تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: هل الشاك لشبهة كافر؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2015
    المشاركات
    111

    افتراضي هل الشاك لشبهة كافر؟

    السلام عليكم..
    قرأت في كتاب "مسألة الإيمان دراسة تأصيلية" (ص: 49، بترقيم الشاملة آليا):"... هناك علاقة بين الكفر الأكبر والشرك الأكبر، وهي علاقة عموم وخصوص، فكل شرك كفر وليس كل كفر شركاً.
    فالذبح لغير الله والنذر له والخوف منه خوف عبادة؛ شرك مع الله في تلك العبادات، وهو كفر أكبر مخرج عن الملة، ومناقض للإيمان.
    أما سب الله ورسوله ودينه أو الاستخفاف بشرعه أو بالمصحف ونحو ذلك فهو كفر مخرج عن الملة، ولا يعد شركاً في الاصطلاح.
    وكذلك الإعراض أو الاستكبار أو الشك والارتياب فهو كفر أكبر ولا يُسمى شركاً".

    وسؤالي: هل أنّ الذي يشك ويرتاب (بسبب شبهة عرضت عليه مثلاً) يكون كافراً بالله تعالى وفق هذا الكلام؟

    وشكراً..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    الشك ليس درجة واحدة فمنه ما يعذر به صاحبه، ومنه ما لا يعذر به، وأنقل لك كلامًا ملخصًا من فتاوى وكلام الشيخ العثيمين علَّه يفيدك في هذا الموضوع:

    ويمكننا تلخيص كلام الشيخ رحمه الله في مسألة العذر بالجهل في النقاط التالية:
    1. الأصل عند الشيخ رحمه الله هو العذر بالجهل، بل يرى أنه لا يستطيع أحد أن يأتي بدليل على أن الجاهل ليس بمعذور ، ويرى أنه " لولا العذر بالجهل: لم يكن للرسل فائدة، ولكان الناس يُلزمون بمقتضى الفطرة، ولا حاجة لإرسال الرسل ! " .
    2. لا فرق في العذر بالجهل بين مسائل الاعتقاد ومسائل العمل .
    3. لا فرق في العذر بالجهل بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية ؛ لأن الظهور والخفاء أمرٌ نسبي يختلف من بيئة لأخرى ، ومن شخص لآخر .
    4. الكفر المخرج من الملة قد يكون بالاعتقاد أو القول أو الفعل أو الترك ، والشيخ لا يخالف في كون ذلك مخرجاً من الملة ، ولكن الخلاف في تنزيل وصف الكفر على الشخص المعيَّن ، فقد يكون معذوراً فلا يكون كافراً .
    5. لا يكون الشخص الفاعل للكفر كافراً إذا كان جاهلاً ، ولا يعلم حكم الشرع في فعله ، أو سأل أحد العلماء فأفتاه بجواز فعله .
    ويكون كافراً إذا أقيمت عليه الحجة ، وأزيل عنه الوهم والإشكال .
    6. ليس كل من يدَّعي الجهل يُقبل منه ، فقد يكون عنده تفريط في التعلم ، وتهاون في السؤال ، وقد يكون فيه عناد لا يقبل الحق ولا يسعى لطلبه : فكل هؤلاء غير معذورين عند الشيخ رحمه الله ، ويسستثنى من حال المقصِّرين : إذا كان لم يطرأ على باله أن هذا الفعل محرم ، وليس عنده من ينبهه من العلماء ، ففي هذه الحال يكون معذوراً .
    7. الجاهل من الكفار الأصليين : تطبَّق عليه أحكام الكفر في الدنيا وأمره إلى الله في الآخرة ، والصحيح أنه يُمتحن .
    والجاهل من المنتسبين للإسلام ممن وقعوا في الكفر المخرج من الملة : تطبَّق عليهم أحكام الإسلام في الظاهر ، وأمرهم إلى الله في الآخرة .
    8. ذكر الشيخ رحمه الله نصوصاً من القرآن والسنَّة وكلام أهل العلم على ما رجَّح في هذه المسألة ، وبيَّن أن هذا هو مذهب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، خلافاً لمن فهم عنه غير ذلك .
    وإلى ذكر تفصيل ما لخصناه من كلام الشيخ رحمه الله ، وقد نختصر فيما ننقله ، ومن أراد الفائدة مكتملة فليرجع إلى ما نحيله عليه .
    1. سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن العذر بالجهل فيما يتعلق بالعقيدة ؟
    فأجاب :
    الاختلاف في مسألة العذر بالجهل كغيره من الاختلافات الفقهية الاجتهادية ، وربما يكون اختلافاً لفظيّاً في بعض الأحيان من أجل تطبيق الحكم على الشخص المعين ، أي : إن الجميع يتفقون على أن هذا القول كفر ، أو هذا الفعل كفر ، أو هذا الترك كفر، ولكن هل يصدق الحكم على هذا الشخص المعين لقيام المقتضي في حقه وانتفاء المانع أو لا ينطبق لفوات بعض المقتضيات ، أو وجود بعض الموانع .
    وذلك أن الجهل بالمكفر على نوعين :
    الأول : أن يكون من شخص يدين بغير الإسلام ، أو لا يدين بشيء ، ولم يكن يخطر بباله أن ديناً يخالف ما هو عليه : فهذا تجري عليه أحكام الظاهر في الدنيا ، وأما في الآخرة : فأمره إلى الله تعالى ، والقول الراجح : أنه يمتحن في الآخرة بما يشاء الله عز وجل ، والله أعلم بما كانوا عاملين ، لكننا نعلم أنه لن يدخل النار إلا بذنب لقوله تعالى : ( ولا يظلم ربك أحداً ) .
    وإنما قلنا : تُجرى عليه أحكام الظاهر في الدنيا - وهي أحكام الكفر - : لأنه لا يدين بالإسلام ، فلا يمكن أن يُعطى حكمه ، وإنما قلنا بأن الراجح أنه يمتحن في الآخرة : لأنه جاء في ذلك آثار كثيرة ذكرها ابن القيم - رحمه الله تعالى - في كتابه : " طريق الهجرتين " عند كلامه على المذهب الثامن في أطفال المشركين تحت الكلام على الطبقة الرابعة عشرة .
    النوع الثاني : أن يكون من شخص يدين بالإسلام ، ولكنه عاش على هذا المكفِّر ، ولم يكن يخطر بباله أنه مخالف للإسلام ، ولا نبَّهه أحدٌ على ذلك : فهذا تُجرى عليه أحكام الإسلام ظاهراً ، أما في الآخرة : فأمره إلى الله عز وجل ، وقد دلَّ على ذلك الكتاب ، والسنَّة ، وأقوال أهل العلم .
    فمن أدلة الكتاب : قوله تعالى : ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ) وقوله : ( وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون ) . وقوله : ( رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) وقوله : ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ) وقوله : ( وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون ) وقوله : ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون . أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين . أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة ) .
    إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الحجة لا تقوم إلا بعد العلم والبيان .
    وأما السنة : ففي صحيح مسلم1/134 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة - يعني : أمة الدعوة - يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ) .
    وأما كلام أهل العلم : فقال في " المغني " ( 8 / 131 ) : " فإن كان ممن لا يعرف الوجوب كحديث الإسلام ، والناشئ بغير دار الإسلام ، أو بادية بعيدة عن الأمصار وأهل العلم : لم يحكم بكفره " ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتاوى " ( 3 / 229 ) مجموع ابن قاسم : " إني دائماً - ومن جالسني يعلم ذلك مني - من أعظم الناس نهياً عن أن يُنسب معيَّن إلى تكفير ، وتفسيق ، ومعصية إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة ، وفاسقاً أخرى ، وعاصياً أخرى ، وإني أقرر أن الله تعالى قد غفر لهذه الأمة خطأها ، وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية ، والمسائل العملية ، وما زال السلف يتنازعون في كثير من المسائل ، ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ، ولا بفسق ، ولا بمعصية "
    إلى أن قال : " وكنت أبيِّن أن ما نُقل عن السلف والأئمَّة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا : فهو أيضاً حقٌّ ، لكن يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين " .
    إلى أن قال : " والتكفير هو من الوعيد ، فإنه وإن كان القول تكذيباً لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لكن الرجل قد يكون حديث عهد بإسلام ، أو نشأ ببادية بعيدة ، ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة ، وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص ، أو سمعها ولم تثبت عنده ، أو عارضها عنده معارض آخر أوجب تأويلها وإن كان مخطئاً " .
    وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ( 1 / 56 ) من " الدرر السنية " : " وأما التكفير : فأنا أكفِّر مَن عرف دين الرسول ، ثم بعدما عرفه سبَّه ، ونهى الناس عنه ، وعادى من فعله فهذا هو الذي أكفره " . وفي ( ص 66 ) : " وأما الكذب والبهتان فقولهم : إنا نكفر بالعموم ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه ، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله ، وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر ، والصنم الذي على أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم ، وعدم من ينبههم ، فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ولم يكفر ويقاتل ؟ ! " .
    وإذا كان هذا مقتضى نصوص الكتاب ، والسنة ، وكلام أهل العلم فهو مقتضى حكمة الله تعالى ، ولطفه ، ورأفته ، فلن يعذب أحداً حتى يعذر إليه ، والعقول لا تستقل بمعرفة ما يجب لله تعالى من الحقوق ، ولو كانت تستقل بذلك لم تتوقف الحجة على إرسال الرسل .
    فالأصل فيمن ينتسب للإسلام : بقاء إسلامه حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي .... .
    فالواجب قبل الحكم بالتكفير أن ينظر في أمرين :
    الأمر الأول : دلالة الكتاب والسنة على أن هذا مكفر لئلا يفتري على الله الكذب .
    الأمر الثاني : انطباق الحكم على الشخص المعين بحيث تتم شروط التكفير في حقه ، وتنتفي الموانع .
    ومن أهم الشروط أن يكون عالماً بمخالفته التي أوجبت كفره لقوله تعالى : ( ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ) ، فاشترط للعقوبة بالنار أن تكون المشاقة للرسول من بعد أن يتبين الهدى له ، ولكن هل يشترط أن يكون عالماً بما يترتب على مخالفته من كفر أو غيره أو يكفي أن يكون عالماً بالمخالفة وإن كان جاهلاً بما يترتب عليها ؟ .
    الجواب : الظاهر الثاني ؛ أي إن مجرد علمه بالمخالفة كاف في الحكم بما تقتضيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوجب الكفارة على المجامع في نهار رمضان لعلمه بالمخالفة مع جهله بالكفارة ؛ ولأن الزاني المحصن العالم بتحريم الزنى يرجم وإن كان جاهلاً بما يترتب على زناه ، وربما لو كان عالماً ما زنى . .. .
    والحاصل أن الجاهل معذور بما يقوله أو يفعله مما يكون كفراً ، كما يكون معذوراً بما يقوله أو يفعله مما يكون فسقاً ، وذلك بالأدلة من الكتاب والسنة ، والاعتبار ، وأقوال أهل العلم .
    " مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 2 / جواب السؤال 224 ) .
    2. وسئل الشيخ رحمه الله :
    قرأنا لك جواباً عن " العذر بالجهل " فيما يكفر ، ولكن نجد في كتاب " كشف الشبهات " للشيخ محمد بن عبد الوهاب عدم العذر بالجهل ، وكذلك في كتاب " التوحيد " له ، مع أنك ذكرت في جوابك أقوال الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وكذلك ابن تيمية في " الفتاوى " ، وابن قدامة في " المغني " ، نرجو التوضيح .
    فأجاب :
    شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قد ذكر في رسائله أنه لا يكفِّر أحداً مع الجهل ، وإذا كان قد ذكر في " كشف الشبهات " أنه لا عذر بالجهل : فيحمَل على أن المراد بذلك الجهل الذي كان من صاحبه تفريط في عدم التعلم ، مثل أن يعرف أن هناك شيئاً يخالِف ما هو عليه ، ولكن يفرِّط ، ويتهاون : فحينئذٍ لا يُعذر بالجهل .
    " دروس وفتاوى الحرم المكي " ( عام 1411هـ ، شريط 9 ، وجه أ ) .
    3. وسئل الشيخ رحمه الله هل يعذر الإنسان بالجهل فيما يتعلق بالتوحيد ؟
    فأجاب :
    العذر بالجهل ثابت في كل ما يدين به العبد ربه ؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال : ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) حتى قال عز وجل : ( رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) ؛ ولقوله تعالى : ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ) ؛ ولقوله تعالى : ( وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون ) ؛ ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أصحاب النار ) ، والنصوص في هذا كثيرة ، فمن كان جاهلاً : فإنه لا يؤاخذ بجهله في أي شيء كان من أمور الدين ، ولكن يجب أن نعلم أن من الجهلة من يكون عنده نوع من العناد ، أي : إنه يُذكر له الحق ، ولكنه لا يبحث عنه ، ولا يتبعه ، بل يكون على ما كان عليه أشياخه ، ومن يعظمهم ، ويتبعهم ، وهذا في الحقيقة ليس بمعذور ؛ لأنه قد بلغه من الحجة ما أدنى أحواله أن يكون شبهة يحتاج أن يبحث ليتبين له الحق ، وهذا الذي يعظم من يعظم من متبوعيه شأنه شأن من قال الله عنهم : ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ) ، وفي الآية الثانية : ( وإنا على آثارهم مقتدون ) ، فالمهم : أن الجهل الذي يُعذر به الإنسان بحيث لا يعلم عن الحق ، ولا يذكر له : هو رافع للإثم ، والحكم على صاحبه بما يقتضيه عمله ، ثم إن كان ينتسب إلى المسلمين ، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمَّداً رسول الله : فإنه يعتبر منهم ، وإن كان لا ينتسب إلى المسلمين : فإن حكمه حكم أهل الدين الذي ينتسب إليه في الدنيا ، وأما في الآخرة : فإن شأنه شأن أهل الفترة ، يكون أمره إلى الله عز وجل يوم القيامة ، وأصح الأقوال فيهم : أنهم يمتحنون بما شاء الله ، فمن أطاع منهم دخل الجنة ، ومن عصى منهم دخل النار، ولكن ليعلم أننا اليوم في عصر لا يكاد مكان في الأرض إلا وقد بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ، بواسطة وسائل الإعلام المتنوعة ، واختلاط الناس بعضهم ببعض ، وغالباً ما يكون الكفر عن عناد .
    " مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 2 / جواب السؤال رقم 222 ) .
    4. وسئل الشيخ رحمه الله :
    ما حكم من يصف الذين يعذرون بالجهل بأنهم دخلوا مع المرجئة في مذهبهم ؟ .
    فأجاب :
    وأما العذر بالجهل : فهذا مقتضى عموم النصوص ، ولا يستطيع أحد أن يأتي بدليل يدل على أن الإنسان لا يعذر بالجهل ، قال الله تعالى : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) الإسراء/ 15 ، وقال تعالى : ( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) النساء/ 165 ، ولولا العذر بالجهل : لم يكن للرسل فائدة ، ولكان الناس يلزمون بمقتضى الفطرة ولا حاجة لإرسال الرسل ، فالعذر بالجهل هو مقتضى أدلة الكتاب والسنة ، وقد نص على ذلك أئمة أهل العلم : كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، لكن قد يكون الإنسان مفرطاً في طلب العلم فيأثم من هذه الناحية أي : أنه قد يتيسر له أن يتعلم ؛ لكن لا يهتم ، أو يقال له : هذا حرام ؛ ولكن لا يهتم ، فهنا يكون مقصراً من هذه الناحية ، ويأثم بذلك ، أما رجل عاش بين أناس يفعلون المعصية ولا يرون إلا أنها مباحة ثم نقول : هذا يأثم ، وهو لم تبلغه الرسالة : هذا بعيد ، ونحن في الحقيقة - يا إخواني- لسنا نحكم بمقتضى عواطفنا ، إنما نحكم بما تقتضيه الشريعة ، والرب عز وجل يقول : ( إن رحمتي سبقت غضبي ) فكيف نؤاخذ إنساناً بجهله وهو لم يطرأ على باله أن هذا حرام ؟ بل إن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال : " نحن لا نكفر الذين وضعوا صنماً على قبر عبد القادر الجيلاني وعلى قبر البدوي لجهلهم وعدم تنبيههم " .
    " لقاءات الباب المفتوح " ( 33 / السؤال رقم 12 ) .
    5. وقال الشيخ رحمه الله :
    ولكن يبقى النظر إذا فرَّط الإنسان في طلب الحق ، بأن كان متهاوناً ، ورأى ما عليه الناس ففعله دون أن يبحث : فهذا قد يكون آثماً ، بل هو آثم بالتقصير في طلب الحق ، وقد يكون غير معذور في هذه الحال ، وقد يكون معذوراً إذا كان لم يطرأ على باله أن هذا الفعل مخالفة ، وليس عنده من ينبهه من العلماء ، ففي هذه الحال يكون معذوراً ، ولهذا كان القول الراجح : أنه لو عاش أحدٌ في البادية بعيداً عن المدن ، وكان لا يصوم رمضان ظنّاً منه أنه ليس بواجب ، أو كان يجامع زوجته في رمضان ظنّاً منه أن الجماع حلال : فإنه ليس عليه قضاء ؛ لأنه جاهل ، ومن شرط التكليف بالشريعة أن تبلغ المكلف فيعلمها .
    فالخلاصة إذاً : أن الإنسان يعذر بالجهل ، لكن لا يعذر في تقصيره في طلب الحق .
    " لقاءات الباب المفتوح " ( 39 / السؤال رقم 3 ) .
    6. وسئل الشيخ رحمه الله :
    ما رأي فضيلتكم بمن يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ثم يذبح لغير الله ، فهل يكون مسلماً ؟ مع العلم أنه نشأ في بلاد الإسلام ؟ .
    الشيخ :
    الذي يتقرب إلى غير الله بالذبح له : مشرك شركاً أكبر ، ولا ينفعه قول " لا إله إلا الله " ، ولا صلاة ، ولا غيرها ، اللهم إلا إذا كان ناشئاً في بلاد بعيدة ، لا يدرون عن هذا الحكم ، فهذا معذور بالجهل ، لكن يعلَّم ، كمن يعيش في بلاد بعيدة يذبحون لغير الله ، ويذبحون للقبور ، ويذبحون للأولياء ، وليس عندهم في هذا بأس ، ولا علموا أن هذا شرك أو حرام : فهذا يُعذر بجهله ، أما إنسان يقال له : هذا كفر ، فيقول : لا ، ولا أترك الذبح للولي : فهذا قامت عليه الحجة ، فيكون كافراً .
    السائل :
    فإذا نُصح وقيل له : إن هذا شرك ، فهل أُطلق عليه إنه " مشرك " و " كافر " ؟ .
    الشيخ :
    نعم ، مشرك ، كافر ، مرتد ، يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل .
    السائل :
    وهل هناك فرق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية ؟ .
    الشيخ :
    الخفية تُبيَّن ، مثل هذه المسألة ، لو فرضنا أنه يقول : أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء ، ولا أعلم أن هذا حرام : فهذه تكون خفية ؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي ، قد يكون ظاهراً عندي ما هو خفيٌ عليك ، وظاهرٌ عندك ما هو خفيٌّ عليَّ .
    السائل :
    وكيف أقيم الحجة عليه ؟ وما هي الحجة التي أقيمها عليه ؟ .
    الشيخ :
    الحجة عليه ما جاء في قوله تعالى : ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ ) الأنعام/ 162 ، 163 ، وقال تعالى : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ . فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) الكوثر/ 1 ، 2 ، فهذا دليل على أن النحر للتقرب والتعظيم عبادة ، ومن صرف عبادة لغير الله : فهو مشرك ....
    فإذا بلغت الحجة وقيل له : هذا الفعل الذي تفعله شرك ، فَفَعَلَه : لم يُعذر .
    السائل :
    إذن يعرَّف ؟ .
    الشيخ :
    نعم ، لا بدَّ أن يُعرَّف .
    السائل :
    هناك شبهة وهي أنه يقال : إن فعله شرك وهو ليس بمشرك ! فكيف نرد ؟ .
    الشيخ :
    هذا صحيح ، ليس بمشرك إذا لم تقم عليه الحجة ، أليس الذي قال : ( اللهم أنت عبدي وأنا ربك ) قال كفراً ؟ ومع ذلك لم يكفر ؛ لأنه أخطأ من شدة الفرح ، وأليس المُكره يُكره على الكفر فيكفر ظاهراً لا في قلبه ، وقلبه مطمئن بالإيمان ؟ والعلماء الذين يقولون : " كلمة كفر دون صاحبها " ، هذا إذا لم تقم عليه الحجة ، ولم نعلم عن حاله ، أما إذا علمنا عن حاله : فما الذي يبقى ؟ نقول : لا يكفر ؟ معناه : لا أحد يكون كافراً ؟ أي : لا يبقى أحد يكفر ، حتى المصلي الذي لا يصلي نقول : لا يكفر ؟ حتى ابن تيمية يقول : إذا بلغته الحجة : قامت عليه الحجة ... ولا يكفي مجرد بلوغ الحجة حتى يفهمها ؛ لأنه لو فرضنا أن إنساناً أعجميّاً وقرأنا عليه القرآن صباحا ومساء لكن لا يدري ما معناها : فهل قامت عليه الحجة ؟ قال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ) إبراهيم/4 .
    " لقاءات الباب المفتوح " ( 48 / السؤال رقم 15 ) :
    ونرجو أن يكون الأمر قد وضح ، وأن تكون قد تبيَّنتَ حقيقة كلام الشيخ العثيمين رحمه الله ، وأنه يرى أن الأصل هو العذر بالجهل ، ويتأكد هذا في حال من يسلم حديثاً ، أو من يعيش بعيداً عن أماكن العلم ، أو من يعيش بين قوم لم يخطر ببالهم أنهم يخالفون الشرع ، وهم في الواقع واقعون بأفعالهم في الشرك الأكبر .

    والله أعلم

    http://islamqa.info/ar/111362

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    كيف يكفر من شك في الله والشك لاإرادي؟ وهل يعاقب الله من لم يستطع التصديق؟‏
    قرأت هُنا في إحدى‎ ‎الفتاوى، أن من ‏تنتابه شكوك عن الله، والإسلام، أو ما ‏جاء به الأنبياء فهو مرتد،‏ فأرجو توضيح هذا: كيف يعاقب الإنسان على ‏ما ليس بيده؟ فالشك لا إرادي، ‏إضافة إلى ذلك كيف يمكن أن يهبنا ‏الله عقولًا ذات تفكير محدود، ثم ‏يعاقبنا إذا لم نستطع التصديق؟ وهل يمكن أن يعاقب الله، ويخلد ‏إنسانًا في النار؛ لأنه لم يستطع التصديق؟‏ أرجو عدم تعديل السؤال بما يحيل ‏معناه لمعنى مختلف، فقد بعثت لكم ‏سابقًا، وتم تغيير السؤال جذريًا حتى ‏تغير الحكم معه؛ لقد شككت في أنه ‏السؤال الذي كتبته، فقد قرأت ما لم ‏أكتب، ‏وشكرًا.‏
    الإجابــة
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
    فحكم السائلة على الشك بأنه لا ‏إرادي، حكم خاطئ! فالذي يصح ‏وصفه بذلك إنما هو الوسوسة، ‏والخواطر الشيطانية، فهي تهجم ‏على القلب بغير اختيار الإنسان، ثم ‏بعد ذلك يختلف الناس بحسب تلقيهم ‏لهذه الوساوس، فمن كرهها، ‏ونفاها، ونفر منها، لم تضره، ودلَّ ‏رده إياها على إيمانه.
    وأما الشك فهو نقيض اليقين، وهو ‏التردد بين شيئين، كالذي لا يجزم ‏بصدق الرسول صلى الله عليه ‏وسلم، ولا يكذبه، ولا يجزم بوقوع ‏البعث، ولا عدم وقوعه.
    والعبد لا ‏يكون مؤمنًا إذا وقع في مثل هذا ‏الشك، فلا بد لحصول الإيمان أن ‏يكون العبد مصدقًا تصديقًا جازمًا ‏بمدلول شهادة: لا إله إلا الله، محمد ‏رسول الله؛ كما قال تعالى : إِنَّمَا ‏الْمُؤْمِنُون الذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ‏ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ ‏وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ ‏الصَّادِقُونَ {الحجرات:15} وقال ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم : ‏أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول ‏الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك ‏فيهما، إلا دخل الجنة. رواه مسلم . ‏وفي حديث آخر عند مسلم أيضًا: ‏‏مستيقنًا بها قلبه.
    فاشترط في ‏دخول قائلها الجنة أن يكون مستيقنًا ‏بها قلبه، غير شاك فيها، وإذا انتفى ‏الشرط انتفى المشروط ، وهذا أمر ‏في غاية الوضوح ؛ فأصل الإيمان لا ‏يتحقق إلا بالتصديق الجازم ، ومن لم ‏يحقق الإيمان استحق العذاب، بل ‏الخلود فيه؛ لتقصيره في أوجب ‏الواجبات، وتضييعه لأصل الأصول.


    وهنا ننبه على أن الإنسان قد يطرأ ‏في نفسه نوع وسوسة يظنه شكًّا، ‏ولكنه ليس كذلك، بل يكون في داخله ‏مصدقًا مؤمنًا، وعلامة ذلك كراهته ‏لهذه الخواطر، وخوفه ونفوره منها.

    ‏وأما من تابع الوسوسة حتى أشربها ‏قلبه، وبلغ معها درجة الشك، ‏والارتياب فهذا كسبه، وعمله، ‏وتقصيره.

    والشك نوع من أنواع ‏الكفر، وسببه في الأصل هو ‏الإعراض عن النظر في آيات الله ‏الكونية، والمتلوة؛ فإن الشاك لو ‏بحث عن الحق بدلائله ـ وهذا واجب ‏عليه ـ لظفر به، قال ابن القيم في مدارج ‏السالكين: الكفر الأكبر خمسة ‏أنواع: كفر تكذيب، وكفر استكبار ‏وإباء مع التصديق، وكفر إعراض، ‏وكفر شك، وكفر نفاق... أما كفر ‏الشك فإنه لا يجزم بصدق الرسول ‏ولا يكذبه، بل يشك في أمره، وهذا لا ‏يستمر شكه إلا إذا ألزم نفسه ‏الإعراض عن النظر في آيات صدق ‏الرسول صلى الله عليه وسلم جملة، ‏فلا يسمعها، ولا يلتفت إليها، وأما مع ‏التفاته إليها، ونظره فيها فإنه لا ‏يبقى معه شك؛ لأنها مستلزمة ‏للصدق، ولا سيما بمجموعها، فإن ‏دلالتها على الصدق كدلالة الشمس ‏على النهار. اهـ.

    وقال محمد أنور شاه الكشميري في ‏‏إكفار الملحدين في ضروريات ‏الدين: عدم التصديق له مراتب ‏أربع، فيحصل للكفر أيضًا أقسام ‏أربعة:

    الأول: كفر الجهل، وهو تكذيب ‏النبي صلى الله عليه وسلم صريحًا ‏فيما علم مجيئه به مع العلم - أي في ‏زعمه الباطل - بكونه عليه السلام ‏كاذبًا في دعواه.

    والثاني: كفر الجحود والعناد، وهو ‏تكذيبه، مع العلم بكونه صادقًا في ‏دعواه، وهو كفر أهل الكتاب؛ لقوله ‏تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ‏يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} ‏وقوله: { وَجَحَدُوا بِهَا واستقنتها ‏أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا }، وكفر إبليس ‏من هذا القبيل.

    والثالث: كفر الشك، كما كان لأكثر ‏المنافقين.

    والرابع: كفر التأويل، وهو أن يحمل ‏كلام النبي صلى الله عليه وسلم على ‏غير محمله، أو على التقية، ‏ومراعاة المصالح، ونحو ذلك. اهـ.

    وقال ابن حزم في مراتب الإجماع: ‏اتفقوا ... أو شك في التوحيد، أو في ‏النبوة، أو في محمد صلى الله عليه ‏وسلم، أو في حرف مما أتى به عليه ‏السلام، أو في شريعة أتى بها عليه ‏السلام مما نقل عنه نقلَ كافةٍ، فإن ‏من جحد شيئًا مما ذكرنا، أو شك في ‏شيء منه، ومات على ذلك، فإنه ‏كافر، مشرك، مخلد في النار أبدًا. ‏اهـ.

    وقد نقل الإجماع على ذلك أيضًا ‏القاضي عياض في عدة مواضع من ‏كتاب الشفا.

    وأما قول السائلة: كيف يمكن أن ‏يهبنا الله عقولًا ذات تفكير محدود ثم ‏يعاقبنا إذا لم نستطع التصديق) ‏فمبناه على مقدمة باطلة؛ فإن ‏عقولنا مهيأة تمامًا لاستقبال مسائل ‏الإيمان، واعتقاد صحتها، وسلامتها ‏من كل معارض؛ لكون ذلك حقًّا في ‏ذاته، ولكونه موافقًا للفطر السوية، ‏ولكونه مدعومًا بالدلائل والبراهين ‏الواضحة التي تقبلها العقول، وتسلم ‏لها! ولذلك نجد في القرآن عند ذكر ‏مسائل الاعتقاد ودلائلها تعقيبًا ‏بالتنبيه على أن ذلك هو مقتضى ‏العقل، وأن الانصراف عنه مما ‏يطول منه العجب! وتأملي من ذلك ‏خاتمة كل فقرة من قوله تعالى : ‏‏وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ ‏وَالْأَبْصَار وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ‏‏(78) وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ ‏وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (79) وَهُوَ الَّذِي ‏يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ ‏وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (80) بَلْ قَالُوا ‏مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (81) قَالُوا أَإِذَا ‏مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا ‏لَمَبْعُوثُون (82) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ ‏وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا ‏أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83) قُلْ لِمَنِ ‏الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ‏‏(84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ‏‏(85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ‏وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ ‏لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ ‏مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ ‏عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) ‏سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ‏‏(89) بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ ‏لَكَاذِبُونَ (90) مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ ‏وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ ‏بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ‏سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) } ‏‏[ المؤمنون ] . ‏

    وأما قول السائلة: (هل يمكن أن ‏يعاقب الله ويخلد إنسانًا لأنه لم ‏يستطع التصديق) فيحسن أن تعاد ‏صياغته فنقول: هل يمكن أن يخلد ‏الله إنسانًا في النار لأنه كفر به؟ ‏والجواب: نعم؛ لأنه ليس بعد الكفر ‏ذنب، وعدم التصديق كفر بلا ريب، ‏قال تعالى في بيان خصال أهل الكفر ‏التي أوجبت لهم النار: فَلَا صَدَّقَ ‏وَلَا صَلَّى. وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى. ثُمَّ ‏ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى. أَوْلَى لَكَ ‏فَأَوْلَى. ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى. [القيامة: ‏‏31 -35].‏
    ‏ قال القرطبي: قوله تعالى: (أولى ‏لك فأولى. ثم أولى لك فأولى): تهديد ‏بعد تهديد، ووعيد بعد وعيد، أي ‏فهو وعيد أربعة لأربعة، كما روي ‏أنها نزلت في أبي جهل، الجاهل ‏بربه، فقال: (فلا صدق ولا صلى. ‏ولكن كذب وتولى) أي: لا صدق ‏رسول الله، ولا وقف بين يدي ‏فصلى، ولكن كذب رسولي، وتولى ‏عن التصلية بين يدي. فترك ‏التصديق خصلة، والتكذيب خصلة، ‏وترك الصلاة خصلة، والتولي عن ‏الله تعالى خصلة، فجاء الوعيد أربعة ‏مقابلة لترك الخصال الأربع. اهـ. ‏



    وراجعي للفائدة الفتوى ‏رقم: 219898.

    والله أعلم.‏


    Chttp://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Optio n=FatwaId&Id=254647
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جهاد عمران مشاهدة المشاركة
    هناك علاقة بين الكفر الأكبر والشرك الأكبر، وهي علاقة عموم وخصوص، فكل شرك كفر وليس كل كفر شركاً.
    الفرق بين الكفر والشرك

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم اخواني الكرام

    الشك لا يكون الا عن جهل
    ليس كل الشك عن جهل، وقد جاء الشك في القرآن بأكثر من معنى:
    فمنه التردد والارتياب، كقوله تعالى: ( فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) يونس: 94

    ويأتي بمعنى الكفر والجحود والإنكار، كما في قوله تعالى: (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ) النمل: 66
    وقوله: ( وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ) سبأ:21

    ويأتي بمعنى الجهل، كما في قواه تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ) هود: 110

    وغير ذلك من المعاني:
    <span style="font-family:traditional arabic;"><font size="5"><span style="color: rgb(0, 0, 255);">https://books.google.com.eg/books?id...84&amp;f=false
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    الشك في حكم من أحكام الله أو خبر من أخباره


    ذكر علماء السنة أن من شروط لا إله إلا الله (اليقين المنافي للشك)، واستدلوا لذلك بنصوص كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم ((... أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما غير شاك فيهما إلا دخل الجنة)) (1) وقوله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة ((اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة)) (2) ، قال الشيخ حافظ حكمي – رحمه الله - موضحاً هذا الشرط: (بأن يكون قائلها مستيقناً بمدلول هذه الكلمة يقيناً جازماً، فإن الإيمان لا يغني فيه إلا علم اليقين لا علم الظن، فكيف إذا دخله الشك، قال الله - عز وجل - : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحجرات: 15]، فاشترط في الصدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا، (3) أي: لم يشكوا، فأما المرتاب فهو من المنافقين- والعياذ بالله- الذين قال الله تعالى فيهم: إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ [التوبة: 45]، ثم ذكر الحديثين السابقين وعلق عليهما قائلاً: (فاشترط في دخول قائلها الجنة أن يكون مستيقناً بها قلبه غير شاك فيها، وإذا انتفى الشرط انتفى المشروط) (4) .
    قال الإمام ابن القيم – رحمه الله – موضحاً منزلة اليقين وأهميتها، ومعارضتها لكل شك وريب: (فاليقين روح أعمال القلوب التي هي أرواح أعمال الجوارح، وهو حقيقة الصديقية، وهو قطب هذا الشأن الذي عليه مداره … ومتى وصل اليقين إلى القلب امتلأ نوراً وإشراقاً، وانتفى عنه كل ريب وشك وسخط) ثم ذكر من تعريفات اليقين (المكاشفة، وهو على ثلاثة أوجه: مكاشفة في الأخبار، ومكاشفة بإظهار القدرة، ومكاشفة القلوب بحقائق الإيمان، ومراد القوم بالمكاشفة: ظهور الشيء للقلب بحيث يصير نسبته إليه كنسبة المرئي إلى العين، فلا يبقى معه شك ولا ريب أصلاً، وهذا نهاية الإيمان، وهو مقام الإحسان) (5) ، إذاً هناك ترابط بين اليقين والإحسان، فغاية اليقين، هي الإحسان، لكن الإحسان في عمل الجوارح، واليقين في عمل القلب، وكذلك هناك ترابط بين العلم واليقين، فالعلم أول اليقين (6) ، وليس مقصودنا هنا الكلام عن اليقين وأنواعه ودرجاته، وإنما المقصود الإشارة إلى اليقين الذي هو شرط في الإيمان والنجاة في الآخرة، وكذلك الكلام عن الشك الذي هو ناقض من نواقض أصل الإيمان، فأما اليقين الذي هو شرط في صحة الإيمان فهو حقيقة العلم بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ومن ثم ذكر بعض العلماء (العلم) شرطا مستقلا من شروط الشهادتين مستدلين بقوله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِي نَ وَالْمُؤْمِنَات ِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ [محمد: 91]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة)) (7) فمن شك في الله أو في رسوله وما جاء به عن الله فهو كافر لا شهادة له ولا إيمان (8) ، فالشك نقيض اليقين (9) ، (وهو التردد بين شيئين، كالذي لا يجزم بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم ولا بكذبه، ولا يجزم بوقوع البعث ولا عدم وقوعه..) (10) .
    قال الإمام ابن القيم – رحمه الله – في معرض كلامه عن أنواع الكفر الأكبر: (أما كفر الشك: فإنه لا يجزم بصدقه ولا يكذبه، بل يشك في أمره، وهذا لا يستمر شكه إلا إذا ألزم نفسه الإعراض عن النظر في آيات صدق الرسول صلى الله عليه وسلم جملة، فلا يسمعها ولا يلتفت إليها، وأما مع التفاته إليها ونظره فيها، فإنه لا يبقى معه شك...) (11) .
    فكفر الشك – كما يظهر من كلام الأئمة، يشبه كفر الإعراض، إلا أن كفر الإعراض يتعلق بعمل القلب فلا يلزم أن يكون صاحبه جاهلاً، أما كفر الشك فيتعلق بقول القلب بسبب اختلال شرط العلم والله أعلم.
    بعض الأمثلة التي ذكرها العلماء حول كفر الشك:
    منها الشك في صدق الرسول صلى الله عليه وسلم أو الشك في البعث، أو الشك في كفر الكافر، أو الشك في شيء من القرآن أو الشك في حكم من الأحكام، قال القاضي عياض - رحمه الله - عند كلامه عن بعض المكفرات: (وكذلك من أضاف إلى نبينا الكذب فيما بلغه وأخبر به، أو شك في صدقه، أو سبه... فهو كافر بإجماع (12) . وقال أيضاً: (... ولهذا نكفر من دان بغير ملة المسلمين من الملل، أو وقف فيهم، أو شك، أو صحح مذهبهم، وإن أظهر مع ذلك الإسلام، واعتقده، واعتقد إبطال كل مذهب سواه، فهو كافر بإظهار ما أظهره من خلاف ذلك) (13) ، وقال: (اعلم أن من استخف بالقرآن أو المصحف أو بشيء منه، أو سبهما، أو جحده، أو حرف منه آية، أو كذب به أو بشيء منه، أو كذب بشيء مما حرم به من حكم أو خبر، أو أثبت ما نفاه أو نفى ما أثبته على علم بذلك، أو شك في شيء من ذلك فهو كافر عند أهل العلم بإجماع) (14) .
    وذكر شيخ الإسلام حكم من لم يكفر الكافر سواء كان كافراً أصليًّا كاليهود والنصارى، أو من ثبت كفره يقيناً كالباطنية فقال – رحمه الله – في رده على أهل الحلول والاتحاد: (وأقوال هؤلاء شر من أقوال النصارى، وفيها من التناقض من جنس ما في أقوال النصارى، ولهذا يقولون بالحلول تارة، وبالاتحاد أخرى، وبالوحدة تارة، فإنه مذهب متناقض في نفسه، ولهذا يلبسون على من لم يفهمه، فهذا كله كفر باطناً وظاهراً بإجماع كل مسلم، ومن شك في كفر هؤلاء بعد معرفة قولهم ومعرفة دين الإسلام فهو كافر، كمن يشك في كفر اليهود والنصارى والمشركين) (15) ، وقال في بيان حكم من زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفراً قليلاً أو أنهم فسقوا عامتهم، قال: (فهذا لا ريب – أيضا- في كفره لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم، بل من يشك في كفره مثل هذا فإن كفره متعين...) (16) .
    وذكر الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – من نواقض الإسلام: (الثالث: من لم يكفر المشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم، كفر إجماعاً) (17) ، وقال الإمام سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب – رحمهم الله -: (... فإن كان شاكاً في كفرهم أو جاهلاً بكفرهم بينت له الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على كفرهم، فإن شك بعد ذلك وتردد فإنه بإجماع العلماء على أن من شك في كفر الكفار فهو كافر) (18) . وقال الشيخ ابن سحمان – رحمه الله -: (وقد دل القرآن على أن الشك في أصول الدين كفر، والشك هو التردد بين شيئين، كالذي لا يجزم بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم ولا كذبه، ولا يجزم بوقوع البعث ولا عدم وقوعه، ونحو ذلك كالذي لا يعتقد وجوب الصلاة ولا عدم وجوبها، أو لا يعتقد تحريم الزنا ولا عدم تحريمه، وهذا كفر بإجماع العلماء)(5).
    وفي آخر هذا المبحث نشير إلى فائدتين هامتين ... وقد ذكرهما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    الأولى: التنبيه إلى الفرق بين الشك والوسوسة، (فالوسوسة هي مما يهجم على القلب بغير اختيار الإنسان، فإذا كرهه العبد ونفاه كانت كراهته صريح الإيمان) (19) ، أما الشاك فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو تارك للإيمان الذي لا نجاة ولا سعادة إلا به.
    الثانية: مر معنا في أول هذا المبحث أن معنى الريب: الشك هذا من حيث الإجمال، ويذكر شيخ الإسلام فرقاً دقيقاً بين الريب والشك، فيقول: (والريب يكون في علم القلب وفي عمل القلب، بخلاف الشك، فإنه لا يكون إلا في العلم، ولهذا لا يوصف باليقين إلا من اطمأن قلبه علماً وعملاً) (20) ، وبذلك يكون الشك أخص من الريب، ويكون الشاك كافراً بسبب الإخلال بشرط العلم الذي هو أصل قول القلب، والله أعلم. (21)
    https://dorar.net/aqadia/3531
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
    بارك الله فيكم اخواني الكرام

    الشك لا يكون الا عن جهل



    العبارة ليست لي بل هي للشيخ عبد الله ابابطين


    ( احتج بعض من يجادل عن المشركين بقصة الذي قد أوصى أهله أن يحرقوه بعد موته، على أن من ارتكب الكفر جاهلا لا يكفر، ولا يكفر إلا المعاند.

    والجواب عن ذلك كله: أن الله سبحانه وتعالى أرسل رسله مبشرين ومنذرين، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل؛ وأعظم ما أرسلوا به ودعوا إليه: عبادة الله وحده لا شريك له، والنهي عن الشرك الذي هو عبادة غيره؛ فإن كان مرتكب الشرك الأكبر معذورا لجهل، فمن الذي لا يعذر؟!
    ولازم هذه الدعوى: أنه ليس لله حجة على أحد إلا المعاند، مع أن صاحب هذه الدعوى لا يمكنه طرد أصله، بل لا بد أن يتناقض، فإنه لا يمكنه أن يتوقف في تكفير من شك في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم أو شك في البعث، أو غير ذلك من أصول الدين، والشاك جاهل؛

    والفقهاء يذكرون في كتب الفقه حكم المرتد: أنه المسلم الذي يكفر بعد إسلامه، نطقا أو فعلا أو شكا أو اعتقادا، وسبب الشك الجهل.)

    http://majles.alukah.net/t164063/

    قد كنت احسب ان قول الجهمية في اثبات الايمان للمرء من اسوا المذاهب و الاراء
    اذ الايمان عندهم هو معرفة الله و الكفر عندهم هو الجهل بالله


    نعم عرفه بانه فلان لانسان بعينه . فهو يشهد ان هذا الانسان هو الله الذي لا اله الا هو !

    و هذه المعرفة و العقيدة مانعة من تكفيره ! لانه اتى بالشهادة بان هذا الانسان هو الله بعينه !

    و هي غير مجزئة و لا مثبتة للايمان عند الجهمية لان هذا الجاهل لم يعرف ربه


    و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المشاركات
    70

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
    بارك الله فيكم اخواني الكرام

    الشك لا يكون الا عن جهل






    العجيب في الامر ان المشاركة حذفت و السبب: ضعيف علميًا، (أوما انبنى عليه)

    لكن الاعجب من ذلك ان العبارة ليست لي بل هي للشيخ عبد الله ابابطين


    ( احتج بعض من يجادل عن المشركين بقصة الذي قد أوصى أهله أن يحرقوه بعد موته، على أن من ارتكب الكفر جاهلا لا يكفر، ولا يكفر إلا المعاند.

    والجواب عن ذلك كله: أن الله سبحانه وتعالى أرسل رسله مبشرين ومنذرين، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل؛ وأعظم ما أرسلوا به ودعوا إليه: عبادة الله وحده لا شريك له، والنهي عن الشرك الذي هو عبادة غيره؛ فإن كان مرتكب الشرك الأكبر معذورا لجهل، فمن الذي لا يعذر؟!
    ولازم هذه الدعوى: أنه ليس لله حجة على أحد إلا المعاند، مع أن صاحب هذه الدعوى لا يمكنه طرد أصله، بل لا بد أن يتناقض، فإنه لا يمكنه أن يتوقف في تكفير من شك في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم أو شك في البعث، أو غير ذلك من أصول الدين، والشاك جاهل؛

    والفقهاء يذكرون في كتب الفقه حكم المرتد: أنه المسلم الذي يكفر بعد إسلامه، نطقا أو فعلا أو شكا أو اعتقادا، وسبب الشك الجهل.)

    http://majles.alukah.net/t164063/

    قد كنت احسب ان قول الجهمية في اثبات الايمان للمرء من اسوا المذاهب و الاراء
    اذ الايمان عندهم هو معرفة الله و الكفر عندهم هو الجهل بالله
    فاذا بمن ينتسب للسنة و اهلها يثبت الايمان للجاهل الذي يدين و يعتقد ان الله هو انسان فلان بعينه
    و يمتنع من تكفيره و يشترط له اقامة الحجة !

    فهل عرف هذا الجاهل ربه يا ترى ؟

    نعم عرفه بانه فلان لانسان بعينه . فهو يشهد ان هذا الانسان هو الله الذي لا اله الا هو !

    و هذه المعرفة و العقيدة مانعة من تكفيره ! لانه اتى بالشهادة بان هذا الانسان هو الله بعينه !

    فهنيئا لك يا مشرف بمعرفة و عقيدة كهذه هي عندك مانعة من التكفير

    و هي غير مجزئة و لا مثبتة للايمان عند الجهمية لان هذا الجاهل لم يعرف ربه

    و لا باس ان تحذف المشاركة بعد ان تطلع عليها فلعلها ان تكون الاخيرة باذن الله

    فقد كنت لك ناصح . و برهان ذلك ان تسال من تثق فيه من اخوانك و احبابك

    فلا اظن ان يتوارد من ينتسب للسنة على غلط كهذا

    و جزاك الله خيرا على انصافك و عدلك و حلمك

    و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
    أراك يا أخي تتجنى على بعض الإخوان هنا
    فقد رأيت الكلام في الرابط المشار فوجدت الناقل يذكره عن ابن حزم، وكأنك تقول: هنئيا لك يا ابن حزم على عقيدتك هذه وقد نقل أخونا عن العلماء كابن تيمية وابن سعدي وابن عثيمين و ....إلخ ولا يليق هذا في حق الأئمة
    فأراك تحتاج إلى النصح أكثر وأن تتلطف بإخوانك
    وأرجو أن تقبل نصيحتي إن كنت تقبل النصح

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
    بارك الله فيكم اخواني الكرام

    الشك لا يكون الا عن جهل


    العجيب في الامر ان المشاركة حذفت و السبب: ضعيف علميًا، (أوما انبنى عليه)
    العبارة ليست لي بل هي للشيخ عبد الله ابابطين


    ( احتج بعض من يجادل عن المشركين بقصة الذي قد أوصى أهله أن يحرقوه بعد موته، على أن من ارتكب الكفر جاهلا لا يكفر، ولا يكفر إلا المعاند.

