عبدالله بن محمد الحداد الحضرمي

بقلم .د فالح الحجية


هو عبد الله بن علوي بن محمد الحداد العلوي الحسيني الهاشمي .

ولد في قرية ( السبير) من ضواحي مدينة ( تريم ) في ( حضرموت ) من اليمن ليلة الاثنين و قيل ليلة الخميس في الخامس من صفر عام\ 1044 هجرية – 1635 ميلادية ونشأ في (تريم ) بكنف والديه الا انه كف بصره وعمره أربع سنين.فحباه الله مقدرة فائقة لما افتقده من بصره فمنح فهما كثيرا وحافظة واسعة فكان شديد الذكاء سريع الفهم والحفظ فحفظ القران الكريم في طفولته صغيرا .
تفضل الله سبحانه عليه فحفظ الارشاد والاحاديث والاشعار والحكم في سن مبكرة وا حب الخلوة و صفاء السريرة .

تتلمذ على يد كثير من المشايخ والعلماء ومنهم : عبد الرحمن بن شيخ مولى عيديد , و عمر بن عبد الرحمن العطاس , و عبد الله بن أحمد بلفقيه , و عقيل بن عبد الرحمن السقاف , و سهل بن أحمد با حسن الحديلي باعلوي , و محمد بن علوي السقاف عالم مكة المكرمة و هو شيخه بالمراسلة . و غيرهم و قد يفوق عددهم على المائة والأربعين . وحتى اصبح شاعرا وناقدا وحكيما فكان يقول لرجال القبائل المجاورة لمدينة (تريم ) في احدى فتاويه :

( انني لا اقدراحكم بكفرهم ولا بأسلامهم ،لانني ان حكمت بكفرهم فهم ينطقون الشهادتين ويصلون ، وان حكمت باسلامهم فهم يستحلون قتل الانفس البريئة وينهبون الاموال الحلال).

وكان يكتب الى الحكام والسلاطين ينتقدهم لمخالفتهم الشرع
وله مشاركات في المجال السياسي رغم كف بصرة فكان يكتب توجيهاته لسلاطين ال كثيرفي ( حضرموت) ومنهم السلطان (عمر بن علي بن عبدالله ) والسلطان (محمد بن بدرالكثيري ) وبعض اعوانهم ويشير عليهم في الامور الدينية والاجتماعية فياخذون برأيه الصائب.

وفي سنة 1079 هجرية – 1671 ميلادية توجه لاداء فريضة الحج وبعدها بقي في مكة المكرمة يستقي العلم ثم أنه بعد حجِّه صلى بالناس إماماً في الحرم المكي الشريف صلاة الفجر يوم الجمعة أول محرم الحرام عام\ 1080هجرية- 1672 ميلادية .

اسس له في مدينة ( تريم ) ضاحية تسمى (الحاوي ) وكانت مستقلة ذاتيا له واولاده واتباعه فلا يتدخل فيها حاكم ( تريم ) ولالا يعد اهلها من رعاياه وهي داخلة في كل ما يصل الى منطقة ( تريم ) من خير وخارجة عنها من كل فتنة فكانت ضاحية ( الحاوي) محمية داخل حكم البلاد.

و قد بقيت منطقة ( تريم ) يحكمها سلالة ال الحداد حتى خضعت للسيطرة البريطانية .

كان عبد الله الحداد شاعرا واسح الخيال طرق معظم ابواب الشعر وشهره يتسم بالثراء اللغوي والبلاغي والصور والاخيلة الراقية الاانه يميل الى القديم فنظم الشعر في الغزل والوصف والمدح والزهد والحكم والرثاء وفي اغلب الفنون الشعرية .
فمن شعره الغزلي يقول :

مرحبا بالشادن الغزل
زارني وهنا على مهل

كقضيب البان في كثب
ينثني في الحلي والحلل

كلما هب الجنوب له
سحرا يهتز كالثمل

هو من كأس الصبا ثمل
ليس كأس الاثم والزلل

فشفى نفسي برؤيته
من جميع الداء والعلل

ويقول في الحكمة :
تلك القبور وقد طاروا بها رمما
بعد الضخامة في الابدان والسمن

بعد التشهي واكل الطيبات غدا
يأكلهم الدود تحت الترب واللبن

تغيرت منهم الالوان وانمحقت
محاسن الوجه والعينان والوجن

ويقول في الرثاء :

وقد كان بالوادي وبالربع والحمى
رجال مصابيح الوجوة نجوم

لهم من شراب القوم شرب ومن حديث
نجد حديث طيب وقويم

فاعدمني الدهر الخؤون وجودهم
وما لدهر الا خائن وظلوم

توفي ليلة الثلاثاء السابع من ذي القعدة المحرم سنة \1132 هجرية – 1720 ميلادية عن عمر قارب التسعين عاماً قضاها في نشر العلوم النافعة والاداب و دعوته إلى الله تعالى . وقد جعل الله البركة اعماله و في أولاده وتلاميذه ومؤلفاته وأوراده و أشعاره و كتبه واثاره العلمية والادبية والدينية .

ترك ثروة علمية وادبية من خلال تراثه الاتي :

(1) النصائح الدينية
(2) الدعوة التامة
( 3) رسالة المذاكرة
(4) رسالة آداب سلوك المريد
(5) إتحاف السائل
(6) رسالة المعاونة
(7) سبيل الادكار
( الفصول العلمية
(9) النفائس العلوية
(10) الحكم
(11) (الدر المنظوم لذوي العقول و الفهوم) ديوان شعر
(12) مجموع كلامه تثبيت الفؤاد
(13) مجموعة رسائله
( 14) مجموع أوراده وأذكاره وسيلة العباد إلى زاد المعاد

وفي الختام اختم بهذه القصيدة من شعره :

وقد درج الاسلاف من قبل هؤلاء
وهمتهم نيل المكارم والفضل

لقد رفضوا الدنيا الغرور وماسعوا
لها والذي يأتي يبادر بالبذل

فقيرهم حر وذو المال منفق
رجاء ثواب اللة في صالح السبل

لباسهم التقوى وسيماهم الحياء
وقصدهم الرحمن في القول والفعل

مقالهم صدق وافعالهم هدى
واسرارهم منزوعة الغش والغل

خضوع لمولاهم مثولا لامرة
قنوت له سبحانه جل عن مثل

فقدنا جميع الخير لما ترحلوا
ومنة خلا وعر البسيطة والسهل

وصرنا حيارى في مفاوز جهلنا
نشبه بالبهم السويرحة الغفل

نخبط لاندري الطريق الى النجا
وبالجور نمحو سنة البر والعدل

فآها عليهم ليت داهية الفناء
بحزب الردى حلت وحزب الهدى خلي

سابكي عليهم ماحييت بعبرة
لهما مدمع في الخد يشهد بالثكل

واحمل نفسي مااستطعت على اقتفاء
سبيلهم حتى اوسد في الرمل

حياتهم خير لهم ومماتهم
فطوبى لهم فازوا وسادوا على الكل

عليهم سلام اللة ان كان قد مضوا
فذكراهم باق وقد شاع بالنقل

اميرالبيان العربي
د.فالح نصيف الكيلاني
العراق- ديالى - بلدروز


****************************** *