لا شك أن الذهن يجول أحيانا بسماعات من بعض المتمنطقة بالثقافة , ولكن العجب أن يحصر هذا الاسم (المثقف ) في نطاق ما يسمى بـ(الحداثي ) .
فجمهوره هم جمهور المثقفين , والمتحدثون به من طلاب الثقافة , والكتبة حوله هم الأقلام المثقفة .
وليت ( شِعري ) وليس ( شَعري ) , إلى متى سنظل في غموض المصطلحات , لماذا يلبسون أنفسهم بلباس آخر , ألأجل أنه لباسهم متسخ ؟ , أم لأنه غير واضح ؟ , أم لخوف الشبهة المضللة ؟ , أم لخوف نظرات الناس ؟ , أو لأجل دفع تبادر سوء الفهم من الآخر !؟ , أم .. وأم .. وأسئلة تترى ؟ وليت الجواب ( يُرى).
ولقد أنشد ( ابن الفَوَّالِ ) شعرا فظنه ( الشرطيُّ ) عظيم المكانة , وما درى أنه أبن فوال.. لكنه جاء بالشعر ليدفع التهمة , وإلا لكان قُتل !!.
وهكذا القصص تترى .
ولا أظن ( الحداثي ) كابن الفوال , لأن المخبر مختلف , والأهداف متشعبة , والسبل متنافرة .
وليت ( الحداثي ) كابن الفوال , فلعله يسوق الشعر بروعة , ويظهر أبياته بحكمه , ويتذوقها المرء بذكاء .
لا أن يركب طلاسم , ويقصد من خلف الطلاسم مراسم , وعليك أيها القارئ أن لا تحكم , لأن المقصد وبكل بَجَاحةٍ ( غيرُ ما كُتِبَ !!!) .

اللهم خذ بينا في المضائق واكشف لنا وجوه الحقائق ..