لقد قال الناس في الغرب في نبي الإسلام قالة السوء، فرسموه في أبشع صورة، وأحط منظر، وسخروا منه أيما سخرية، فلما وقع ذلك وانتشر خبره بين المسلمين- بعد حين - مذ ثلاث، ثارت ثائرة كثير منهم، فمن غاضب ومستنكر، ومن شاجب حارق، ومن منتفض ثائر، وأطلقت نيران، وأشعلت حرائق، وسقطت رايات، وذهبت مهج وأنفس، وأتلفت أموال وممتلكات، وعقدت مؤتمرات ولقاءات، وأديرت ندوات ودعي إلى مجالس في منتديات، وقدمت احتجاجات مكتوبة إلى سفارات، ورفعت مظالم وأقضية ضد مثيري الفتنة من ذوي النيات السيئات...، وكانت ردة فعل المسلمين قوية مؤقتة، إذ قوطعت بضائع الدانمارك وبلاد أخرى ناصرتها، وهاج المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها وماجوا، بيد أنهم ما فتئوا أن سكنوا وناموا، وفرح الغرب بتلك الردة، واستبشر خيرا بتلك الهزة، أن كانت غير مجدية، ولا قاصمة للظهر ولا مشفية...
يتبع