    والجواب عن ذلك كله: أن الله سبحانه وتعالى أرسل رسله مبشرين ومنذرين، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل؛ وأعظم ما أرسلوا به ودعوا إليه: عبادة الله وحده لا شريك له، والنهي عن الشرك الذي هو عبادة غيره؛ فإن كان مرتكب الشرك الأكبر معذورا لجهل، فمن الذي لا يعذر؟!
    ولازم هذه الدعوى: أنه ليس لله حجة على أحد إلا المعاند، مع أن صاحب هذه الدعوى لا يمكنه طرد أصله، بل لا بد أن يتناقض، فإنه لا يمكنه أن يتوقف في تكفير من شك في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم أو شك في البعث، أو غير ذلك من أصول الدين، والشاك جاهل؛

    والفقهاء يذكرون في كتب الفقه حكم المرتد: أنه المسلم الذي يكفر بعد إسلامه، نطقا أو فعلا أو شكا أو اعتقادا، وسبب الشك الجهل.)

    http://majles.alukah.net/t164063/

    قد كنت احسب ان قول الجهمية في اثبات الايمان للمرء من اسوا المذاهب و الاراء
    اذ الايمان عندهم هو معرفة الله و الكفر عندهم هو الجهل بالله


    فهل عرف هذا الجاهل ربه يا ترى ؟

    نعم عرفه بانه فلان لانسان بعينه . فهو يشهد ان هذا الانسان هو الله الذي لا اله الا هو !

    و هذه المعرفة و العقيدة مانعة من تكفيره ! لانه اتى بالشهادة بان هذا الانسان هو الله بعينه !


    و هي غير مجزئة و لا مثبتة للايمان عند الجهمية لان هذا الجاهل لم يعرف ربه

    و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
    جزاك الله خيرًا
    أما عن سبب الحذف فلا علم لي به؟
    أما عن الشك وأنه جهل، فلا شك أن مِن أسباب الشك الجهل، وليس هو السبب الأوحد، وعلَّك لا تختلف معي أن الشك ليس على درجة واحدة؛ كما بينت في أول تعليق لي في هذا الموضوع.

    أما ما نقلته عن الشيخ
    عبد الله أبابطين فغايته أنه يرى عدم العذر مطلقًا ولا يفرق، وهذه المسألة محل الخلاف، فليس بقوله حجة على قول غيره، والله أعلم.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    ليس كل الشك عن جهل، وقد جاء الشك في القرآن بأكثر من معنى:
    نحن نتكلم على الشك الذي ذكره العلماء في باب الردة . فيكون خارجا و مميزا عن باقي المكفرات التي ذكروها
    و ارجاعه للاعراض او الجحد و الانكار ابطال لتمييزه و تخصيصه بالذكر .

    و ينبغي ان ينبه في هذا الموطن على

    - ان العلماء يتكلمون في هذا الموطن على من ثبت اسلامه بيقين . و يكون هذا فيمن اتى بكلمة التوحيد و لم يتلبس بما ينقضها من اصلها . كمن هو كافر بمذهبه و دينه ممن هو منكر للربوبية او الالوهية او انكار المعاد و الرسالة و ما شابه ذلك مما لا يثبت اسلام للمرء الا به .

    اما عن الظاهر فنحكم باسلام من تكلم بالشهادة و الاصل فيه انه قد اتى بما يلزمه من ذلك . و ليس لنا الا الحكم بالظاهر . لان الباطن لا يعلمه الا الله

    لكن هذا الباطن قد يعلم فساده بما يظهره من اقوال و اعمال . لقوله تعالى ( و لتعرفنهم في لحن القول )
    و لقول النبي صلى الله عليه و سلم ( و اذا فسدت فسد الجسد كله )
    و قد انكر النبي صلى الله عليه على اسامة بن زيد قتل الرجل بعد ان قال لا اله الا الله . من جهة انه لم يعلم باطنه
    فلو ان ذلك الرجل اظهر من القول او العمل ما ينقض قوله و شهادته من الامور التي لا تجامع الاسلام و الايمان لم ينكر النبي صلى الله عليه و سلم على اسامة رضي الله عنه حكمه بكفر باطن الرجل .

    - ان القدر المجزىء من الاسلام و الايمان الذي لا يتحقق بدونه ذلك . لا ينبغي ان يكون محل خلاف
    بمعنى ان من لم ياتي بذلك جازما في اعتقاده فليس بمسلم و لا مؤمن لانتفاء حقيقة الاسلام و الايمان عنه .
    و لا ينظر لسبب عدم ذلك لان هذا امر وجودي يتحقق الاسلام بوجوده
    فلو تخلف ذلك بجهل او شك لتخلفت الحقيقة التي يترتب عليها الاسم و الحكم . فلا يصح ان يسمى ذلك مسلما و لو قلنا برفع العذاب عنه .

    - الشك لا يكون الا عن جهل . لماذا ؟

    لان الشك و الجهل يكون قبل بلوغ دليل الشرع و بعده . و سببه فساد في العلم و الاعتقاد
    و هذا لا يتصور الا مع جهل و ضلال فسد به قلب العبد و اعتقاده
    فالشك يقابله اليقين
    و العلم يقابله الجهل
    فكما ان اليقين لا يكون الا بعلم
    فالشك لا يكون الا بجهل على حسبه
    لذا نقول ان الشك لا يتصور من عالم . و انما يتصور من جاهل
    فقبل ورود الشرع و بلوغ الحجة الشرعية قد يصل ادراك الرجل لليقين بدليل عقلي او فطري في بعض اصول الدين
    كالالوهية و المعاد
    و قد يضعف هذا الدليل عند بعض الناس فيرتقي من الجهل الى درجة الشك . لكن لا يحقق الجزم و اليقين
    و ذلك لضعف الدليل عنده و لقوة المعارض من جهة ما هو عليه من اعتقاد باطل
    فهذا الشك لم يكن سببه اعراض عن دليل الشرع

    اما عند بلوغ الحجة و الدليل الشرعي للجاهل او الشاك
    فقد يبقى الجاهل على جهله من جهة اعراضه عن الحجة . و لا يتصور استمرار هذا الجهل لناظر في الدليل بصدق في اصول الدين كالالوهية و الرسالة

    و قد يرتقي هذا الادراك من الجهل الى الشك في اول الامر لكن لا يستمر مع مداومة النظر في الدليل لوضوح البرهان و البيان على اصول الدين العظام . فلا يصح ان يبقى على هذا الجهل الا مع الاعراض .

    اما الشاك . فقد يكون شكه قبل بلوغ دليل الشرع كما سبق بيانه . و قد يكون شكه في اول بلوغ الدليل الشرعي اليه لكن لا يستمر هذا الشك الا مع الاعراض كما سبق في كلام ابن القيم

    فالاعراض هو سبب في استمرار الشك و الجهل . ليس سببا في حصول الشك و الجهل
    لان الشك يحصل من جهة تعارض الحق و الباطل عند الرجل
    فعند ورود الحق و العلم من جهة الدليل الصحيح يتعارض ذلك مع الاعتقاد الفاسد و الشبه الباطلة عند الرجل
    فلا يحصل عنده يقين و لا جزم على الحق . كما لا يحصل عنده جزم و يقين على بطلان الباطل
    فهذا هو الشك و سببه من جهة الاعتقاد الفاسد و الشبه الباطلة الناتجة عن ( الجهل )
    فلذا يصح لنا ان نقول
    ان الشك لا يكون الا مع الجهل
    و لو فرض ان دليل الشرع ورد على قلب خال لم تتغير فطرته . لما تصور مع ذلك شك في مدلول ذلك
    ففساد الادراك سببه فساد قلب المدرك بجهل و اعتقاد باطل
    فيشك في الحق لفساد علمه و اعتقاده . و هذا لا يكون الا عن جهل و ضلال

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة

    أما ما نقلته عن الشيخ
    عبد الله أبابطين فغايته أنه يرى عدم العذر مطلقًا ولا يفرق
    الصحيح ان الشيخ لا يرى ذلك بل يفرق بين المواضع التي يصح فيها العذر من غيرها

    و الله اعلم

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المشاركات
    70

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    نحن نتكلم على الشك الذي ذكره العلماء في باب الردة . فيكون خارجا و مميزا عن باقي المكفرات التي ذكروها
    و ارجاعه للاعراض او الجحد و الانكار ابطال لتمييزه و تخصيصه بالذكر .

    و ينبغي ان ينبه في هذا الموطن على

    - ان العلماء يتكلمون في هذا الموطن على من ثبت اسلامه بيقين . و يكون هذا فيمن اتى بكلمة التوحيد و لم يتلبس بما ينقضها من اصلها . كمن هو كافر بمذهبه و دينه ممن هو منكر للربوبية او الالوهية او انكار المعاد و الرسالة و ما شابه ذلك مما لا يثبت اسلام للمرء الا به .

    اما عن الظاهر فنحكم باسلام من تكلم بالشهادة و الاصل فيه انه قد اتى بما يلزمه من ذلك . و ليس لنا الا الحكم بالظاهر . لان الباطن لا يعلمه الا الله

    لكن هذا الباطن قد يعلم فساده بما يظهره من اقوال و اعمال . لقوله تعالى ( و لتعرفنهم في لحن القول )
    و لقول النبي صلى الله عليه و سلم ( و اذا فسدت فسد الجسد كله )
    و قد انكر النبي صلى الله عليه على اسامة بن زيد قتل الرجل بعد ان قال لا اله الا الله . من جهة انه لم يعلم باطنه
    فلو ان ذلك الرجل اظهر من القول او العمل ما ينقض قوله و شهادته من الامور التي لا تجامع الاسلام و الايمان لم ينكر النبي صلى الله عليه و سلم على اسامة رضي الله عنه حكمه بكفر باطن الرجل .

    - ان القدر المجزىء من الاسلام و الايمان الذي لا يتحقق بدونه ذلك . لا ينبغي ان يكون محل خلاف
    بمعنى ان من لم ياتي بذلك جازما في اعتقاده فليس بمسلم و لا مؤمن لانتفاء حقيقة الاسلام و الايمان عنه .
    و لا ينظر لسبب عدم ذلك لان هذا امر وجودي يتحقق الاسلام بوجوده
    فلو تخلف ذلك بجهل او شك لتخلفت الحقيقة التي يترتب عليها الاسم و الحكم . فلا يصح ان يسمى ذلك مسلما و لو قلنا برفع العذاب عنه .

    - الشك لا يكون الا عن جهل . لماذا ؟

    لان الشك و الجهل يكون قبل بلوغ دليل الشرع و بعده . و سببه فساد في العلم و الاعتقاد
    و هذا لا يتصور الا مع جهل و ضلال فسد به قلب العبد و اعتقاده
    فالشك يقابله اليقين
    و العلم يقابله الجهل
    فكما ان اليقين لا يكون الا بعلم
    فالشك لا يكون الا بجهل على حسبه
    لذا نقول ان الشك لا يتصور من عالم . و انما يتصور من جاهل
    فقبل ورود الشرع و بلوغ الحجة الشرعية قد يصل ادراك الرجل لليقين بدليل عقلي او فطري في بعض اصول الدين
    كالالوهية و المعاد
    و قد يضعف هذا الدليل عند بعض الناس فيرتقي من الجهل الى درجة الشك . لكن لا يحقق الجزم و اليقين
    و ذلك لضعف الدليل عنده و لقوة المعارض من جهة ما هو عليه من اعتقاد باطل
    فهذا الشك لم يكن سببه اعراض عن دليل الشرع

    اما عند بلوغ الحجة و الدليل الشرعي للجاهل او الشاك
    فقد يبقى الجاهل على جهله من جهة اعراضه عن الحجة . و لا يتصور استمرار هذا الجهل لناظر في الدليل بصدق في اصول الدين كالالوهية و الرسالة

    و قد يرتقي هذا الادراك من الجهل الى الشك في اول الامر لكن لا يستمر مع مداومة النظر في الدليل لوضوح البرهان و البيان على اصول الدين العظام . فلا يصح ان يبقى على هذا الجهل الا مع الاعراض .

    اما الشاك . فقد يكون شكه قبل بلوغ دليل الشرع كما سبق بيانه . و قد يكون شكه في اول بلوغ الدليل الشرعي اليه لكن لا يستمر هذا الشك الا مع الاعراض كما سبق في كلام ابن القيم

    فالاعراض هو سبب في استمرار الشك و الجهل . ليس سببا في حصول الشك و الجهل
    لان الشك يحصل من جهة تعارض الحق و الباطل عند الرجل
    فعند ورود الحق و العلم من جهة الدليل الصحيح يتعارض ذلك مع الاعتقاد الفاسد و الشبه الباطلة عند الرجل
    فلا يحصل عنده يقين و لا جزم على الحق . كما لا يحصل عنده جزم و يقين على بطلان الباطل
    فهذا هو الشك و سببه من جهة الاعتقاد الفاسد و الشبه الباطلة الناتجة عن ( الجهل )
    فلذا يصح لنا ان نقول
    ان الشك لا يكون الا مع الجهل
    و لو فرض ان دليل الشرع ورد على قلب خال لم تتغير فطرته . لما تصور مع ذلك شك في مدلول ذلك
    ففساد الادراك سببه فساد قلب المدرك بجهل و اعتقاد باطل
    فيشك في الحق لفساد علمه و اعتقاده . و هذا لا يكون الا عن جهل و ضلال
    أخي الطيبوني
    لماذا لا تحيل إلى المصادر التي تنقل منها إن كانت هناك مصادر
    فكلامك هنا لم تعزه إلى مصدر
    مع أن جماعة من أهل العلم قالوه لكنك لا تحيل إليهم
    لماذا؟
    الأمانة تقتضي أن تحيل إلى ما تنقل منه

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المشاركات
    70

    افتراضي

    قال الشيخ أبا بطين كما في الدرر السنية في الكتب النجدية:
    وقد نص السلف والأئمة : على تكفير أناس بأقوال صدرت منهم ، مع العلم أنهم غير معاندين ، ولهذا قال الفقهاء رحمهم الله تعالى : من جحد وجوب عبادة من العبادات الخمس ، أو جحد حل الخبز ونحوه ، أو جحد تحريم الخمر ونحوه ، أو شك في ذلك ومثله لا يجهله ، كفر ، وإن كان مثله يجهله عُرِّف ذلك ، فإن أصر بعد التعريف ، كفر ، وقتل ،...

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: هل الشاك لشبهة كافر؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جهاد عمران مشاهدة المشاركة

    قرأت في كتاب "مسألة الإيمان دراسة تأصيلية"

    وكذلك الإعراض أو الاستكبار أو
    الشك والارتياب فهو كفر أكبر ولا يُسمى شركاً ".
    قال الله سبحانه و تعالى

    ( وَدَخَلَ جَنَّتَهُۥ وَهُوَ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِۦٓ أَبَدٗا (35)وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةٗ وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيۡرٗا مِّنۡهَا مُنقَلَبٗا (36) قَالَ لَهُۥ صَاحِبُهُۥ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَكَفَرۡتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةٖ ثُمَّ سَوَّىٰكَ رَجُلٗا (37) لَّٰكِنَّا۠ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي وَلَآ أُشۡرِكُ بِرَبِّيٓ أَحَدٗا(38) وَلَوۡلَآ إِذۡ دَخَلۡتَ جَنَّتَكَ قُلۡتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِٱللَّهِۚ إِن تَرَنِ أَنَا۠ أَقَلَّ مِنكَ مَالٗا وَوَلَدٗا (39) فَعَسَىٰ رَبِّيٓ أَن يُؤۡتِيَنِ خَيۡرٗا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرۡسِلَ عَلَيۡهَا حُسۡبَانٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصۡبِحَ صَعِيدٗا زَلَقًا (40) أَوۡ يُصۡبِحَ مَآؤُهَا غَوۡرٗا فَلَن تَسۡتَطِيعَ لَهُۥ طَلَبٗا (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِۦ فَأَصۡبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيۡهِ عَلَىٰ مَآ أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُشۡرِكۡ بِرَبِّيٓ أَحَدٗا(42) )



  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل الشاك لشبهة كافر؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    ان القدر المجزىء من الاسلام و الايمان الذي لا يتحقق بدونه ذلك . لا ينبغي ان يكون محل خلاف
    بمعنى ان من لم ياتي بذلك جازما في اعتقاده فليس بمسلم و لا مؤمن لانتفاء حقيقة الاسلام و الايمان عنه .
    و لا ينظر لسبب عدم ذلك لان هذا امر وجودي يتحقق الاسلام بوجوده
    فلو تخلف ذلك بجهل او شك لتخلفت الحقيقة التي يترتب عليها الاسم و الحكم . فلا يصح ان يسمى ذلك مسلما و لو قلنا برفع العذاب عنه .

