تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: اللام الساكنة في القرآن

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي اللام الساكنة في القرآن

    ذكر المرصفي رحمه الله في كتابه هداية القاري إلى تجويد كلام الباري 1 / 420
    اللامات الساكنة في القرآن الكريم على خمسة أقسام :
    الأول : لام التعريف "لام أل".
    الثاني : لام الفعل.
    الثالث : لام الأمر.
    الرابع : لام الاسم.
    الخامس : لام الحرف. ولكل قسم فصل خاص نذكره فيما يلي :

    الأول : لام التعريف وأحكامها .
    وهي المعروفة في علم التجويد (بلام أل) وكلامنا فيها هنا على ناحيتين :
    الأولى : تعريفها.
    والثانية : حالتها بالنسبة لما يقع بعدها من الحروف الهجائية.
    أما تعريفها : فهي لام ساكنة زائدة عن بنية الكلمة مسبوقة بهمزة وصل مفتوحة عند البدء وبعدها اسم سواء صح تجريدها عن هذا الاسم كـ {الشمس والقمر} أم يصح كـ {التي} و{الذى} .
    فقولنا : "لام ساكنة زائدة عن بنية الكلمة.. إلخ" خرج به اللام الساكنة الأصلية التي من بنية الكلمة المسبوقة بهمزة قطع مفتوحة وصلاً وبدءاً وليس بعدها اسم مستقل ليصح تجريدها عنه سواء كانت في اسم نحو {أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ } و{أَلْفَافاً} أو في فعل نحو {أَلْهَاكُمُ} {وَأَلْزَمَهُمْ} {فَأَلْهَمَهَا} وما إلى ذلك : وتسمى الأولى لام اسم والثانية لام فعل .
    هذا : ولام التعريف المقصودة الصادق عليها هذه التعريف تقع قبل الحروف الهجائية عموماً إلا حروف المد الثلاثة فلا تقع اللام قبلها بحال إذ فيه الجمع بين الساكنين على غير حده.
    أما حالتها بالنسبة لما يقع بعدها من الحروف الهجائية فاثنتان :
    الأولى : أن تكون مظهرة.
    الثانية : أن تكون مدغمة.

    أما حالة الإظهار : فعند أربعة عشر حرفاً مجموعة في قول صاحب التحفة "إبغ حجك وخف عقيمه" وهي الهمزة والباء والغين والحاء والجيم والكاف والواو والخاء والفاء والعين والقاف والياء والميم والهاء.
    فإذا وقع حرف من هذه الأحرف بعد لام التعريف وجب إظهارها ويسمى إظهاراً قمريّاً وتسمى اللام حينئذ لاماً قمرية لظهورها عند النطق بها في لفظ {القمر} ثم غلبت هذه التسمية على كل اسم يماثله في ظهورها فيه : وإليك الأمثلة على ترتيب هذه الحروف :
    فالهمزة نحو {الأول والآخر} والباء نحو {البارئ} والغين نحو {الغفار} والحاء نحو {هُوَ الحي} والجيم نحو {الجبار} والكاف نحو {الكبير} والواو نحو {الودود} والخاء نحو {الخالق} والفاء نحو {الفتاح} والعين نحو {العليم} والقاف نحو {القهار} والياء نحو {اليقين} والميم نحو {الملك} والهاء نحو {عَنِ الهوى} وسمي إظهاراً لظهور لام التعريف عند هذه الأحرف.
    ووجهه التباعد أي بُعد مخرج اللام عن مخرج هذه الحروف.
    وقد أشار صاحب التحفة إلى الحالتين معاً والتنبيه على أولاهما بقوله فيها :
    لِلاَمِ ألْ حَالاَن قبْلَ الأحْرُفِ... أولاهُمَا إظهارها فليعرَفِ
    قبل ارْبَعٍ مَعْ عَشْرَة خُذْ عِلْمَهْ... مِنْ إبْغِ حَجَّك وَخَفْ عَقِيمَهُ

    وأما حالة الإدغام : فعند أربعة عشرة حرفاً وهي الباقية من حروف الهجاء بعد حروف الإظهار السابقة. وقد رمز إليها صاحب التحفة في أوائل هذا البيت :
    طبْ ثُم صِلْ رَحْماً تَفُزْ ضِفْ ذَا نِعَمْ... دَعْ سُوءَ ظَنٍّ زُرْ شَرِيفاً لِلْكَرَم
    وهي : الطاء والثاء والمثلثة والصاد والراء والتاء المثناة فوق والضاد والذال والنون والدال والسين والظاء والزاي والشين واللام فإذا وقع حرف من هذه الأحرف بعد لام التعريف وجب إدغامها ويسمى إدغاماً شميسّاً وتسمى اللام حينئذ لاماً شمسية لعدم ظهورها عند النطق بها في لفظ {الشمس} ثم غلبت هذه التسمية على كل اسم يماثله في إدغامها فيه.
    وإليك الأمثلة على ترتيب هذه الأحرف :
    فالطاء نحو {مِنَ الطيبات} والثاء المثلثة نحو {الثواب} والصاد نحو {يُوَفَّى الصابرون} والراء نحو {الرحمان الرحيم} والتاء المثناة فوق نحو {التَّوَّابُ} والضاد نحو {وَلاَ الضآلين} والذال المعجمة نحو {والذاكرين الله كَثِيراً والذاكرات} والنون نحو {إِلَى النور} والدال المهملة نحو {دَعْوَةَ الداع}والسين نحو {السميع} والظاء المشالة نحو {الظالمين} والزاي {يُنبِتُ لَكُمْ بِهِ الزرع والزيتون} والشين نحو {وَسَيَجْزِي الله الشاكرين} واللام نحو {وَهُوَ اللطيف الخبير} .
    وسمي إدغاماً لإدغام لام التعريف في هذه الحروف. ووجهه التماثل بالنسبة للام في نحو {اللطيف} والتجانس بالنسبة للنون والراء في نحو {مِّنَ النور}، {مِّنَ الرحمان الرحيم} على مذهب الفراء وموافقيه وأما على مذهب الجمهور فللتقارب وكذلك في أكثر الحروف الباقية في غير ما تقدم.
    وقد أشار صاحب التحفة إلى حالة الإدغام وتسمية اللام فيها بالشمسية وتسميتها في حالة الإظهار الأولى بالقمرية بقوله فيها :
    ثانيهما إدغامها في أَرْبعِ... وعَشْرَة أيضاً ورمزها فَعِ
    طِبْ ثُمَّ صِلْ رَحْماً تَفُزْ ضِفْ ذَا نِعَمْ... دَعْ سُوءَ ظَنِّ زُرْ شَريفاً لِلْكَرمْ
    واللامَ الأولى سَمِّهَا قَمَريَّهْ... واللامَ الأُخْرى سَمِّها شَمْسِيَّهْ

    تنبيه : من لامات التعريف الشمسية اللام من لفظ الجلالة "الله" وهي في هذا الاسم من النوع الذي لا يمكن فيه تجريدها عما بعدها كاللام في نحو {الذي} ثم إن للفظ الجلالة تصريفاً خاصّاً حاصله أن الأصل فيه "إله" فأسقطت منه الهمزة وأدخلت عليه لام التعريف فالتقت باللام بعدها ثم أدغمت اللام الأولى في الثانية للتماثل كما أدغمت في نحو الليل فصار اللفظ الكريم "الله".
    وقد أشار بعضهم إلى هذا التصريف بقوله :
    والاسْمُ ذو التقديس وهو الله... على الأَصح أَصْلُهُ إل
    أُسقِطَ منه الهمز ثمَّ أُبْدِلا... بال لِتَعْريفٍ لذاكَ جُعِلاَ اهـ

    وفي الاسم الكريم كلام كثير من جهة التصريف. ومن أراد الوقوف عليه فليراجع كتب الصرف ففيها ما يكفي الباحث وما ذكرناه هنا هو الملائم للمبتدئين والله الموفق.
    يتبع بإذن الله .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    الثاني : لام الفعل وأحكامها .
    وسميت بلام الفعل لوجودها فيه وهي من أصوله وتكون مظهرة ومدغمة كما سيأتي توضيحه : وتوجد في الأفعال الثلاثة. الماضي والمضارع والأمر متوسطة ومتطرفة في بعضها.
    ففي الماضي : نحو {أَلْهَاكُمُ} {فَالْتَقَى} {وَأَنزَلْنَا} {وَأَرْسَلْنَا} .
    وفي المضارع : نحو {يَلْتَقِطْهُ} {أَلَمْ أَقُلْ} {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ} .
    وفي الأمر : نحو {وَأَلْقِ عَصَاكَ} {قُلْ تَعَالَوْاْ} {فاجعل أَفْئِدَةً} والحكم في هذه اللامات الإظهار وجوباً عند الجميع إلا إذا وقع بعدها لام أو راء فتدغم اتفاقاً نحو {قُل لَّكُم} {قُل رَّبِّي} .
    ووجه الإدغام هنا التماثل بالنسبة للام والتقارب بالنسبة للراء على مذهب الجمهور. والتجانس على مذهب الفراء وموافقيه.
    وقد أشار صاحب التحفة إلى حكم الإظهار في لام الفعل بقوله فيها :
    وأظهِرَنَّ لامَ فعْلٍ مُطلَقَا... في نحْوِ قُلْ نعَمْ وقُلْنَ والْتَقَى اهـ
    تنبيه :
    علم مما تقدم أن لام الفعل أدغمت في الراء في نحو {قُل ربي} وقد وجه بأنه إما للتقارب وإما للتجانس. ولم تدغم في النون في نحو {قُلْ نَعَمْ} والعلة واحدة وهي التقارب أو التجانس. والمانع من الإدغام هنا أن النون لا يجوز إدغامها في حرف أدغمت هي فيه. والنون أحد حروف "يرملون" التي تدغم فيها النون الساكنة فلو أدغمت اللام في النون في نحو {قُلْ نَعَمْ} لزالت الألفة بين النون وأخواتها من حروف الإدغام وقيل غير ذلك في علة عدم الإدغام في مثل هذا.
    وأما إدغام لام التعريف في النون في نحو {إِلَى النور} {والنجم} فلكثرة دورانها في التنزيل بخلاف لام الفعل فإنها قليلة الدوران فيه.
    قال العلامة الميهي في شرح التحفة : وأما إدغام الكسائي اللام في نحو {هَلْ نُنَبِّئُكُم} {بَلْ نَتَّبِعُ} فمن تفرُّدِه أهـ بلفظه .

    الثالث : لام الأمر وحكمها :
    وهي زائدة عن بنية الكلمة ويقع بعدها الفعل المضارع مباشرة وتأتي عقب الفاء أو الواو أو ثم العاطفة نحو {فَلْيَكْتُبْ} {فَلْيَنظُرِ الإنسان} {وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ} {وَلْيَعْفُواْ} {وليصفحوا} {ثُمَّ لْيَقْطَعْ} {فَلْيَنْظُرْ} {ثُمَّ لْيَقْضُواْ} .
    وحكمها الإظهار وجوباً وليعتن بإظهارها إذا جاورت التاء نحو {فَلْتَقُمْ} {وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ} خوفاً من أن يسبق اللسان إلى إدغامها ولا يقاس عليها إدغام لام التعريف في نحو {إِنَّ الله يُحِبُّ التوابين} لأنها "أي لام التعريف" كثيرة الدوران في القرآن الكريم بخلاف لام الأمر فإنها قليلته.

    الرابع : لام الاسم وحكمها :
    وسميت بذلك لوجودها فيه وهي من أصوله نحو {أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ } و{أَلْفَافاً} و{سُلْطَانٌ} {وَمِنْ خَلْفِهِمْ} و{مَلْجَأَ} .
    وحكمها الإظهار وجوباً بالاتفاق.

    الخامس : لام الحرف وأحكامها :
    وسميت بذلك لوجودها فيه وهي في القرآن الكريم في حرفين فقط. "هل وبل" وحكم هذين الحرفين بالنسبة لما يأتي بعدهما من الحروف الهجائية على ثلاثة أقسام :
    الأول :
    وجوب إدغامهما عند كل القراءوذلك إذا أتى بعدهما لام أو راء. فاللام تقع بعد كل من هل وبل نحو {هَلْ لَّكُمْ} {بَل لاَّ يَخَافُونَ} والراء لا تقع إلا بعد بل فقط نحو {بَل رَّفَعَهُ الله إِلَيْهِ} .
    فالإدغام في اللام للتماثل . وفي الراء للتقارب على مذهب الجمهور وللتجانس على مذهب الفراء ومن نحا نحوه . ويستثنى من ذلك لحفص عن عاصم من الشاطبية إدغام لام بل في الراء من قوله تعالى : {بَلْ رَانَ} بالمطففين بسبب سكته عليها والسكت يمنع الإدغام.
    الثاني :
    جواز الإدغام فيهما.وذاك إذا أتى بعدهما حرف من ثمانية أحرف وهي : "التاء المثناة فوق والثاء المثلثة والزاي والسين والضاد والطاء والظاء والنون".
    فالتاء المثناة فوق والنون تقعان بعد كل من هل وبل نحو {هَلْ تَعْلَمُ} {هَلْ نُنَبِّئُكُم} {بَلْ تَأْتِيهِم} {بَلْ نَحْنُ} .
    والثاء المثلثة لا تقع إلا بعد هل في قوله تعالى : {هَلْ ثُوِّبَ الكفار مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} بالمطففين ولا ثاني لها في التنزيل.
    والأحرف الخمسة الباقية تقع كلها بعد حرف بل وحده {بَلْ سَوَّلَتْ} {بَلْ ظَنَنْتُمْ} {بَلْ ضَلُّواْ} {بَلْ زُيِّنَ} {بَلْ طَبَعَ} ونعني بجواز الإدغام في هذا القسم أن بعض القراء أدغم فيه وبعضهم أظهر وتركنا تفصيل ذلك طلباً للاختصار ومن أراده فعليه بكتب الخلاف فهو مبسوط فيها وبالنسبة لحفص عن عاصم فإنه قرأ بالإظهار وجهاً واحداً فتأمل.
    الثالث :
    وجوب إظهارهما عند عامة القراءوذلك إذا وقع بعدها أي حرف من حروف الهجاء غير حرف اللام والراء اللذين للوجوب في القسم الأول. وغير الحروف الثمانية التي للجواز في القسم الثاني. وذلك نحو {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ} {هَلْ يَسْتَوِي} {بَلْ فَعَلَهُ} {بَلْ قَالُواْ} {بَلْ جَآءَ بالحق} وما إلى ذلك. والله تعالى أعلى وأعلم.انتهى كلامه رحمه الله .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2015
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    16

    افتراضي

    السلام عليكم شكرا لك اختي و بارك الله لك و جعله في ميزان حسناتك

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منتقبة محبة لوطنها المغرب مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم شكرا لك اختي و بارك الله لك و جعله في ميزان حسناتك
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وفيك بارك الله أختي منتقبة محبة لوطنها المغرب ، شكرا لمرورك الطيب ووفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •