قرأت لاحد المشايخ قول ان الله أنزل مع كل رسول كتاب
واستدل بقوله تعالى: (لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان)
فهل سبقه احد بهذا القول؟
قرأت لاحد المشايخ قول ان الله أنزل مع كل رسول كتاب
واستدل بقوله تعالى: (لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان)
فهل سبقه احد بهذا القول؟
فقد دلَّ القرآن على أن كل رسول أرسل بكتاب، كما في قوله تعالى: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ {الحديد: 25}, وقال تعالى: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ {البقرة: 213}.
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -: ونؤمن بأن الله تعالى أنزل مع كل رسول كتابًا؛ لقوله تعالى: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ. اهـ.
بل ذكر أهل العلم أن إنزال الكتاب فارق بين الرسول وبين النبي, فالرسول أُنزِل عليه كتاب، والنبي لم يُنزَل عليه كتاب.
قال الشنقيطي في أضواء البيان: وَاسْتَظْهَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ الَّذِي هُوَ رَسُولٌ أُنْزِلَ إِلَيْهِ كِتَابٌ وَشَرْعٌ مُسْتَقِلٌّ مَعَ الْمُعْجِزَةِ الَّتِي ثَبَتَتْ بِهَا نُبُوَّتُهُ، وَأَنَّ النَّبِيَّ الْمُرْسَلَ الَّذِي هُوَ غَيْرُ الرَّسُولِ، هُوَ مَنْ لَمْ يَنْزِلْ عَلَيْهِ كِتَابٌ، وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ أَنْ يَدْعُوَ النَّاسَ إِلَى شَرِيعَةِ رَسُولٍ قَبْلَهُ، كَأَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا يُرْسَلُونَ وَيُؤْمَرُونَ بِالْعَمَلِ بِمَا فِي التَّوْرَاةِ. اهـ.
قلت: (أبو البراء) وهذا الفارق والله أعلم ليس مضطردًا، هذا التفريق مدفوعٌ بقوله - تعالى -: ﴿ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ ﴾ [غافر: 34]، فيوسف - عليه السلام - نبيٌّ من أنبياء بني إسرائيل، لم يأتِ بشرع جديد، ومع ذلك فهو رسول بفهوم هذه الآية.
والمختار: أن الرسول هو من بُعث إلى قوم مخالفين فدعاهم إلى دين الله، سواءٌ دعاهم بشرع جديد أو: بشرع مَن قبله، والنبي: هو من بُعث إلى قوم موافقين فأقام فيهم دين الله.
انظر هذا رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/47223/#ixzz3awSDhdOq