لمحة في صفحات الشيخ محمد عبد الوهّاب الوصابي –رحمه الله تعالى-
أقول في الشيخ ما أعلم وإن كنت قليل المعرفة في صفحاته المشرقة
قد حضرت محاضراته في مركز الشيخ مقبل بدماج وفي مركز الشيخ محمد الإمام –حفظه الله- بمعبر وفي مدينة تربة جنوب اليمن وفي مركز الشيخ أحمد بن سعيد بوادي السُّمين
وكان الشيخ –رحمه الله- مرجع أهل السنّة في اليمن وكان موصوفا بالتّواضع ملازما بالسكوت عمّا لا ينبغي كثير التذكر بالآخرة وقد كنّا نستمع محاضرة بُعيد صلاة الصبح فوق مسجد وادي السمين فرأى في وقت الإسفار بيتا قد خرب فوق جبل فتأثَّر به وقال: انظروا يا إخواني هذه هي الدنيا فهذا البيت كان في زمن بيتا جديدا وجميلا والآن صار ما تشاهدون
وكان يختار في محضراته ما يناسب الوضع فكنا في محاضرة في معبر وقد جاء حشد كبير من مختلف المناطق اليمنية وكنا نتوقّع أن يتكلّم في موضع جذّاب فما تكلّم الشيخ إلا صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلّم فما أحسنها فهي الصّلاة وروح العبادة وعمود الإسلام وأوّل ما يحاسب به العبد يوم القيامة .
وكان ينصح بالألفة والتشاور في أمور الدعوة فجاءنا لما اشتعلت الفتنة التى بين الشخ عبد الرّحمن العدني والشيخ يحيى الحجوري فقال : اتركوا الخلاف وتشاوروا في الدعوة وكونوا مع بعض .
وكان الشيخ –رحمه الله تعالى- ينهى الطلاب أشدّ النهي استخدام الألفاظ الشنيعة في الردود وكان يقول : ابحثوا المعاجم العربية وتعلموا منها الألفاظ الحسنة بدل الألفاظ القبيحة فما من معنى إلا ويوجد ما يغنينا عن استعمال الألفاط الشنيعة .
وكان الشيخ –رحمه الله تعالى- ينكر أن يُسأل مسائل التي كان فيها نوع التكلّف أو سوء الأدب فقد سئل هل يُعتبر ما فعل الصحابي ممالم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلّم بدعة فغضب الشيخ غضبا شديدا
وكان الشيخ –رحمه الله تعالى- ملازما كُتب الرقائق لا سيّما كتاب صحيح الترغيب والترهيب .
وكان الشيخ –رحمه الله تعالى- يعظّم علماء المملكة والشيخ الألباني وكان يفتي غالبا ما أفتت اللجنة الدائمة وكان يقرأ في مركزه بحديدة فتاوى اللجنة فيما أخبرت
وكان تواليف الشيخ –رحمه الله تعالى- في غاية الدقة والأهمية يشخِّص فيها أدواء الأمة .