تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: كناشة في طلب العلم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    3,205

    افتراضي كناشة في طلب العلم

    طالب العلم، وعشق الصعب، والبحث عن الغامض !!
    لنفس أثر كبير على توجه الإنسان، وتحديد رغباته، فهي المحفز له في اختيار ما يريد في كل شأن له.

    من عادة النفس ميلها إلى ما تحصل عليه بصعوبة، حتى تصل في طلبه إلى درجة العشق، وليس هذا من غريب الكلام، فإن تجارب الناس حافلة بمثله، وقد تبتلى بشيء آخر وهو ميلها إلى الغامض، وهذا في الجملة لا يخرج عن الأول لصعوبته وما ينتهي إليه.

    من عظيم فوائد تلقي العلم عن أهله، تهذيب النفس من خلال توجيهها، بما يقرب النافع إليها، ويبعد عنها ما يضرها، وأعلى من ذلك؛ التفضيل بين أنواع النافع والحث على أفضلها.

    اشتهرت بعض العلوم بصعوبت الوصول إلى حقائقها، وهذا يعود لأسباب كثيرة، كضعف البيئة المهيئة للعلم بحيث تكون مضعفة له، ومن الأسباب ضعف القائمين على العلم أو المتلقين له، ومن هذه العلوم علوم اللغة والنحو.

    تمثل تلك العلوم التي عانت على شواطئ كسبها النفس، مصدر إعجاب يصل إلى العشق، حيث تتذكر النفس دائماً انتصارها وقدرتها في الوصول إليها، وقد تتعزز هذه النشوة إذا ما جادة النفس بما تعلمته وشعرت بتفوقها على غيرها، وما قيل في اللغة والنحو، يقال في كل علم صعب وشاق، كالقراءات، ودقائق الاعتقاد، وتفريعات الفقه.

    وهكذا تعيش النفس في ذلك الإطار، مما يفقدها القدرة على تحقيق غير ذلك العلم، أو حتى النافع منه، أو يجعل المهم في مكان الأهم، والمرجوح في مكان الراجح.

    د. عصر محمد النصر

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    3,205

    افتراضي

    ما معنى قولك: حفظك الله، على طالب العلم أن يجتهد، وهل كل واحد منا مهيأ لذلك، وما موقفنا من مذاهب الأئمة الأربعة التي انتشرت في البلاد، وبين العباد، وقلدها الكثير في كل مكان وزمان؟
    الجواب:
    على طالب العلم أن يجتهد حسب طاقته: المبتدئ يجتهد في الاستمرار في طلب العلم، ويحرص على أن يكون أهلا للترجيح في المسائل الخلافية، وعلى طالب العلم المتأهل الذي رزقه الله العلم، وتخرج من الدراسات العليا، ونظر في الكتب، وعرف أقوال الناس أن يجتهد في ترجيح الراجح، وتزييف الزائف بالأدلة الشرعية والصبر والمطالعة.
    فالعلم ليس بالسهل، العلم يحتاج إلى صبر ومصابرة، ومراجعة الأحاديث التي تتعلق بموضوع البحث، فقد تمكث أياما كثيرة ما وجدت الحديث الذي تريد أو ما قدرت على تكوين رأي فيه من جهة صحته أو ضعفه.
    وهكذا مراجعة كلام أهل العلم. وترجيح الراجح يحتاج إلى صبر ونظر في الأدلة، فالاجتهاد معناه بذل الجهد في تحصيل العلم والترقي فيه، حتى تكون من أهله العارفين بالأحكام الشرعية، ومواقف أهل العلم في المسائل الخلافية، وأن تقف في ذلك موقف الناصح والمحب لهم، المترضي عنهم الذي يعرف أقدارهم وما يبذلون من جهود في تحصيل العلم ونشره بين الناس، والاستفادة من كلامهم وعلومهم، وعدم سبهم وكراهتهم، أو إظهار الانتقاد على سبيل التنقص لهم، وعدم الفائدة منهم، وما أشبه ذلك.
    فطالب العلم، يعرف قدر من قبله، وما ألفوا وما جمعوا، ونصحهم لله ولعباده، ويستفيد من كلامهم، وليس معناه أن يقلدهم في الحق والباطل، بل يعرف الحق بدليله. . قال مالك رحمه الله: (ما منا إلا راد ومردود عليه، إلا صاحب هذا القبر يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم) .
    وقال الشافعي رحمه الله: (أجمع الناس على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس) .
    وقال رحمه الله: (إذا قلت قولا يخالف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضربوا بقولي الحائط) ، وهكذا قال أحمد وأبو حنيفة: معنى ما قاله مالك والشافعي رحم الله الجميع.
    وهكذا قال غيرهم من الأئمة كلهم نصحوا الناس، وأوصوهم باتباع الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، وألا يقدم على قول الله ورسوله قول أحد من الناس، بل يجب أن يقدم قول الله، وقول رسوله وما أجمع عليه سلف الأمة على من خالف ذلك.
    هذا هو موقف العلماء المعتبرين، وهذا هو موقف طالب العلم منهم، حتى ينشأ على أخلاقهم، في تقديم قول الله، وقول رسوله صلى الله عليه وسلم، وترجيح الراجح بالأدلة، واحترام العلماء، ومعرفة أقدارهم، والترضي عنهم، والترحم عليهم.
    أما علماء السوء من الجهمية والمعتزلة وأشباههم فهؤلاء يجب أن يمقتوا، ويبغضوا في الله، وأن يحذر الناس من شرهم وأعمالهم القبيحة، وعقائدهم الباطلة، نصحا لله ولعباده، وعملا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله الموفق.
    مجموع فتاوى ابن باز رحمه الله

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    3,205

    افتراضي

    قال الحويني -حفظه الله-:
    العلم هو ميراث الأنبياء، لذلك كان طلبه والاشتغال به من أعظم أنواع العبادة وكفى به شرفاً أن يدعيه من ليس من أهله، وكفى بالجهل عاراً أن يتبرأ منه من هو واقع فيه لذلك كان بد على طالب العلم أن يتحلى بآدابه، وأن يجتنب كل ما يقدح فيه حال طلبه للعلم.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    3,205

    افتراضي

    لاتيأس فأنت في عبادة وان شق عليك الطلب
    سألَ سائلٌ فقال :
    طلبتُ العلمَ عدة سنواتٍ ومع ذلك لا تثبتُ لديَّ المعلوماتُ ولا أشعرُ بالفائدة ، فبماذا تنصحونني ؟ جزاكم الله خيرًا .


    ? فكانَ الجوابُ :
    لا تقلْ : لم أشعر بالفائدةِ ؛ لأن طالبَ العلم في عبادةٍ .
    والمقصودُ من طلب العلمِ رضاءُ اللهِ - جلَّ وعلا - على العبدِ .
    وتعلمون الرجلَ الذي جاء تائبًا وقد « أتاهُ مَلَكُ الموتِ فاختصمتْ فيه ملائكةُ الرحمةِ وملائكةُ العذابِ ، فقالت ملائكةُ الرحمة : جاء تائبًا مُقْبِلاً بقلبه إلى الله تعالى ، وقالت ملائكةُ العذابِ : إنه لم يعملْ خيرًا قطُّ .
    فأتاهم مَلَكٌ في صورة آدَمِيٍّ فجعلوه بينهم - أي : حكمًا - فقال : قيسوا ما بين الأرضَيْنِ فإلى أيتهما كان أدنى فهو له ، فقاسوا فوَجدوه أدنى إلى الأرضِ التي أراد ، فقبضَتْهُ ملائكةُ الرحمة » « صحيح مسلم » برقم ( 7008 ) .
    غُفر لهذا الرجلِ التائبِ ؛ لأن حركته حُسبت له ، فحركةُ طالب العلم في العلم عبادةٌ ، كحركةِ التائبِ المهاجر إلى أرضِ الخير .
    وطلبُ العلم خيرٌ لك من نوافل الصلاة ، أو من بعض نوافل العبادات . ولا بدّ من النية الصادقة .. ثم الفائدةُ متبعِّضَةٌ ، وليس المقصودُ إما أن تكونَ عالمًا ، وإما أن لا تكونَ طالبَ علمٍ أصلاً .
    إنما المقصودُ من طلبك للعلم أن ترفعَ الجهلَ عن نفسِك ، وأن تعبدَ الله - جلَّ وعلا - بعباداتٍ صحيحةٍ ، وأن تكون عقيدتُك صالحةً ، وأن تُقْبِلَ على الله - جلَّ وعلا - وأنت سليمٌ من الشبهة ، سليمٌ من حبِّ الشهرة .
    قال الله - جلَّ وعلا - : { يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ }{ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } (1) .
    وقال - جل جلاله - : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا } (2) .
    ولو لم تنفعْ إلاَّ نفسَك وعيالَك لكان في هذا خيرٌ كبير .
    الوصايا الجليّة للاستفادة من الدروس العلميّة للشيخ صالح آل الشيخ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    3,205

    افتراضي

    كيف يقاس من نشأ في حجر العلم بدخيل أقام سنوات في لهو ولعب ثم لاحت منه التفاتة إلى العلم وقنع منه بتحلة القسم ورضي بأن يقال عالم وما اتسم؟ (السيوطي)

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    جزاك الله خيرًا
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الأعلى مشاهدة المشاركة
    كيف يقاس من نشأ في حجر العلم بدخيل أقام سنوات في لهو ولعب ثم لاحت منه التفاتة إلى العلم وقنع منه بتحلة القسم ورضي بأن يقال عالم وما اتسم؟ (السيوطي)
    والله إنها لتسقط على الألباني شامة الزمان وأغمار عصرنا من الأصاغر

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    3,205

    افتراضي

    طالب العلم وبرنامج القراءة والتحصيل .. د. سلطان العمري
    (فطالب العلم الجاد , الحريص على أن يكون بناؤه العلمي متسقا منضبطا , والقاثد إلى أن يصل في العلم إلى مرحلة النبوغ والعمق لا يقرأ في الكتب كيفما اتفق , ولا يبادر إلى قراءة أي كتاب بمجرد أن يقع بين يديه , ولا يبدأ في مطالعة ما يقتنيه من الكتب من حين شرائه , ولا يحرص على كثرة المقروء من غير تمحيص وترتيب , وإنما هو يرتب الكتب التي يرغب في قراءتها بطريقة منظمة , بحيث أن كل كتاب يأخذ مكانه من القائمة , ويُقرأ إذا حان وقته ووصل دوره منها .
    فبرنامج القراءة والتحصيل لا بد فيه من شرطين أساسيان :
    الشرط الأول : تحديد الكتب التي سيقرؤها طالب العلم وترتيبها وتنسيقها , بحيث تقرأ مرتبة منسقة لا يتقدم أحدها على الآخر إلا في حال الضرورة .
    الشرط الثاني : تحديد المدة الزمنية التي سيلتزم فيها طالب العلم بقراءة الكتب التي قام بتحديدها وترتيبها , بحيث تكون وردا لا يقبل التنازل عنه إلا في الظروف القاهرة .
    ولا بد من توفر الشرطين معا , والتفريط في واحد منهما يؤدي إلى ضياع هيكل برنامج القراءة بأكمله) .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •