الإمام (المُزني وتغسيل الموتى)
.............................. .
قال عَمْرو بْن عُثْمَان المكّيّ:
ما رأيت أحدًا من المتعبّدين فِي كثرة من لقيت منهم أشدّ تعظيمًا للعِلْمِ من المزني.
وكان من أشدّ النّاس تضييقًا على نفسه فِي الورع، وأوسعه فِي ذلك على النّاس.
وكان يقول: أَنَا خُلُق من أخلاق الشافعيّ.
وبَلَغَنا أنّ المُزَنيّ كان مُجاب الدّعوة، ذا زهدٍ وتقشُّف. أَخَذَ عنه خلق من علماء خراسان، والشّام، والعجم. وكان رأسًا فِي الفقه
وقِيلَ: كان إذا فاتته صلاة الجماعة صلّى الصّلاة خمسًا وعشرين مَرَّةً.
وكان يُغَسِّل تعبُّدًا ودِيانة، فإنّه قَالَ: تعَانَيْت غسْلَ الموتى ليرقّ قلبي، فصار بي عادة.
وهو الَّذِي غسّل الشافعيّ رحمه الله.

تاريخ الاسلام للذهبي