الواحدي (أبو الحسن، علي بن أحمد ـ)
(…ـ 468هـ/… ـ 1076م)

أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد ابن علي الواحدي النيسابوري الشافعي، عالم بالتفسير وأسباب النزول والعربية والتاريخ، وله شعر وصف بأنه رائق.
ولد في مدينة ساوة (بين الري وهمدان)، وتتلمذ لعدد من العلماء في علوم شتى:
ففي التفسير تتلمذ للمفسر المشهور أبي إسحق الثعلبي، أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري، المتوفى سنة 427هـ.
وفي الحديث حدث عن أبي طاهر ابن مَحمِش، والقاضي أبي بكر الحيري، وأبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الواعظ، ومحمد بن إبراهيم المزكي، وعبد الرحمن بن حمدان النَّصروي وآخرين.
درس علوم اللغة العربية على أبي الفضل العروضي، أحمد بن محمد بن يوسف العروضي، والنحو على أبي الحسن، علي بن محمد الضرير.
حدَّث عنه: أحمد بن عمر الأرْغِياني، وعبد الجبار بن محمد الخُواري.
صنَّف الواحدي في العلوم التي أتقنها، واشتهر من تآليفه: «أسباب النزول» وهو من الكتب المشهورة التي لا يستغني عنها الباحث في علوم القرآن وتفسيره وفقهه وأخباره، وميزة هذا الكتاب أن الواحدي ينقل سبب نزول الآية بسنده إلى الرسولr أو إلى الصحابة، وللدارس أن يحكم على هذا السند مستخدماً علم الجرح والتعديل، «تفسير النبي r»، «نفي التحريف عن القرآن الشريف»، والتفاسير الثلاثة: «البسيط»، «الوسيط»، «الوجيز»، «التحبير في الأسماء الحسنى». وفي الأدب: «شرح ديوان المتنبي» وهو شرح متوسط، ذكر في مقدمته أنه تصدّى فيه بما أوتي من العلم لإفادة من قصد تعلم هذا الديوان وأراد الوقوف على معانيه، ووصف صنيعه بأنه «مشتمل على البيان والإيضاح متبسم عن الغرر والأوضاح يخرج من تأمله عن ظُلم المبطلين…» وبالجملة غلب على هذا الشرح الطابع اللغوي، يشرح الواحدي مفردات كل بيت ثم يجمل معناه. وله من الكتب في التاريخ: «المغازي»، وفي العربية: «الإغراب في الإعراب».
أجمع العلماء الذين ترجموا له أنه كان جديراًَ بكل احترام وإعظام، وأخذوا عليه أنه كان يتناول بعض الأئمة بلسانه، ومن هؤلاء السلمي، إذ قال عنه: «صنف السلمي كتاب «حقائق التفسير» ولو قال: إن ذلك تفسير القرآن لكفرته». لكن الذهبي في «سير أعلام النبلاء» قال: «الواحدي معذور مأجور».
وصفه السبكي في «طبقات الشافعية»، والداوودي في «طبقات المفسرين» بأنه: «واحد عصره في التفسير».
توفي الواحدي ـ شيخاً كبيراً ـ بنيسابور.