السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رجال الحشان
التعريف برجال الحشان ، كلمة تطلق على كبار الفلاحين، والحّشان هو
هو الفسيل من النخل، وأطلق هذا الاسم عليهم؛ لجلبهم الفسيل من الزاب
من عهد بعيد، قرب ميلاد سيدنا عيسى، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم،
وذلك العهد كانت لغة البربر هي الرسمية ، في هاته الناحية، يقال لهم
بها اريازان تيزدايت ؛ أي رجال النخلة؛ لأنهم يعتقدون أن النخلة لها تأثير في
في الوجود بتصريف الروح، وإلى الآن بالواحة وهي وثنية محض ، كما كانت فينيقية يعتقدون في الزيتون، والسنبل بعمالة تونس، وأصله أن بعد حروب العامة وواحات توات ،انتدب جماعة في تماسين أي عين منجسة، وهي هرهيرة ؛ أي بقيت، ذهبوا إلى ورلال بن طيوس لجلب الحشان فتلقاهم السّكان بإكرام، وطلبوا منهم الدعاء فهزّهم ذلك الإطراء
على أن اعتقدوا في أنفسهم الكمال، واختلقوا رؤى أحلامية ، وكرامات كاذبة
فزادهم خبالا وضلالا، وصارت ذبائح وأطعمة وعوائد للنخلة، ولا زالت إلى
الآن ببلدة عمر ؛ جنوب تماسين ، بعد انتهاء من حفر الآبار ،
يجعلون موسما يسمى بتيزدايت النخلة، وذلك ليصلح الذكار،
كما كانت فنيقية عيد الزيتون عند انتهاء جمعها، وهو جامع الزيتونة بتونس،
وعيد السنبلة بعد الحصاد، وهي أيضا بتونس ، وزاد في الطين بّلة فتوغلت الأفكار
فنشأ على ذلك خيالات، فمن أراد أن يتظاهر بدعوة، يتوطد لذلك السبيل ،
ولا يستطيع العلم أن يشرق في ظلماء ليلها الدامس، وما أشبه اليوم بالبارحة،
والتعريف برجال الحشان، هم الجهالة الذين يتكلمون بما شاءوا، ويوحى لهم في اليقظة،
والمنام من أضاليل الأوهام ، وخلو الواحة من مجالس العلم،
وتغّلب المسيطرون على أصحاب العقول
من كتاب أخبار و أيام وادي ريغ
للشيخ محمد الطاهر بن دومة رحمه الله
(1336 – 1403هـ)

و سكان واد ريغ من قبيلة ريغة المغراوية الزناتية الكنعانية

ورد في الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر بالله
ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار
صحيح البخاري(6/539)
و عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
لاترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر
(صحيح البخاري (12/54) حديث ( 6768)