    - الشك لا يكون الا عن جهل . لماذا ؟

    لان الشك و الجهل يكون قبل بلوغ دليل الشرع و بعده . و سببه فساد في العلم و الاعتقاد
    و هذا لا يتصور الا مع جهل و ضلال فسد به قلب العبد و اعتقاده
    فالشك يقابله اليقين
    و العلم يقابله الجهل
    فكما ان اليقين لا يكون الا بعلم
    فالشك لا يكون الا بجهل على حسبه
    لذا نقول ان الشك لا يتصور من عالم . و انما يتصور من جاهل
    فقبل ورود الشرع و بلوغ الحجة الشرعية قد يصل ادراك الرجل لليقين بدليل عقلي او فطري في بعض اصول الدين
    كالالوهية و المعاد
    و قد يضعف هذا الدليل عند بعض الناس فيرتقي من الجهل الى درجة الشك . لكن لا يحقق الجزم و اليقين
    و ذلك لضعف الدليل عنده و لقوة المعارض من جهة ما هو عليه من اعتقاد باطل
    فهذا الشك لم يكن سببه اعراض عن دليل الشرع
    اما عند بلوغ الحجة و الدليل الشرعي للجاهل او الشاك
    فقد يبقى الجاهل على جهله من جهة اعراضه عن الحجة . و لا يتصور استمرار هذا الجهل لناظر في الدليل بصدق في اصول الدين كالالوهية و الرسالة
    و قد يرتقي هذا الادراك من الجهل الى الشك في اول الامر لكن لا يستمر مع مداومة النظر في الدليل لوضوح البرهان و البيان على اصول الدين العظام . فلا يصح ان يبقى على هذا الجهل الا مع الاعراض .
    اما الشاك . فقد يكون شكه قبل بلوغ دليل الشرع كما سبق بيانه . و قد يكون شكه في اول بلوغ الدليل الشرعي اليه لكن لا يستمر هذا الشك الا مع الاعراض كما سبق في كلام ابن القيم
    فالاعراض هو سبب في استمرار الشك و الجهل . ليس سببا في حصول الشك و الجهل
    لان الشك يحصل من جهة تعارض الحق و الباطل عند الرجل
    فعند ورود الحق و العلم من جهة الدليل الصحيح يتعارض ذلك مع الاعتقاد الفاسد و الشبه الباطلة عند الرجل
    فلا يحصل عنده يقين و لا جزم على الحق . كما لا يحصل عنده جزم و يقين على بطلان الباطل
    فهذا هو الشك و سببه من جهة الاعتقاد الفاسد و الشبه الباطلة الناتجة عن ( الجهل )
    فلذا يصح لنا ان نقول
    ان الشك لا يكون الا مع الجهل
    و لو فرض ان دليل الشرع ورد على قلب خال لم تتغير فطرته
    لما تصور مع ذلك شك في مدلول ذلك
    ففساد الادراك سببه فساد قلب المدرك بجهل و اعتقاد باطل
    فيشك في الحق لفساد علمه و اعتقاده . و هذا لا يكون الا عن جهل و ضلال
    يا طيبونى- يراد طبعا منها التعجب!!!!
    نعم -إن هاهنا لعلما جما - وأشار إلى صدره - لو أصبت له حملة!
    الصحيح ان الشيخ لا يرى ذلك بل يفرق بين المواضع التي يصح فيها العذر من غيرها
    نعم أحسنت هذا هو منهج علماء الدعوة النجدية
    يفرقون بين المسائل الظاهرة والخفية
    ويفرقون بين باب الاسماء والاحكام
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" اسم الشرك يثبت قبل الرسالة ، لأنه يشرك بربه ويعدل به "
    مراد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بذلك هو : بيان بطلان الشرك وذمه ، وأن من فعل الشرك فهو مشرك ، وفعله قبيح مذموم ، سواء قامت على المشرك الحجة بالبيان أو لم تقم ؛ فالشرك قبيح بكل حال ، قبل الرسالة وبعدها . لكنه بيّن - أيضا - بعد ذلك : أن عذاب هذا المشرك مقيد بالبيان وقيام الحجة ، فلا يستحق العذاب إلا بعد مجيء الرسول وحصول البيان ، فإذا أشرك بعد البيان استحق العذاب ، وإذا كان شركه قبل أن يتبين له ما جاء به شرع الله : لم يستحق العذاب ، حتى تقام عليه الحجة .
    فالكلام هنا على مقامين :
    الأول : بيان ذم الشرك وقبحه وأنه شر كله ، وهذا وصف ذاتي له ، لا ينفك عنه ، سواء كان قبل قيام الحجة بإرسال الرسول وإنزال الكتاب ، أو كان بعد ذلك ، والمشرك : هو من وقع في هذا الأمر ، واتصف به ؛ فعدم قيام الحجة لا يغير الأسماء الشرعية .
    المقام الثاني : أن المشرك لا يستحق العقوبة على شركه إلا بعد قيام الحجة عليه ، فلا يتعلق العذاب والثواب بمجرد ما تدركه العقول ؛ قال تعالى : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ) الإسراء/ 15 .
    وقال عز وجل : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ) التوبة/ 115 .
    وأراد شيخ الإسلام رحمه الله ، ببيان ذلك : الرد على طائفتين :
    أولاهما : المعتزلة ومن تابعهم على قولهم : إن المشركين يستحقون العذاب بما تدركه العقول ، وإن لم تقم عليهم الحجة بإرسال الرسول .
    ثانيهما : الأشعرية ومن وافقهم على قولهم : إن الشرك والظلم ليس قبحهما ذاتيا ، متعلقا بهما في نفس الأمر ، وإنما يثبت قبحهما بعد الخطاب الشرعي ببيان هذا القبح ، وقيام الحجة به .
    ثم بين أن مذهب أهل السنة وسط بين هذين : فالشرك والظلم والفحش كلها أمور مقبوحة مذمومة ، قبل قيام الحجة وبعد قيامها ، تدرك ذلك العقول الصحيحة , والفطر السوية ؛ إلا أن الله تعالى لا يعذب الخلق إلا بعد قيام الحجة عليهم ، وذلك بنص كتابه .
    وهذا بيّن واضح في كلام شيخ الإسلام ، في مواضع من كتبه :
    قال رحمه الله :
    " وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا : فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ ، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ ؛ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْن ِ : عَلَى مَنْ قَالَ: إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ ، وَمَنْ قَالَ: إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ.
    أَمَّا الْأَوَّلُ : فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ ؛ لِقَوْلِهِ: ( اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى ) ، وَقَوْلِهِ : ( وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ ) ، وَقَوْلِهِ : ( إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) ؛ فَأَخْبَرَ أَنَّهُ : ظَالِمٌ ، وَطَاغٍ ، وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ ، وَهَذِهِ أَسْمَاءُ ذَمٍّ للأَفْعَالِ ؛ وَالذَّمُّ إنَّمَا يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ، [ لكن ] لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ؛ لِقَوْلِهِ : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ) .
    وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ هُودَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ : ( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ ) ؛ فَجَعَلَهُمْ مُفْتَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ يُخَالِفُونَهُ ؛ لِكَوْنِهِمْ جَعَلُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ .
    فَاسْمُ الْمُشْرِكِ : ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ ؛ فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ ، وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى ، وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا قَبْلَ الرَّسُولِ ...
    وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِيَّ ةِ ، يُقَالُ : جَاهِلِيَّة ، وَجَاهِل ، قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ .
    وَأَمَّا التَّعْذِيبُ : فَلَا .
    وَالتَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ ، كَقَوْلِهِ : ( فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) ؛ فَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ الرَّسُولِ ، مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ . ( فَكَذَّبَ وَعَصَى ) كَانَ هَذَا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ( فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى * فَكَذَّبَ وَعَصَى ) ، وَقَالَ : ( فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ ) " .
    " انتهى من "مجموع الفتاوى" (20/ 37-38) .
    وقال رحمه الله أيضا :
    " الْجُمْهُورِ مِنْ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ : عَلَى أَنَّ مَا كَانُوا فِيهِ قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ ، مِنْ الشِّرْكِ وَالْجَاهِلِيَّ ةِ : [ كان ] شَيْئًا قَبِيحًا ، وَكَانَ شَرًّا ؛ لَكِنْ : لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ .
    وَلِهَذَا :
    كَانَ لِلنَّاسِ فِي الشِّرْكِ وَالظُّلْمِ وَالْكَذِبِ وَالْفَوَاحِشِ وَنَحْوِ ذَلِكَ " ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ ":
    قِيلَ: إنَّ قُبْحَهُمَا مَعْلُومٌ بِالْعَقْلِ ، وَأَنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى ذَلِكَ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِنْ لَمْ يَأْتِهِمْ الرَّسُولُ ؛ كَمَا يَقُولُهُ الْمُعْتَزِلَةُ وَكَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ ، وَحَكَوْهُ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ نَفْسِهِ ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي الْخَطَّابِ وَغَيْرِهِ .
    وَقِيلَ: لَا قُبْحَ وَلَا حُسْنَ وَلَا شَرَّ فِيهِمَا قَبْلَ الْخِطَابِ ، وَإِنَّمَا الْقَبِيحُ : مَا قِيلَ فِيهِ : لَا تَفْعَلْ؛ وَالْحَسَنُ : مَا قِيلَ فِيهِ : افْعَلْ ، أَوْ : مَا أُذِنَ فِي فِعْلِهِ ، كَمَا تَقُولُهُ الْأَشْعَرِيَّة ُ وَمَنْ وَافَقَهُمْ .
    وَقِيلَ : إنَّ ذَلِكَ سَيْءٌ وَشَرٌّ وَقَبِيحٌ قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ؛ لَكِنَّ الْعُقُوبَةَ إنَّمَا تُسْتَحَقُّ بِمَجِيءِ الرَّسُولِ ؛ وَعَلَى هَذَا عَامَّةُ السَّلَفِ ، وَأَكْثَرُ الْمُسْلِمِينَ ، وَعَلَيْهِ يَدُلُّ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ ؛ فَإِنَّ فِيهِمَا بَيَانَ أَنَّ مَا عَلَيْهِ الْكُفَّارُ : هُوَ شَرٌّ وَقَبِيحٌ وَسَيْءٌ قَبْلَ الرُّسُلِ ، وَإِنْ كَانُوا لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعُقُوبَةَ إلَّا بِالرَّسُولِ .
    وَفِي الصحيح : أن حُذَيْفَةَ قَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ: ( نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا ) " انتهى من "مجموع الفتاوى" (11 /676-677) .
    وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله :
    " عدم قيام الحجة : لا يغير الأسماء الشرعية ؛ بل يسمي ما سماه الشارع كفراً أو شركاً أو فسقاً : باسمه الشرعي ، ولا ينفيه عنه ؛ وإن لم يعاقب فاعله إذا لم تقم عليه الحجة ، ولم تبلغه الدعوة ، وفرق بين كون الذنب كفراً ، وبين تكفير فاعله " .
    انتهى من"منهاج التأسيس" (ص 316) .
    المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •