تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: مقال: جماليات التشبيه التمثيلي في القرآن الكريم

  1. #1

    افتراضي مقال: جماليات التشبيه التمثيلي في القرآن الكريم

    مقال بعنوان: جماليّات التّشبيه التّمثيلي في القرآن الكريم وسماته البلاغيّة.

    للأستاذ: عبد الرحمن بن الطّاهر بوزنون .
    نُشر بمجلة الحكمة للدراسات الإسلامية، العدد 20.
    § المبحث الرابع: أصناف جماليات التّمثيل الواردة في القرآن الكريم وتطبيقاتها :
    إذا نظرنا إلى التّمثيل في القرآن وجدنا أسلوبا فوق طاقة البشر، ووجدنا تصويرا فنيا عجيبا يعجز عن إدراك شأوه أساطين البيان، وتنحني له البلاغة في أسمى درجاتها، والمتأمل لهذه الجماليات الإبداعية والخصائص الفنية الواردة في القرآن الكريم يلحظ تنوعها وتعددها من حيث الأصل والمبدأ، ومن حيث الغرض والمقصد، فمن حيث الأسلوب والطّريقة .. فهي شاملة عامة لكل نواحي الإبداع وأقسامه، فلا تطلب بابا من أبواب الإبداع ولا جزئية من جزئياته إلاّ ولفت اهتمامك صورة التّشبيه التّمثيلي المُتضمنة في القرآن العظيم، ومقامها الرفيع الظّاهر بين أترابها من الألوان البيانيّة في ذلك الباب .
    و قد ارتأيت نثر هذه الجماليات، وتلك الخصائص والمزايا في أقسام متعددة تتضح معالمها، وتستبين قسماتها مع التّمثيل والإيضاح لذلك، وجعلتها على ثلاثة أصناف :
    · الصّنف الأول: الجماليات المتعلقة بالأساليب .
    الخاصّيّة الأولى: المقابلة بين وجوه الشّبه في طرفي التّمثيل :
    إن التّقابل في التّمثيل من مبتكرات القرآن، حيث يتدرج القرآن الكريم في تعداد وجوه الشّبه بين ركني التّمثيل واحدا واحدا، فيشبه الصّفة الأولى مع صفة ما في المشبّه به، وصفة ثانية مع صفة أخرى غيرها في الممثل به، وهكذا تتقابل في أذهاننا صور متعددة متجاورة كلّ على حدا تتلخص منها الوجه الحقيقيّ المراد من التّشبيه، ومثال ذلك قوله تعالى "{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشّيطان فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) } [الأعراف: 175 – 176 ]

    تأمل بلاغة التّمثيل في هذه الآية الكريمة من حيث مقابلة أجزاء المشبّه لأجزاء طرفه الثّاني في صورة منسجمة متناسقة، تنبه العقل وتأخذ الذّهن في مقارنات متعددة، يخلص منها الفطن النّبيه إلى معنى التّشبيه، فهذا تشبيه تمثيل مركب منتزعة فيه الحالة المشبّهة والحالة المشبّه بها من متعدد، حيث " تتقابل أجزاء هذا التّمثيل بأن يشبه الضّال بالكلب، ويشبه شقاؤه واضطراب أمره في مدة البحث عن الدّين، بلهث الكلب في حالة تركه في دّعة، تشبيه المعقول بالمحسوس ويشبّه شقاؤه في إعراضه عن الدّين الحقّ عند مجيئه، بلهث الكلب في حالة طرده وضربه تشبيه المعقول بالمحسوس .
    وقد أغفل هذا الذين فسروا هذه الآية، فقرروا التّمثيل بتشبيه حالة بسيطة بحالة بسيطة في مجرد التّشويه أو الخسة، فيؤول إلى أن ّالغرض من تشبيهه بالكلب إظهار خسّة المشبّه كما درج عليه في الكشّاف، ولو كان هذا هو المراد لما كان لذكر ( إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ) كبير جدوى، بل يقتصر على انه لتشويه الحالة المشبّه بها لتكتسب الحالة المشبّهة تشويها، وذلك تقصير في حق التّمثيل " [34].
    ومن ذلك أيضا ما ساقه القرآن من وجوه التّشابه بين المعرضين الكفرة، وبين الحمر المستنفرة:
    إذ تتلاقى الصّورتان في عدة نقاط تبرز عظمة التّمثيل القرآني، وتبين دقّة الاختيار في هذا التّشبيه الكريم، وهذه الوجوه نسوقها فيما يلي :
    الوجه الأول: في تمثيلهم بالحمر الفارة أصدق وصف للحالة النّفسية التي يكون عليها الكفرة وهم في حالة الإعراض والصّدود عن الذكر الحكيم، وما يكون عليهم من رعب وذعر وقلق واضطراب، وكذا ما يكون من انقسام نفسي داخلي بين ذلك المسلك وهذا المنفذ، في هيئة لا تمثلها إلاّ تلك الحمر المستنفرة التي رأت الهلاك والخراب فراحت تطير في كل حدب وصوب، ذاعرة مرعوبة في تدافع وتقاذف فيما بينها، لا تدري أي اتجاه تسلك وأي سبيل تأخذ وتتبع.
    الوجه الثّاني: أنّ الحمر الوحشية شديدة النّفار والاطراد في العَدْوِ بمجرد أن يريبها رائب، أو يساورها شك بوجود خطر يداهمها بما لا تراه في غيرها من الحيوان، ولذلك كان أكثر تشبيهات العرب في وصف الإبل وشدّة سيرها بالحمر، وعدوها إذا وردت ماءً فأحسّت عليه بقانص يتتبعها [35].
    الوجه الثّالث: في تمثيلهم بالحمر الوحشية كناية عن سفاهة رأيهم وبلادة عقلهم، وقلة نصيبهم من الفهم والإدراك، ومذمة واضحة وتهجين لحالهم وتشنيع وتنكيت بهم أيمّا تنكيت، وهم قد نالوا هذا الوصف عن استحقاق وجدارة، كيف لا وقد دعاهم داع إلى ما يزعم أنّ فيه صلاح رأيهم وحسن منقلبهم ومآلهم، فلا يقفون هنيهة يسمعون كلامه، وينظرون حجته وبرهانه، فإن كان حقا أشفقوا على أنفسهم فتبعوه وأطاعوه، وإن كان باطلا ردوا إليه بضاعته وزادوه، وخلوه وكلامه وتركوه .
    الخاصّيّة الثّانية: المقارنة بين المعاني المتعارضة :
    من خصائص أسلوب القرآن أنّه يقرن المعاني المتعارضة في سياق واحد لتتميز الحقائق وتنكشف المبهمات، فمثلا حين ذكر الجنان والنعيم يذكر النيران والجحيم، وعند وصف دخائل الذين آمنوا واطمأنت قلوبهم يذكر الذين كفروا وتمزقت نفوسهم وهكذا .. وهذا باب جليل من أبواب بلاغة القرآن يزيد في إقناع السّامع ويسلط على المنكر برهانه الساطع وحجاجه اللامع [36].
    ومن أبهر الأمثلة على ذلك تمثيل القرآن حال أهل التوحيد والإيمان أهل الكفر والطغيان بالنّخلة والحنظلة، بما يكشف عظم البون وشساعة الهوة بين الفريقين، من حيث الراحة النّفسية والطمأنينة القلبية في هذه الحياة الدنيا، ومآلهم ومصيرهم بعد الموت وفراق الأرواح للأبدان ..
    فأمّا المؤمن الموحد الذي أنشأ أساسه على الكلمة النّورانيّة العالية، المشرقة في سماء الإخلاص "لا إله إلاّ الله"، فتغلغلت هذه الحقيقة الكونيّة، وهذا النّور الرباني العظيم في روحه وقلبه فسكنت منه الأوردة والعروق، وملأت الجوارح والأركان، فمثله كهاته النّخلة في طيبتها الكثيرة المتعددة من طيب المنظر والهيئة، وطيب الثّمر ولذته، وطيب الرّائحة وحسنها، أشبهت في ذلك كله: طيبة المؤمن التي لا تفارقه الدهر كله في اليسر والعسر والمنشط والمكره والضّيق والوسع، فهو طيب مع نفسه، طيب مع أهله وإخوانه بله مع أعدائه.
    وهي في تأصلها في أعماق الأرض وتجذرها في طينتها ومقاومتها للرّياح والعواصف الشّديدة المدمرة، كثبات الإيمان في جوهر هذه النّفس النّقية التقية ورسوخه فيها من غير ريب ولا امتراء.
    و هاته النّخلة في شموخها في السّماء، وارتفاعها عن مثيلاتها من النّبات، وما في ذلك من رفعة القدر وعلو الشّأن والترفع عن الأقذار والشوائب، كالمؤمن في علوّ مقامه عند الله على غيره من أهل الشّرك والكفر، وتسامي روحه وترفعها عن الدّنائس والرذائل والمذمومات .
    ثمّ مثل تعالى لصفة الكافر الذي أشرب الشّرك والظلم قلبه، وخالط ظلام الصنمية والوثنية فكره ولبه، حتى صار عديم الإدراك والإحساس، فاقد الفهم والبصيرة، بصفة شجرة الحنظل، كريهة الرائحة، خبيثة الطّعم والذوق، قبيحة المنظر والشّكل، عديمة الفائدة والنفع ،قد اجتواها النّاس واغتاظوا بقائها، واستقبحوا جوارها، فلا يحل موطنها قوم إلاّ وقلعوها عن آخرها وأزالوا آثارها فلا يستقر لها موطن ولا مقام .
    فالمشرك شابه خبث هذه الشّجرة في خبث عقيدته وفسادها ونتانة الأوثان ورجسها، وشابه هذا الكافر الحنظلة في اقتلاعها واجتثاثها من الأرض باقتلاع الخير من قلبه وطمس نور الهداية عن فكره وبصيرته بسبب اتخاذه آلهة من دون الله يدعوهم ويترجاهم .
    الخاصّيّة الثّالثة: جودة انتقاء ألفاظ التّمثيل في القرآن واختيارها اختيارا مناسبا للمعنى: مع تمام موافاته لما يتطلبه المقام ويستدعيه الحال، ومن هنا كان التّمثيل في القرآن موحيا مشعا لا يكاد ينقر حبات القلوب حتى يؤثر فيها بطريقة فنّية ونفسيّة عجيبة [37].
    فتأمل الكلمات التي نظمت منها صورة المشبّه به لا تجد في مفردات اللّغة ــ على كثرتهاــ من بقوم مقامها ويسدّ مسدّها مثل: انسلخ، أتبعه، رفعناه،أخلد، يلهث إلخ.... فإنّك لا تجد كلمات في اللّغة تصور هذه المعاني وتبرزها في صور حية متحركة سواها، ودونك هذا البيان والتفصيل :
    فأولها قوله تعالى: " وآتيناه آياتنا " فأخبر سبحانه أنّه هو الذي آتاه آياته وعرّفه إيّاها من غير حول له ولا تكلف في تحصيلها، بل هي نعمة أنعم الله بها عليه فأضافها إلى نفسه .
    ثم قال: " فانسلخ منها " أي خرج منها كما تنسلخ الحية من جلدها وفارقها فراق الجلد ينسلخ عن اللّحم، إذ أنّ حقيقة الانسلاخ إزالة جلد الحيوان الميت عن جسده[38]، ثمّ استعير في الآية للانفصال المعنوي.
    وهنا سر بديع إذ لم يقل المولى جل وعلا "فسلخناه منها" كما قال قبلها " وآتيناه آياتنا "، لأنّه هو الذي تسبب في انسلاخه منها بإتباع هواه بتكذيبه بآيات الله جلّ وعلا ، وإيثاره بهرج الدنيا وزينتها على الإيمان بآيات ربه عزّ وجلّ، وإتباع هديه فكان مآله الضّلال والخسران والعياذ بالله ..[39]
    ثمّ قوله عز من قائل :"فأتبعه الشّيطان فكان من الغاوين " معناه أنّ الشّيطان أدركه ولحقه بحيث ظفر به وافترسه وجعله من خدمه وعبيده، يأتمر بأمره وينتهي عند نهيه، ولهذا قال: " فأتبعه الشّيطان" ولم يقل: يتبعه، فإنّ في معنى " أتبعه ": أدركه ولحقه، وهو أبلغ من " تبعه " لفظا ومعنى.
    ثم قال الله تعالى ـ وقوله الحقّ ـ: " ولو شئنا لرفعناه بها"
    وانظر إلى القرآن عندما يبلغ قمة التأثير ونهاية الإبداع حينما يصور حال المعوقين عن الجهاد وما يدور في قلوبهم من الفزع والقلق والاضطراب فيقول: { قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إلاّ قَلِيلًا (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِالسّنة حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا } [الأحزاب: 18، 19].
    فالصّورة الأولى في الآيات صورة المعوقين عن الجهاد الفزعين من المضي إليه، الذين لا يريدون أن يتحملوا نصيبا من أعبائه فهم ذو نفوس قلقة مضطربة يتنازعها عاملان أساسيان، أولهما هو الخوف الذي يسيطر عليهم من المآل الفظيع المحدق بهم لو انكشف أمرهم، وبانت سرائرهم، ومن هنا فهم يرتعدون في حركاتهم.. وثانيهما هو الوصول إلى غاية التثبيط عن واجب الجهاد وهو عامل أقل شأنا في واقعهم من العامل الأول لأنهم حينما ينادون حقيقة إلى الجهاد تترجرج أحداقهم في محاجرها دليلا على تقلصات نفوسهم من شدة الخوف..
    والصّورة الثّانية هي صورة من يعالج سكرات الموت، يتنازع نفسه المال المظلم والخوف العميق من الجزاء المحتوم، دون أن تكون عنده القوة أو الإرادة التي يعتمد عليها في موقفه. أليست صورة المشبّه به موحية كل الإيحاء بما كان عليه أولئك المعوقون للجهاد من ضعف في الإرادة وخيبة في المآل.
    و هنا دعوة إلى النظر والتأمل في الكلمات التي اختيرت للمشبّه به ونظمت منها صورته، هل في مقدورنا أو في مقدور أي بليغ مهما كان حظه من الفصاحة البيانيّة، ومهما كان يحفظ من مفردات اللّغة العربية أن يأتي بألفاظ تسد مسد هذه الألفاظ التي نظمت منها صورة المشبّه به ؟ إن أحدا من البشر لن يستطيع، واللّغة العربية على اتساع مفرداتها ليس فيها ما يسد مسد هذه الألفاظ. إنها الصياغة الإلهية يقف البشر أمامها عاجزين حيارى مذهولين [40].
    ومن ذلك أيضا دقة اختيار لفظة " الخرور " للتعبير عن السقوط في قوله تعالى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرّيح فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } [الحج: 31] فأصل هذه اللّفظة من خرير المياه وخرير العقاب، وهو الصوت الذي يحدثانه عند السقوط من أعلى إلى أسفل ثم استعيرت للحجر الذي يهوي من أعلى إلى أسفل مصدرا صوتا، ثم إن من معاني الخرور "الموت " كما يقال " خر فلان " أي مات[41] . فدلالتها في الآية ـ فيما بدا لي والله أعلم ـ أن هذا الساقط من السّماء يسقط بسرعة واندفاع مصدرا أصوات الاستغاثة والعون ولكن مصيره الموت الأكيد والنهاية المحتومة .
    ومن ذلك أيضا لفظة " فَتَخْطَفُهُ " في هذه الآية ، فأصل الخطف الأخذ في سرعة واستلاب، وخطفه وتخطفه بمعنى واحد، ومنه قول النبي للرماة يوم أحد " إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا من مكانكم هذا حتى أرسل لكم " الحديث ..[42] أي تستلبنا وتطير بنا[43] .
    فهذه اللّفظة دلالتها قوية قوة التّشبيه في هذا المقام لما دلت عليه من سرعة في الاستلاب وقوة في التنفيذ، بحيث لا تدع له فرصة في الإفلات أو النجاة بما لا تقوم لفظة مقامها في هذا الموضع .

    ملاحظة: لمراجعة المقال كاملا إضافة للهوامش فقد أوردته في المرفقات لاستحالة نشره كاملا هنا، وجزاكم الله خيرا، والسلام عليكم ورحمة الله
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •