تمايز معنى التراكيب في إطار الصيغة

تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في الربط بالاسم أو بالضمير بحسب الأهمية المعنوية ، كما هو الحال في هذين التركيبين اللذين يتمايزان من حيث المعنى في إطار الصيغة نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التراكيب:

قال الشاعر :سعاد التي أضناك حبُّ سعادا
ونقــول :سعاد التي أضناك حبُّهـــا

معنى التركيب الأول أفخم وأعظم من معنى التركيب الثاني ،لأن الأصل في الربط أن يكون بالضمير إلا أن الشاعر أعاد الاسم مرة ثانية من أجل التحبب والتعظيم والتفخيم ،قال :"الحاقة ما الحاقة " وقال :" القارعة ما القارعة " حيث أعاد الاسم مرة ثانية بدلا من الضمير من أجل التهويل والتعظيم والتفخيم من شأن يوم القيامة ،والعرب تقول :زيدٌ ضرب زيدٌ عمرا بدلا من زيدٌ ضرب عمرا ، من أجل إظهار وتفخيم وتوكيد الفاعل .

وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى وإعراب و نظم التراكيب ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .