكفاف عما نهى الله ، ويعبد الله كأنه يراه ، ويعتقد أن الله تعالى رقيب عليه ، يسمع أقواله ، ويرى أفعاله ، ويعلم أحواله ، وسره وعلانيته ، وأنه تعالى سيجزيه على ذلك ، فإنه لا يبالي بترك فرض أو واجب ، ولا يكف عما يعرض له من معصية الله أو ظلم لعباده إذا قدر عليه وأمن من عقوبة السلطان .
    ولذا أمضى النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاث عشرة سنة كلها في الدعوة إلى ( لا إله إلا الله ) ، فكان يدعو إلى أن يعبد الله وحده ، ويُترك الشرك به ، وتُكسر الأوثان ، وكان يدعو معها أيضا إلى الأمور التي اتفقت عليها شرائع المسلمين قبله من بر الوالدين ، وصلة الأرحام ، والصدقة ، والنهي عن الزنا ، وقتل الأنفس المعصومة ، وأخذ الأموال بغير حق ، ونحو ذلك .
    فالتوحيد إذًا هو أصل الدين وقاعدته التي لا تصلح الحياة البشرية كلها في أصولها وفروعها إلا به ، فإن الناس إذا عرفوا الله ، وآمنوا به ، ووحدوه ، سهل عليهم الانقياد لفعل الأوامر واجتناب النواهي رغبة في الثواب ، وخشية من العقاب والجزاء .
    فينبغي للداعية إلى الله تعالى أن يكون بصيرا بهذا العلم ، وأن يلتزم مذهب السلف الصالح ( أهل السنة والجماعة ) في تأصيل العقيدة ، والتوحيد ، والعمل بها ، والدعوة إليها ، وذلك ببيان العقيدة الإسلامية الصحيحة ، والاهتمام بمصادرها تأصيلا واستدلالا ، وفهمًا على نصوص الوحيين ، وأقوال الصحابة ومن تبعهم بإحسان ، ومن أهل العلم والدين السائرين على طريقة السلف الصالح ، رضوان الله عليهم أجمعين .
    ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمة الله عليه - في (منهاج السنة) : " الكلام في الناس يجب أن يكون بعلم و عدل ، لا بجهل و ظلم كحال أهل البدع ".اهـ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    59

    افتراضي رد: ( تصحيح العقيدة والدعوة إليها واجب الدعاة الأول ) - مقتطفات -

    من أهم الكتب التي ينصح بها دعاة العقيدة

    ومن أهم ما ينصح الداعية بقراءته كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، فإنها اعتنت بهذا المنهاج وهي من أفضل ما قرر مسائل العقيدة السلفية ، وكذلك تلميذه ابن القيم رحمه الله ، وأيضا قراءة كتب أئمة الدعوة ، وبالخصوص ( الدرر السنية في الأجوبة النجدية) ( قسم العقيدة ) ، ولا ينسى الداعية كتب العقيدة التي أطلق عليها أصحابها كتب السنة مثل : كتاب ( السنَّة للإمام عبد الله ابن الإمام أحمد ) ، و( السنَّة للطبراني ) ، و( السنَّة للخلال ) ، و( السنة للأثرم ) ، و( السنة لابن أبي عاصم ) ، و( شرح السنة للبربهاري ) ، والتي صنفت للرد على كتب البدعة والزندقة .
    ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمة الله عليه - في (منهاج السنة) : " الكلام في الناس يجب أن يكون بعلم و عدل ، لا بجهل و ظلم كحال أهل البدع ".اهـ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    59

    افتراضي رد: ( تصحيح العقيدة والدعوة إليها واجب الدعاة الأول ) - مقتطفات -

    في الإكثار من الحديث عن العقيدة

    فإذا وفق الله الداعية ، ونال نصيبا وافرا من هذا العلم العظيم ، فعليه أن يكثر من الحديث عن أمور العقيدة ، والتوحيد ، والنهي عن الشرك ووسائله ، والكفر وذرائعه ، تأسيا بالأنبياء عليهم السلام ، وسيرًا على طريقة السلف الصالح ، وأن يجعلها أهم مهماته ، وأولى بداياته ، فإن هذه هي وظيفة الأنبياء والمرسلين - كما تقدم - وأتباعهم إلى يوم القيامة ، وليحذر أشد الحذر من إغفال الكلام عن الشرك ، ووسائله ، والخرافة ، وخصال الجاهلية الباقية في الأمة ، والتي تقل في وقت ، وتكثر في آخر ، وغيرها من القوادح ، والانشغال بما هو من نتائجها .
    وعليه ، إن وُفِّق للتصنيف أيضا أن يشتغل بالكتابة ، والرد على المناوئين لهذه العقيدة ، والمخالفين لها من أهل الأهواء والبدع من سائر الطوائف ، وتفنيد شبههم ، والرد على افتراءاتهم في النصوص الشرعية ، وتلبيساتهم الكلامية والعقلية ، وذلك باستخدام الوسائل الممكنة والمتاحة لإيصال الحق وتبليغه ودفع الباطل وتبكيته .
    وقد يكون من الواجب على الداعية مطالعة الردود السلفية التي كتبها علماء السنة على أهل البدع في القديم والحديث ، للدُربة أولا ، وللوقوف على ما لا يمكن أن يجده الداعية في كثير من الكتب من الأدلة السمعية والعقلية .
    ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمة الله عليه - في (منهاج السنة) : " الكلام في الناس يجب أن يكون بعلم و عدل ، لا بجهل و ظلم كحال أهل البدع ".اهـ

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    59

    افتراضي رد: ( تصحيح العقيدة والدعوة إليها واجب الدعاة الأول ) - مقتطفات -

    أهمية الدعوة للعقيدة وتصحيحها

    أَوَلا- أنها السبيلُ الوحيدُ للخلاص من التفرق والتحزب ، وتوحيد صفوف المسلمين عامة ، والعلماء والدعاة خاصة ؛ حيث هي وحي اللّه تعالى وهدي نبيِّه- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- وما كان عليه الرَّعيل الأَول الصحابة الكرام ، وأَي تجمع على غيرها مصيره- كما نشاهده اليوم من حال المسلمين- التفرق ، والتنازع ، والإِخفاق ، قال اللّه تبارك وتعالى :
    { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } .
    ثانيا- أنها تُوحِّدُ وتُقوِّى صفوفَ المسلمين ، وتجمع كلمتهم على الحق وفي الحق ؛ لأنَها استجابة لقول اللّه تبارك وتعالى : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا } ولذا فإِنَّ من أَهم أَسباب اختلاف المسلمين اختلاف مناهجهم وتعدد مصادر التلقِّي عندهم ، فتوحيد مصدرهم في العقيدة والتلقِّي سبب مهم لتوحيد الأمَة ، كما تحقق في صدرها الأَوَل .
    ثالثا- أنها تَرْبط المسلم مباشرة باللّه تعالى ورسوله- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- وبحبِّهما وتعظيمهما ، وعدم التقدم بين يدي اللّه ورسوله- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- ذلك لأَنَ عقيدة السلف منبعها : قال اللّه ، وقال رسوله ؛ بعيدا عن تلاعب الهوى والشبهات ، وخالية من التأثر بالمؤثرات الأَجنبية من فلسفة ومنطق وعقلانية ، فليس إِلا الكتاب والسُّنَّة .
    رابعا- أنها سهلة مُيسرَةٌ واضحة ، لا لَبْسَ فيها ولا غموض بعيدة عن التعقيد وتحريف النصوص ، مُعتَقِدُها مرتاح البال ، مطمئنُّ النفس ، بعيد من الشكوك والأَوهام ووساوس الشيطان ، قَريرُ العين لأَنَّه سائر على هدي نبي هذه الأُمَّة- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- وصحابته الكرام رضوان اللّه تعالى عليهم أَجمعين ، قال اللّه تعالى :
    { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } .
    خامسا : أنها من أَعظم أَسباب القرب من اللّه- عز وجل- والفوز برضوانه سبحانه وتعالى .
    ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمة الله عليه - في (منهاج السنة) : " الكلام في الناس يجب أن يكون بعلم و عدل ، لا بجهل و ظلم كحال أهل البدع ".اهـ

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    59

    افتراضي رد: ( تصحيح العقيدة والدعوة إليها واجب الدعاة الأول ) - مقتطفات -

    صفوة القول:

    إِنَّه لا صلاح لنا ، ولا نجاح لدعوتنا إِلا إِذا بدأنا بالأَهم قبل المهم ، وذلك بأَن ننطلق في دعوتنا من عقيدةِ التوحيد ؛ نَبْني عليها سياستنا ، وأحكامنا ، وأخلاقنا ، وآدابنا ، ومعاملتنا .
    وننطلق في كلِّ ذلك من هدي الكتاب والسّنة وعلى فهم سلف الأُمة ، ذلكم هو الصراط المستقيم والمنهج القويم الذي أَمرنا الله به ، فقال تعالى :
    { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
    وعقيدة السلف هي السبيل الوحيد الذي يصلح به حال الأُمة . نسأل الله تعالى كما دلنا على منهج السَّلف الصالح ؛ أَن يجعلنا منهم ، ويحشرنا معهم تحت لواء سيد الخلق الشافع المشفع محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأَن لا يزيغ قلوبنا بعد إِذ هدانا ، ونسأَله أَن يجعلنا من عبادهِ الموحِّدين الصٌالحين العاملين في سبيله ؛ إِنه على ذلك لقادر ، وهو سميع مجيب .
    ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمة الله عليه - في (منهاج السنة) : " الكلام في الناس يجب أن يكون بعلم و عدل ، لا بجهل و ظلم كحال أهل البدع ".اهـ

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    (غـزَّة - فلسطين).
    المشاركات
    179

    افتراضي رد: ( تصحيح العقيدة والدعوة إليها واجب الدعاة الأول ) - مقتطفات -

    الأخ الفاضل / :( محمد السلفي ) جزاك الله خير الجزاء .......
    جهد مشكور.......... ولكن لي طلبين :
    أولهما : كتاب الشيخ فرحان ( هل تستطيع تنزيله هنا للفائدة ؟ ) .
    ثانيهما : بالنسبة لكتاب ( الوجيز.. ) أن أعلم أنّ الكتاب قدّم له بعض أهل العلم ،ولكن بعض المشايخ المصريين ( أبو اليمين المنصوري ) انتقده بغض الانتقادات وهي خطيرة ......... وهذه الانتقادات موجودة على هذا المنتدى المبارك _إن شاء الله _ حبذا لو راجعتها واقتصرت في نقل على الكتب الصافية .

    وفقك الله لرضــاه ....

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    59

    افتراضي رد: ( تصحيح العقيدة والدعوة إليها واجب الدعاة الأول ) - مقتطفات -

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود الغزي مشاهدة المشاركة
    الأخ الفاضل / :( محمد السلفي ) جزاك الله خير الجزاء .......
    جهد مشكور.......... ولكن لي طلبين :
    أولهما : كتاب الشيخ فرحان ( هل تستطيع تنزيله هنا للفائدة ؟ ) .
    ثانيهما : بالنسبة لكتاب ( الوجيز.. ) أن أعلم أنّ الكتاب قدّم له بعض أهل العلم ،ولكن بعض المشايخ المصريين ( أبو اليمين المنصوري ) انتقده بغض الانتقادات وهي خطيرة ......... وهذه الانتقادات موجودة على هذا المنتدى المبارك _إن شاء الله _ حبذا لو راجعتها واقتصرت في نقل على الكتب الصافية .

    وفقك الله لرضــاه ....
    وإياكم أخي محمود الغزي..
    أما بخصوص كتاب الشيخ فرحان فممكن أنزله مستقبلا إن شاء الله..
    وأما نقد المنصوري للكتاب فقرأته ولي عليه رد وجيز سأنزله إن شاء الله..
    وجزاك الله كل خير أخي الفاضل..وفقني الله و إياك لمرضاته..
    ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمة الله عليه - في (منهاج السنة) : " الكلام في الناس يجب أن يكون بعلم و عدل ، لا بجهل و ظلم كحال أهل البدع ".اهـ

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    59

    افتراضي رد: ( تصحيح العقيدة والدعوة إليها واجب الدعاة الأول ) - مقتطفات -

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الرد على نقد "المنصوري" لكتاب الوجيز في عقيدة السلف الصالح


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، ولى آله وصحبه أجمعين:
    وبعد:
    قول المنصوري -عفا الله عنه- : " فهذه كلمات كتبتها من رأس القلم في الرد على كتاب " الوجيز في عقيدة السلف الصالح" لمؤلفه عبدالله بن الحميد الأثري! وذلك لما رأيت فيه من المخالفات ، كل ذلك ابراء للذمة ونصحا للأمة،.. " فيه غلط في كتابة اسم المؤلف و الصحيح هو : عبد الله بن عبد الحميد الأثري وليس بن الحميد.

    قوله : " قال ص53 :" وهو متنزه عن أن يحتاج الى العرش أوما دونه ، فشأن الله تعالى أعظم من ذلك ؛ بل العرش والكرسي محمولان بقدرته وسلطانه".

    قلت : وهذه الجملة الأخيرة لا نعلم أن أحدا من السلف قال بها !"

    ـ رده: يقول الإمام الدارمي رحمه الله في صفحة 457 من النقض المجلد الأول :
    فيقال لهذا البقباق النفاج : إن الله أعظم من كل شيء وأكبر من كل خلق ولم يحتمله
    العرش عظما ولا قوة ولا حملة العرش احتملوه بقوتهم ولا استقلوا بعرشه بشدة أسرهم
    ولكنهم حملوه بقدرته ومشيئته وإرادته وتأييده . لولا ذلك ما أطاقوا حمله ..
    وقال أيضا عن حملة العرش صفحة 458 :
    فاستقلوا به - أي بالعرش - بقدرة الله وإرادته ، لولا ذلك ما استقل به العرش ولا الحملة ولا السموات والأرض ولا من فيهن..
    وقال الدارمي رحمه الله رادا على المعارض في صفحة 460 :
    أفلا تدري أيها المعارض أن حملة العرش لم يحملوا العرش ومن عليه بقوتهم وشدة أسرهم
    إلا بقوة الله وقدرته . .
    تنبيه : النقولات من مشاركة احد الإخوة.


    وقوله : " وقال عند حديثه عن الايمان بالملائكة ص61 :"ومنهم من يشهد جنائز الصالحين ".
    قلت : أين الدليل على هذا ؟!!! "


    ـ رده: الدليل: أَخْبَرَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ
    عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ. سنن النسائي - (ج 3 / ص 292) وصححه الألباني.
    - وقال الشيخ محمد سليمان الأشقر في كتابه (عالم الملائكة الأبرار) ضمن "سلسلة العقيدة في ضوء الكتاب و السنة" والتي أثنى عليها الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني - رحمه الله - :
    " شهود الملائكة لجنازة الصالحين :
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم في سعد بن معاذ : ( هذا الذي تحرّك له العرش ، وفتحت له أبواب السماء ، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة ، لقد ضُمّ ضمة ، ثمّ فرّج عنه ) . رواه النسائي عن ابن عمر".

    وقوله : " ثم قال أيضا بعده ص62 :" ومنهم الموكلون بلعن الكفار ".
    قلت : أين الدليل على هذا ؟!!!"


    ـ رده: جاء في كتاب (عالم الملائكة الأبرار) :
    - لعن الكفرة :
    قال تعالى : ( كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أنّ الرَّسول حقٌّ وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظَّالمين – أولئك جَزَآؤُهُمْ أنَّ عليهم لعنة الله والملائكة والنَّاس أجمعين ) [ آل عمران : 86-87 ] ، وقال : ( إنَّ الَّذين كفروا وماتوا وهم كفَّار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والنَّاس أجمعين ) [ البقرة : 161 ] .
    ولا تلعن الملائكة الكفرة فحسب ، بل قد تلعن من فعلوا ذنوباً معينة ومن هؤلاء :
    أ- لعن الملائكة المرأة التي لا تستجيب لزوجها :
    ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء ، لَعَنَتْها الملائكة حتى تصبح ). (2) صحيح البخاري : 9/293 . ورقمه : 5193 .وفي رواية في الصحيح : ( حتى ترجع ) .المصدر السابق : 9/294 . ورقمه : 5194 . .
    ب- لعنهم الذي يشير إلى أخيه بحديدة :
    روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال أبو القاسم : ( من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه ، حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمّه ) . صحيح مسلم : 4/2020 . ورقمه : 2616 ..
    ولعن الملائكة يدل على حرمة هذا الفعل ، لما فيه من ترويعٍ لأخيه ، ولأنّ الشيطان قد يطغيه فيقتل أخاه ، خاصة إذا كان السلاح من هذه الأسلحة الحديثة ، التي قد تنطلق لأقل خطأ ، أو لمسة غير مقصودة ، وكم حدث أمثال هذا .
    ج- لعنهم من سبّ أصحاب الرسول :
    في معجم الطبراني الكبير عن ابن عباس بإسناد حسن : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( من سبّ أصحابي ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) .
    فيما عجباً لأقوام جعلوا سبّ أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ديناً لهم يتقربون به إلى الله ، مع أن جزاءَهم ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم هنا ، وهو جزاء رهيب .
    د- لعنهم الذين يحولون دون تنفيذ شرع الله :
    في سنن النسائي وسنن ابن ماجة ، بإسناد صحيح ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما : أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من قَتَلَ عمداً فَقَود يديه ، فمن حال بينه وبينه فعليه لعنة الله ، والملائكة ، والناس أجمعين ) . صحيح سنن النسائي : 3/492. ورقمه : 4456 ، 4457 . وصحيح سنن ابن ماجة : 2/96 . ورقمه : 2131 . . فالذي يحول دون تنفيذ حكم الله في قتل القاتل عمداً بالجاه أو المال ... فعليه هذه اللعنة ، فكيف بالذي يحول دون تنفيذ الشريعة كلها ؟!
    هـ- لعنهم الذي يؤوي محدثاً :
    من الذين تلعنهم الملائكة كما يلعنهم الله الذين يحدثون في دين الله ، بالخروج على أحكامه ، والاعتداء على تشريعه ، أو يؤوون من يفعل ذلك ، ويحمونه ، كما في الحديث الصحيح : ( من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً ، فعليه لعنة الله ، والملائكة ، والناس أجمعين ) . صحيح سنن أبي داود : 3/859 . ورقمه : 3797 . وصحيح سنن النسائي : 3/982 . ورقمه : 4412 . .
    والحدث في المدينة فيه زيادة في الإجرام ، ففي الصحيحين عن علي ابن أبي طالب قال : قال النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( المدينة حرم ، ما بين عَيْر إلى ثور ، فمن أحدث فيها حدثاً ، أو آوى محدثاً ، فعليه لعنة الله ، والملائكة ، والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ، ولا عدلاً ) . صحيح البخاري : 4/81 . ورقمه : 1870. ورواه مسلم : 2/994 . ورقمه : 1370 . واللفظ لمسلم ..


    قوله :قال ص 157 في الحاشية " وأما من عطل منهم شرع الله ولم يحكم به وحكم بغيره فهؤلاء خارجون عن طاعة المسلمين فلا طاعة لهم على الناس ؛ لأنهم ضيعوا مقاصد الامامة التي من أجلها نصبوا واستحقوا السمع والطاعة وعدم الخروج ، ولأن الوالي ما استحق ان يكون كذلك الا لقيامه بأمور المسلمين ، وحراسة الدين ونشره ، وتنفيذ الأحكام ، وتحصين الثغور ، وجهاد من عاند الاسلام بعد الدعوة ، ويوالي المسلمين ويعادي أعداء الدين ، فاذا لم يحرس الدين أو لم يقم بأمور المسلمين فقد زال عنه حق الامامة ووجب على الأمة - متمثلة بأهل الحل والعقدالذين يرجع اليهم تقدير الأمور في ذلك - خلعه ونصب آخر ممن يقوم بتحقيق مقاصد الامامة ؛ فأهل السنة عندما لايجوزون الخروج على الأئمة بمجرد الظلم والفسق -لأن الفجور والظلم لا يعني تضييعهم للدين - فيقصدون الامام الذي يحكم بشرع الله ؛ لأن السلف الصالح لم يعرفوا امارة لا تحافظ على الدين فهذه عندهم ليست امارة ، وانما الامارة هي ما أقامت الدين ثم بعد ذلك قد تكون امارت برة ، أو امارة فاجرة ".
    قلت : ان سوق هذا الكلام يغني عن رده فهو من الخطورة بمكان ،مع أنه قال ص115،116 تحت :" ثانيا كفر أصغر غير مخرج من الملة ويسمى الكفر العملي ":" ومن الأمثلة على ذلك : قتال المسلم ، أو الحلف بغير الله تعالى ، أو الحكم بغير ما أنزل الله عصيانا مع الاقرار بأنه مستحق للعقوبة وليس جحودا "
    قلت : انظر الى هذا جيدا لتعلم منهج الرجل !!! ، ثم هو يخبط خبط عشواء !!!
    وسؤالنا لهذا ومن على شاكلته :
    ما الفرق بين الحكم بغير ما أنزل الله والقول بخلق القرآن ؟
    وما هو موقف أحمد من المأمون الذي الذي أمر بالكفر وأظهره ؟!!!


    ـ رده: في سوق كلام الشيخ عبد الله بن عبد الحميد الأثري بكامله ، قال : " واعلم أن من ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به ، أو غلبهم بسيفه حتى صار خليفة ، وجبت طاعته وحرم الخروج عليه . قال الإمام أحمد : (ومن غَلبَ عليهم- يعني الولاةَ- بالسيف حتى صار خليفة ، وسمي أمير المؤمنين ؛ فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيتَ ولا يراهُ إماما برا كان أو فاجرا) . « الأحكام السلطانية » ، لأبي يعلى : ص23 . وقال الحافظ في الفتح : (وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتَغلب ، والجهاد معه ، وأن طاعته خير من الخروج عليه ؛ لما في ذلك من حقنِ الدماء ، وتسكين الدهماء) ج 13 ، ص9 . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (وقل من خرج على إِمام ذي سلطان ؛ إِلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير) منهاج السنة ج 2 ص241 . وأما من عطل منهم شرع الله ولم يحكم به وحكم بغيره ؛ فهؤلاء خارجون عن طاعة المسلمين فلا طاعة لهم على الناس ؛ لأنهم ضيعوا مقاصد الإمامة التي من أجلها نُصبوا واستحقوا السمع والطاعة وعدم الخروج ، ولأن الوالي ما استحق أن يكون كذَلك إلا لقيامه بأمور المسلمين ، وحراسة الدين ونشره ، وتنفيذ الأحكام وتحصين الثغور ، وجهاد من عاند الإسلام بعد الدعوة ، ويوالي المسلمين ويعادي أعداء الدين ؛ فإذا لم يحرس الدين ، أو لم يقم بأمور المسلمين ؛ فقد زال عنه حق الإمامة ووجب على الأُمة- متمثلة بأهل الحل والعقد الذين يرجع إِليهم تقدير الأمر في ذلك- خلعه ونصب أخر ممن يقوم بتحقيق مقاصد الإمامة ؛ فأهل السنة عندما لا يجوزون الخروج على الأئمة بمجرد الظلم والفسوق- لأن الفجور والظلم لا يعني تضييعهم للدين- فيقصدون الإمام الذي يحكم بشرع الله ؛ لأن السلف الصالح لم يعرفوا إمارة لا تحافظ على الدين فهذه عندهم ليست إمارة ، و( إنما الإمارة هي ما أقامت الدين ثم بعد ذلك قد تكون إمارة بَرة ، أو إِمارة فاجرة . قال علي بن أَبي طالب رضي الله عنه : « لا بد للناس ؛ من إِمارة برة كانت أو فاجرة ، قيل له : هذه البرة عرفناها فما بال الفاجرة ؟! قال : يُؤمن بها السبُل وتُقام بها الحدود ويُجاهد بها العدو ويُقسم بها الفيء) » منهاج السنة ، لابن تيمية : ج ا ص146 .
    تنبه أخي أن الشيخ عز إلى المصدر فلما لم يبين الناقد ذلك؟؟

    وقوله : ثم في الصفحة التي قبلها قال :" ومناصحتهم -أي : ولاة الأمور - اذا كان ظاهرهم صحيحا ".
    قلت : وهذا تحكم غريب وقيد عجيب "!!!


    ـ رده: لا يظهر أن في كلام الشيخ تحكم غريب أو قيد عجيب وغاية ما هنالك أن الولاة إذا كان ظاهرهم الصلاح وفرطوا في بعض الأمور قد يرجى منهم القبول بالنصح، أما لو كان ظاهرهم غير ذلك فيخشى الأذية على من نصحهم، و المسألة تحتاج لبحث.


    وقوله : " كما وانه وضع قيدا آخرا أعجب منه في الخروج فقال في حاشية ص171 :" الفتنة الكبرى وهي الخروج على الامام الحق بالسيف ".
    قلت : ان لازم قوله أن من غلبهم وقهرهم ولم يتولى عليهم بالحق أن لهم الخروج عليه !!!
    ثم ينسب هذا الى السلف وهم من هذا براء فتأمل "
    .

    ـ رده : إن الشيخ لم يلتزم ما ألزمته به والقاعدة معروفة في ذلك ، و كلامك فيه نوع مبالغة وليّ لكلامه وحمله اكثر مما يحتمل وكلام الشيخ بكامله دون بتر يوضح ذلك، قال الشيخ : " أول بدعة ظهرت في الدين التفريق بين الصلاة والزكاة ، وادعاء أن الزكاة لا تؤدى إِلا للرسول- صلى الله عليه وسلم - فتصدى لهم الصديق- رضي الله عنه - وقاتلهم وقضى عليهم قبل أن يستفحل أمرهم ، ولو تركهم على ذلك لأصبحت دعواهم دينا إلى يومنا هذا ، وفي عهد عمر ظهرت بعض البدع الصغيرة فأماتها رضي الله عنه ، وفي عهد عثمان حدثت أوائل الفتنة الكبرى وهي الخروج على الإمام الحق بالسيف ، وانتهت بدعتهم بمقتله رضي الله عنه ، وكان هذا بداية فتنة الخوارج إِلى يومنا هذا ثم توالت البدع ؛ فجاءت القدرية ، والمرجئة ، والرافضة ، والزنادقة ، والفرق الباطنية ، والجهمية ، ومنكرو الأسماء والصفات . . إِلى غيرها من البدع ، وكلما ظهرت البدع كان أهل السنة لهم بالمرصاد ، ولا يزال الصراع بين أهل الحق وأهل الباطل باقيا إِلى يومنا هذا وإلى يوم الدين ، وأهل السنة يكشفون اللثام في كل زمان ومكان عن كل قولٍ أو فعل يخالف القرآن والسنة وإجماع الأمة "

    وقوله : قال تحت باب " ومن أخلاق السلف الصالح ؛ أهل السنة والجماعة" :
    "واجابتهم لدعوة اخوانهم الا من كان طعامه حرام ".
    قلت : كيف وقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم دعوة يهودية وأكل عندها ؟!!!

    ـ رده: ينظر التفصيل في هذه المسألة في شرح (الأربعين النووية) للشيخ العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ -مُقدم و مراجع الكتاب- ، وسمعت كلاما قديما للشيخ رئيس المجلس الأعلى للقضاء العلامة صالح بن محمد اللحيدان - حفظه الله - يفند فيه شبهة مثل شبهة الأخ منصوري واستدلاله ذاك . ومع ذلك عُلم بعد أن استقرت الشريعة أن اليهود لا أمانه ولا عهد لهم وأنا شخصيا لو دعاني يهودي لما أجبته وأكلت طعامه، فهل المنصوري يفعل ذلك؟؟

    وقال ص212 تحت تبويبه " ضوابط ومنطلقات الداعية ":
    "5- الدعوة الى التعاون والى كل ما يوصل اليه ،والبعد عن مواطن الخلاف وكل مايؤدي اليه ، ونعين بعضنا بعضا فيما اتفقنا عليه ، وينصح بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ، مع عدم التباغض ،والأصل بين الجماعات الاسلامية : التعامل والوحدة ؛ فان تعذر ذلك فالتعاون ، فان تعذر ذلك فالتعايش ، والا الرابعة الهلاك ".

    ـ رده : قاعدة "ونعين بعضنا بعضا فيما اتفقنا عليه ، وينصح بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه" صحيحة وصححها كثير من العلماء منهم الشيخ المحدث مقبل الوادعي – رحمه الله-والشيخ الفقيه محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله-أما قاعدة الإخوان فهي العذر مطلقا في الاختلاف سواء في المسائل التي يسوغ فيها الاجتهاد أو لا.. فتنبه أخي. وكلام الشيخ الذي وقفت عليه بكامله دون بتر يزيل الإشكال وهو: " الدعوة إِلى التعاون وإلى كلِّ ما يوصل إِليه ، والبعد عن مواطن الخلاف وكل ما يؤدِّي إِليه ، وأَن يعين بعضنا بعضا ، وينصح بعضنا لبعض فيما نختلف فيه ، مما يسع فيه الخلاف ، مع نبذ التباغض .
    والأَصل بين الجماعات الإسلاميَّة المعتدلة : التعامل والوحدة ؛ فإِنْ تعذر ذلك فالتعاون ، فإِنْ تعذر ذلك فالتعايش ، وإلا فالرابعة الهلاك ."

    وقوله : " ومما يؤكد هذا المعنى عن الرجل وأنه ينحى هذا المنحى قوله بعده ص213:
    "11- التمييز بين الغاية والوسيلة ،مثلا : الدعوة هدف ؛ لكن الحركة والجماعة والمركز ...وغيرها هي من الوسائل " .
    فتأمل !!!


    ـ رده: بعد التأمل لكلام الشيخ وتدبر ما كتبه في غير ما موضع من الكتاب وتحت ذاك الفصل يتبين أن الشيخ لا يقر تعدد الجماعات المخالفة لمنهج وعقيدة أهل السنة إذ هي فرق ضالة كما أخبر بذلك الصادق المصدوق-صلى الله عليه و سلم-، حيث قال مثلا : " الحرص على إِيجاد جماعة المسلمين ، ووحدة كلمتهم على الحق ؛ أَخذا بالمنهج القائل : (كلمةُ التوحيدِ أَساسُ توحيد الكلمة) مع الابتعادِ عما يُمزِّقُ الجماعات الإِسلاميَّة اليوم من التحزب المذموم الذي فرق المسلمين ، وباعد بين قلوبهم .
    والفهم الصحيح لكلِّ تجمع في الدعوة إِلى الله تعالى :جماعة من المسلمين لا جماعة المسلمين ." .
    وقال : " يجب أَنْ يكون الولاءُ للدين لا للأشخاص ؛ فالحق باق والأَشخاصُ زائلون ، واعرفِ الحق تعرفْ أَهلَه ." وقال : " عدم التعصب للجماعة التي يَنتسبُ إِليها الفرد ، والترحيبُ بأَي جهد محمود يقدمه الآخرون ، ما دام موافقا للشرع ، وبعيدا عن الإفراط والتفريط ."

    أما قوله: " ومما يؤكد هذا المعنى أيضا قوله بعده ص216 :" 31- تمسك الدعاة والحركات الاسلامية بدوام الاعتصام بالله تعالى ."
    ـ رده: وهل هذا الكلام فيه مخالفة سبحان الله؟؟ إذن فليعتبره الأخ منصوري نصيحة لهم ونعم النصيحة ، خاصة وأن الشيخ عبد العزيز بن باز-رحمه الله-له كلام يشبهه ولم يقل أحد أن قصده إقرار الفرق و الجماعات الضالة ، ومع ذلك لا بأس من ذكر كلام الشيخ الأثري كاملا دون حذف أو زيادة ، قال الشيخ : " تمسكُ الدعاة والجماعات الإِسلامية بدوام الاعتصام بالله تعالى ، وتقديم الجهد البشري وطلب العون من الله تعالى ، واليقين بأَن الله هو الذي يقود ، ويوجه مسيرة الدعوة ، ويسدِّد الدعاة ، وأَن الدين والأَمر كله للّه سبحانه وتعالى .
    هذه الضوابط والفوائد هي ثمرة تجارب كثير من العلماء والدعاة إِلى الله تعالى ، ولنعلم يقينا أَنَّ الدعاة إِلى الله لو فقهوا هذه الضوابط ، وعملوا بها ؛ لكان في ذلك خير كثير لمسيرة الدعوة .
    وليعلم جميع الدعاة ، أَنَّه لا صلاح لهم ، ولا نجاح لدعوتهم إِلا بالاعتصام بالله ، والتوكل عليه في كلِّ أَمرٍ ، وسؤاله التوفيق ، وإخلاص النيَّة ، والتجرد من الهوى ، وجعل الأَمرِ كلّه للّه تعالى ".


    ختاما هذا رد وجيز في اشارات سريعة مجملة للتنبيه على ما في هذا النقد من تعدي و هضم لجهد أهل العلم حيث أن الكتاب قدم له الشيخ العلامة صالح بن عبد العزيزآل الشيخ وغيره ، ومعلوم رسوخ الشيخ في عقيدة ومنهج أهل السنة و الجماعة ولا ندعي له العصمة، وقال عن الكتاب كما في مقدمته : " وباطلاعي عليه وقراءتي له ألفيته قد أجاد فيه وأفاد ، وبذل فيه جهدا مشكورا ، وذكر فيه مجمل اعتقاد السلف بأسلوب أخاذ ، وعبارة سهلة ، وعرض حسن ، وقد وفق في تبويبه وترتيبه ، وقد جاءت هذه الطبعة التي نحن بصدد التقديم لها ، فظهرت منقحة ومصححة ، مستدركا فيها ما فاته في سابقها من ملحوظات يسيرة " .

    فوصفه الناقد دون إنصاف و عدل بقوله: " .. ولا يلبس عليهم أنه كتب على غلافه أنه في عقيدة السلف الصالح فهو بمنأى عن ذلك عدالة وضبطا كما أشرت اليه .."

    ـ فلا يسعني إلا أن أقول ما قاله الشيخ صالح آل الشيخ – حفظه الله- في مقدمته :" وإن هذا الكتاب وأمثاله لمما تقر به عيون الموحدين ، وتفرح به قلوبهم ، وتشرق به حلوق المناوئين ، وتضيق به صدورهم " . والله المستعان.

    والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أَجمعين .

    وكتبه: محمد السَّلفي الجزائري
    1429هـ
    ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمة الله عليه - في (منهاج السنة) : " الكلام في الناس يجب أن يكون بعلم و عدل ، لا بجهل و ظلم كحال أهل البدع ".اهـ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •