تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مسيرة استلهام وعرض الدروس والعبر من السيرة النبوية

  1. #1

    افتراضي مسيرة استلهام وعرض الدروس والعبر من السيرة النبوية

    ذ/عبد الفتاح بن اليماني الزويني:"مسيرة استلهام وعرض الدروس والعبر من السيرة النبوية"
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــ
    "السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة" لعلها القراءة الجديدة التي قام بها الصوياني محمد بحسب الدكتور مالك الأحمد حيث صرح إنها حقا قراءة جديدة للسيرة النبوية ، إنها ليست أحداثاً فحسب إنها قصة ممتعة تجذبك من أولها إلى آخرها إنها [ قصة طفل طهور كالبَرَد ، ولد يتيماً،واستمر اليتم يلاحقه ويلاحق طفولته في طرقات مكة ودروبها .. يذيقه المرارة ..
    يفجعه بأهله وأحبابه .. ] .
    يصور لك الكتاب أحداث السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث النبوية الصحيحة - بطريقة أدبية مشوقة ، ويربط بين أحداثها بعباراته اللطيفة الحنونة .
    فتعيش معها كأنك في ذلك العهد وكأنك من أفراد ذلك المجتمع . إنها [ سيرة لم تكنأبداً ماضياً أبداً بل شعلة توقد شموس الحياة ودماء تتدفق في عروق المستقبلوالأجيال ] .أما عن طريقته الجديدة فيقول : [ أحاول في هذه القصة - السيرة - أن أبسطما أمكن .. أن أجعل هذه الأحداث سهلة في متناول الجميع خاصة من لا يبحثونعن التعقيد أو التفريع ، لذلك صغتها وربطت بين أحاديثها الصحيحة لتكون قصة لاروايات أحداث متفرقة فقط ] . وقد وفق الكاتب في طريقته المشوقة وسنمر سريعاًعلى بعض فصول الكتاب .بدأ الكاتب في أحداث السيرة من عبد المطلب جد الرسول - صلى الله عليهوسلم - واستعرض سريعاً في تلك الفترة المبكرة قصة إبراهيم الخليل وولدهإسماعيل عند الحديث عن عبد المطلب وكشفه لزمزم ، ثم يحدثنا عن ولد عبدالمطلب عبد الله [ تربى عبد الله ذلك الطفل الوديع في قلب عبد المطلب وتربع فيه ، وبلغ مبلغ الرجال دون أن يعرفه قومه بطيش أو سفه ، كأني به هادئ كثيرالصمت والتأمل ملىء بالانتظار ، ليس في حياته ما يثير ، كأنه كالعالم من حولهينتظر وينتظر ، ويبحث عن زوجة له في بيوتات مكة ويسأل ، فكانت آمنة بنتوهب بن عبد مناف هي الحبيبة وهي الإجابة ] .ثم يحدثنا الكاتب عن وفاة عبد الله بألم وحرقة وحزن آمنة المفجوعة بزوجهاالذي قبض بعيداً عنها وكانت تتحرق لعودته محملاً بالحب والهدايا وحكايات السفر.وهكذا تمضي الأحداث ويولد سيد البشر محمد بن عبد الله - صلى الله عليهوسلم - ويرد الكاتب على المغفلين والأغبياء الذين أنشأوا حول مولده الأساطيروالخرافات ، ويشير بعجالة إلى هذه الأكاذيب ويحقق ما جاء من روايات صحيحةفي ذلك .ثم يمضي الكاتب في رحلة السيرة من تسميته إلى رضاعته ونشأته ، ونقفعند وفاة أمه حيث لا يسعك إلا أن تذرف الدمع عند قراءة ذلك الحدث كما يصورهالكاتب ( ورجعت آمنة بصغيرها إلى مكة ، وفي مكان يقال له الأبواء بين مكةوالمدينة توقفت المطايا ، ونزلت آمنة عن ظهر الراحلة ، ونزل صغيرها وقدتعلقت بها عيناه وهي تتوجع وتئن أمامه ، فلا يستطيع منحها ما يخفف ألمها سوىنظرات حائرة خائفة ، وتزيد آلامها ويزيد أنينها وتموت آمنة وتدفن أمام عينيه ،بعيداً عن مكة ، بعيداً عن عبد المطلب ، بعيداً عن أعمامه ، تؤخذ آمنة منه وتوارىتحت أكوام التراب ، ويعود باكياً وحيداً حزيناً وقد تيتم مرة ثانية ) . ويصور لك ... الكاتب وقع الموت على قلب ذلك الصبي وذكراها في نفسه ، ثم ينقلك سنوات بعدذلك : [ لقد تعلق بها رغم أنه لم يحظ بقربها إلا سنوات قليلة ، مر ذات يوم بقبرهافرؤي له بكاء لم يبكه من قبل ، يقول بريدة -رضي الله عنه- : (انتهى النبي -صلى الله عليه وسلم - إلى رسم قبر فجلس وجلس الناس حوله فجعل يحرك رأسهكالمخاطب ثم بكى ، فاستقبله عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال : يا رسولالله ما يبكيك ؟ فقال : هذا قبر آمنة بنت وهب ، استأذنت ربي في أن أزور قبرها ،فأذن لي ، واستأذنته في الاستغفار لها فأبى ، وأدركتني رقتها فبكيت ، فما رؤيساعة أكثر باكياً من تلك الساعة) ] .ثم يعرج بالتفصيل على أحداث نشأة الرسول - صلى الله عليه وسلم -زواجه ومبعثه بأسلوب شجي يخاطب العقل والقلب ويثير المشاعر والأحاسيسمورداً الروايات الصحيحة ضارباً صفحاً عبر الروايات الضعيفة فضلاً عنالموضوعة . ثم يبين موقف قريش من الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه[ ماذا تتوقعون من جيوش من الأصنام : أصنام العادات والتقاليد وشرف الآباءوالأجداد ، والثارات ، وأصنام الحجارة المرصوفة على الأرفف وفي مداخل البيوت ، وحتى في خرج المسافر . وقبل ذلك فوق الكعبة ويحلف بها وتستشار ويصلى لهاويذاد عنها بالمال والبنين وزينة الحياة كلها ] .ويفصل في تعذيب قريش للرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه .وتحت عنوان أول الشهداء يقول الكاتب [ إنها امرأة : أول المسلمين كان امرأة ،أول اعتداء على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بيد امرأة وكذلك أولشهيد في الإسلام امرأة طاعنة في السن ، اقتادها رجل شرس يقال له أبو جهل فاقأبا لهب قسوة وغلظة ، تبقى المسكينة ترسف في قيودها نحو بطحاء مكة ، ثميطعنها برمحه أمام زوجها وابنها ] و [ وسمية الراحلة ، لها رفاق صامدونشامخون كأطواد مكة أرادتهم قريش عبيداً ، فانتزعوا حريتهم بأيديهم ، عذبوهملكنهم رفضوا الخنوع لسياط الشرك فعاشوا يتنفسون هواء الحرية الرحب حتىماتوا .. ] .ثم يتابع الكاتب أخبار من أسلموا ، وهجرتي الحبشة وما لاقاه المسلمون هناك ، ومعاناة الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع قريش . والكاتب دوماً يفصل بين كلامه والروايات المسندة كي لا يختلط كلامه بالروايات المخرجة في الحاشية والتي يحكم عليها الكاتب بما يراه من حسن أو صحة .وتتوالى الأحداث سراعاً من المجاعة في مكة ، إلى حصار الشعب ، فعامالحزن ، فرحلة الطائف فالإسراء والمعراج ، فبيعتي العقبة ، ثم الهجرة إلى المدينة ، مفصلاً أحداثها ساعة بساعة ، واصفاً حال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وصاحبه وما لاقاه في طريق الهجرة حتى وصولهما إلى المدينة .رغم الجهد الكبير والطيب الذي بذله الكاتب في إخراج السيرة بهذه الصورةالرائعة ، فإن الكتاب لا يخلو من هفوات نشير إليها بعجالة .بالنسبة لتخريج الروايات ، فالكاتب - رغم أنه بذل الوسع في الحكم عليها -فقد كان متساهلاً في كثير من المواضع في تحسين الروايات رغم ضعفها عند أهلالاختصاص (انظر على سبيل المثال تفاصيل الطائف ولقاء عداس ، وإسلام عمر،وقصة أم معبد ، ويمكن الرجوع في تفاصيل الروايات والحكم عليها إلى كتاب(السيرة النبوية الصحيحة للدكتور أكرم ضياء العمري) .من جانب آخر حاول الكاتب أن يقحم نفسه - في مواضع قليلة - في نقدأوضاع بعض الدعاة في زماننا ، رغم أن المحل غير ملائم لمثل هذا الحديث ،فمثلاً عقب الحديث عن طلب قريش من النبي - صلى الله عليه وسلم - التنازل ،يقول : [ فمن المتحمسين من يحمل بضعة أحاديث يغلفها بسوء ظن ويرصد منحوله ليرميه بالكفر والمروق أو الفسق والانحلال ] [ ويصنف الناس إلى ملتزمينوغير ملتزمين وينسى أثناء تصنيفه ما هو أهم ، ينسى أخوة الإسلام .. ] .والكاتب في ظني لم يوفق في إيحاءاته ، وليس المجال ملائماً لبحث مثل هذهالظواهر ، وكان الأجدر به أن يستمر في حديثه في السيرة على منهجه الذي ارتآه ،وليس مقصودي أن سرد الدروس المستفاة من السيرة غير مهم - بل هو الأهم -لكن هذا الأمر ليس مستهدفاً لدى الكاتب ، ولم يتبين هذا النهج ، بل منهجه كماأسلفنا عرض السيرة النبوية في قالب قصصي .__________
    (*) الكتاب صدر عام (1412) عن مكتبة الصفحات الذهبية ، الرياض في 216 صفحة .

  2. افتراضي

    شكر الله لك.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •