بسم الله الرحمن الرحيم
ما سر تمدد الفكر الشيعي في أوساط المسلمين
هناك أسباب يلحظها الكثير من المراقبين وراء تمدد الفكر الشيعي الاثني عشري في أوساط ( المسلمين ) , من هذه الأسباب البرنامج الشيعي المنظم المدعوم من الموارد الشيعية المختلفة , الذي يهدف إلى تصدير الثورة الإيرانية ( المذهب الشيعي الإمامي الاثني عشري ) إلى خارج حدود إيران للتذرع به بعد ذلك إلى التدخل في شؤون تلك الدول بحجة حماية الأقلية الشيعية المظلومة !!
وفي حالة سبات غريب أو موات عجيب من الأمة كان أعداؤها من هؤلاء الشيعة يدأبون ليل نهار في تشييع السذج والفقراء والجهلة من المسلمين , حتى بلغوا مدى بعيداً في نشر كفرهم وضلالهم .
ومن الأسباب أيضاً جهل كثير من المسلمين بحقيقة دين الشيعة وتاريخهم .
ومن الأسباب أيضاً تقصير العلماء والدعاة في نشر الإسلام الصحيح بين الرافضة , وتركهم في ضلالهم يعمهون , يستغلهم معمموهم بالخمس والمتعة والتعلق بهم وبأئمتهم
واتخذ دهاقنة هذا الدين ومفكروه للوصول إلى تشييع المسلمين وسائل وطرقاً متعددة .
ومن هذه الوسائل شراء القيادات البارزة دينياً ( زعماء التصوف ونحوهم ) بالمال والتسهيلات والامتيازات .
ومن الوسائل أيضاً التشييع بالمتع الرخيصة ( المتعة ) وكم من أصحاب الشهوات قد أعلن تشيعه لهذه الميزة – في منطق الشهوانيين - .
ومن الوسائل : الشييع بالدعوة والتربية من خلال البعثات والمنح الدراسية في إيران .
تلك هي أم أهم الأسباب والوسائل التي أسهمت في التمكين للمد الشيعي في أوساط المسلمين .
لكنَّ هناك سراً ولا أقول سبباً مع أنه السبب الأقوى في نظري , وبدونه لن يكون للأسباب السابقة تأثير يذكر في صرف الناس عن التوحيد إلى الشرك وعن الغيرة والعفاف ومكارم الأخلاق إلى ضدها .
هذا السر أو السبب فيما يظهر لي بعد تأمل طويل وسبر فاحص لأسباب نجاح هذا المد الرافضي البغيض هو من عند أنفسنا نحن المسلمين ؛ نظرتنا إلى الشيعة الاثني عشرية وانخداعنا بما يظهرونه من طقوس ورسوم وشعائر إسلامية , وقولنا إنهم طائفة أو فرقة إسلامية أو مذهب من مذاهب المسلمين !
عدم الحسم والوضوح والصدق في توصيف هذا الدين أو الملة التي تتزيا بزي الإسلام وتظهر للناس شيئاً من رسومه وتزايد في سوق المزادات على كل أحد بإدعاء للإسلام والجهاد والبراءة من اليهود والأمريكان .
دين الشيعة الرافضة دين مختلف عن دين الإسلام , دين لا يعترف بقدسية أي مقدس من مقدسات المسلمين , ويحارب كل أصل من أصول المسلمين , دين لا يعترف بالتاريخ الإسلامي ولا بالثقافة الإسلامية ولا بالمسلمين .
بل إن علماءه ومراجعه ليقررون كفر وردة كل منتسب للإسلام ابتداء من الصحابة إلى عصرنا .
انظر إلى هذه المقارنات والمفارقات العجيبة :
دين الإسلام يقوم على توحيد الله عزوجل وتنزيهه عن الشركاء والأنداد .
دين الرافضة يقوم على الشرك ودعاء غير الله والاعتقاد في القبور والجمادات !!
دين الإسلام يقوم على توحيد ربوبية الله وانفراده سبحانه بالخلق والرزق والتدبير والإحياء والإماتة والبعث والنشور والحساب .
ودين الرافضة يعطي كل هذه الصفات الخاصة بالله عزوجل لأئمتهم !!
دين الإسلام يقرر قدسية القرآن و أنه كتاب الله الخالد المحفوظ الذي تكفل الله بحفظه .
دين الرافضة يقرر بوضوح أن القرآن لم يحفظ و أنه ضاع منه قدر كثير ودخله التحريف والعبث ؟!
دين الإسلام قائم على أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم هي الأصل الثاني بعد القرآن الكريم وأنها محفوظة تبعاً لحفظ القرآن الكريم .
دين الرافضة ينكر السنة النبوية جملة وتفصيلاً ويرى أنها موضوعة مكذوبة , ولذلك فإن صحيح البخاري وصحيح مسلم والسنن الأربعة والمسانيد المشهورة لا قيمة لها عندهم ولا تعني لهم شيئاً !!
دين الإسلام يشهد بعدالة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم , و أنهم أفضل الناس بعد نبيهم , و أن قرنهم خير القرون .
ودين الرافضة يقول : كلا بل هم أسوأ الناس و أكفر الخلق , و أفسق الخليقة , وشر البرية !
دين الإسلام يزكي عرض النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته و أصهاره وذويه أبناء عمومته .
دين الرافضة يطعن في شرف عرض النبي صلى الله عليه وسلم ويتهم عائشة بالزنا و بعض أزواجه بالخيانة , و يكفرون جملة من أبناء عمه و أهل بيته إضافة إلى تكفير سائر الصحابة .
إذن عند الرافضة : القرآن مبدل ومضيع , والسنة مكذوبة , و الصحابة كفار , وعرض النبي صلى الله عليه وسلم مطعون فيه , والنبي صلى الله عليه وسلم ضعيف ومغفل – حاشاه صلى الله عليه وسلم – يقيم طول عمره مع زانية – حاشاها – ويصاحب مجموعة من الخونة والمتربصين والانتهازيين وهم صحابته – وحاشاهم – وعندهم الدين هو الشرك ودعاء الأموات , واتخاذ الأنداد من دون الله , والطعن في القرآن والسنة والنبي والصحابة والتاريخ الإسلامي جملة وتفصيلاً والمسلمين أجمعين !!
وهذا هو الذي مكن لهم من التوغل والتمدد في صفوف المسلمين ونشر كفرهم بين العوام والجهلة و أشباههم , باعتباره من جملة المذاهب الإسلامية , و تتسع له دائرة الإسلام , ولا يعارض شيئاً من مقررات الإسلام و مقدسات المسلمين !!
ولو اتخذت المجامع الإسلامية و دوائر الفتوى المعتبرة , كهيئة كبار العلماء , وهيئة علماء المسلمين , و الأزهر الشريف , و مجمع البحوث ورابطة العالم الإسلامي وغيرهم من أولي الأمر والعلم , أقول لو اتخذ هؤلاء قرارات علمية حازمة , وفتاوى تاريخية حاسمة , في لحظة صدق مع الله وتجرد للحق ونصح لله ورسوله وكتابه والمؤمنين , باعتبار الشيعة الرافضة الاثني عشرية طائفة مارقة عن الدين , لا علاقة لها به , بل هي خارجة عن دين الله وقُرر هذا و أذيع و أشيع في كل مكان وعلى كل صعيد , وأن من دعا إلى هذا المذهب أو تحول إليه من المسلمين فهو مرتد يستتاب عن ردته أو يتخذ حياله ما يردعه و غيره عن هذا الإلحاد وهذه الزندقة .
أقول لو فعلنا هذا لأقمنا سداً منيعاً بين هذا الإلحاد والكفر وبين عوام الناس والبسطاء , ولعرف الناس أن هذه الطائفة رجس ينبغي أن يبتعدوا عنه , و لأصموا أسماعهم عن كل ما يأتي من جهتهم , لأنهم سينظرون إليهم على أنهم كفار وبالتالي لا يستمعون إليهم ولا ينخدعون بباطلهم .
لكنهم الآن يتسللون إلى الناس ويندسون بين المسلمين بادعاء إسلامهم و أنهم فقط يحبون آل البيت ولا يختلفون عن المسلمين في شيء ذي بال وهو الذي مكن لدعوتهم ونشرها بين المسلمين .
و إنني في نهاية هذه المقالة : أدعو أولي الأمر – علماء وحكاماً – إلى عقد مؤتمر إسلامي جامع على مستوى رابطة العالم الإسلامي , والأزهر الشريف , و هيئة كبار العلماء , وهيئة علماء المسلمين إلى إعلان البراءة من دين الرافضة واعتباره ديناً مختلفاً عن الإسلام ولا يمت إلى الإسلام بأدنى صلة و أن مقررات دينهم التي سبق ذكرها كفر وزندقة و إلحاد , والنص على أن من يتشييع من الجهلة وعوام المسلمين فإنه إنما ينتقل من دين الإسلام إلى دين آخر مختلف لا يقبله الله , والنص على تجريم التشيع على غرار ما فعلته هذه المجامع الكريمة من تكفير القاديانية والبهائية و نحوهما من الفرق المارقة .
والغريب أننا لو خرج علينا أحد من المسلمين يطعن في حديث أو حديثين لكفره كثير من علمائنا , ولو قال أحد من المسلمين أن آية في كتاب الله تصادم العلم وتناقض العقل لكفره العلماء , ولو طعن أحد في صحابي واحد واتهمه بما لا يليق لكفره العلماء .
فلم كل هذا الورع البارد من تكفير من يقول إن القرآن كله في أصله مبدل مغير وليس آية أو آيتين ؟!
ولم كل هذه الغمغمة مع من لا يطعن في حديث أو حديثين بل يطعن في السنة برمتها جملة وتفصيلاً ؟!
ولم كل هذا التسامح مع من لا يطعن في صحابي واحد بل يطعن في كل الصحابة , و يتهمهم بالكفر والنفاق والخيانة لله ولرسوله ؟!
أليس من الغريب والعجيب أن العالم الإسلامي كله ينتفض ويغضب ويثور – وهو محق في ذلك – على نصراني أساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم , ويصمت العالم الإسلامي في مجمله , ويلجمه الخرس و الورع الباهت عن طائفة لها خطرها و أثرها , لا تسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحسب , بل تسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم و إلى زوجاته وعرضه الشريف و إلى القرآن الكريم والسنة الشريفة والدين الحنيف بأجمعه والمسلمين من لدن الصحابة رضوان الله عليهم إلى يومنا هذا ؟؟َ!
أليس هذا مما يعجب منه العجب ؟؟!!
أ.د : عبدالله بن سعاف اللحياني