10-03-2015 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
ومع استفراغ أعداء الإسلام وسعهم في اختلاق الشبهات على كتاب الله تعالى دون جدوى، حيث فند علماء الأمة الأفذاذ جميع تلك الشبهات، فدحضوها وبينوا زيفها وبطلانها، لم يبق أمامهم سوى التذرع بفرية أن القرآن يحض ويدعو أتباعه على ممارسة "الإرهاب" ليصبوا جام حقدهم الدفين على أتباع هذا الدين.


لا يمكن حصر افتراءات أعداء الإسلام على الدين الحنيف أو أتباعه منذ بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فقد اقتضت حكمة الله وسننه في خلقه أن يكون هناك أعداء لدعوة كل نبي أو رسول، قال تعالى: {كَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا...} الأنعام/112
ونظرا للتحريف الذي طرأ على التوراة والإنجيل بأيد يهودية خبيثة، وبقاء القرآن الكريم محفوظا بحفظ الله من التبديل أو التحريف، وهو ما يعني إغلاق باب إمكانية تحريف كلام الله أمام أعداء الإسلام، فإنهم لم يجدوا بدا من إثارة بعض الشبهات والافتراءات على القرآن الكريم، في محاولة منهم للتشكيك بمصدره، أو إيجاد ذريعة للنيل من أتباعه.
ومع استفراغ أعداء الإسلام وسعهم في اختلاق الشبهات على كتاب الله تعالى دون جدوى، حيث فند علماء الأمة الأفذاذ جميع تلك الشبهات، فدحضوها وبينوا زيفها وبطلانها، لم يبق أمامهم سوى التذرع بفرية أن القرآن يحض ويدعو أتباعه على ممارسة "الإرهاب" ليصبوا جام حقدهم الدفين على أتباع هذا الدين.
وضمن هذه الفرية التي لا أساس لها من الصحة صادر مسؤول محلي في ولاية أراكان نسخا من القرآن الكريم من يد مسلم روهنجي بحجة أنها تستخدم لنشر الإرهاب في المنطقة والتحريض على الإرهاب.
وكان نور الحكيم قد عاد من بنغلاديش ومعه نسخ من القرآن الكريم لتوزيعها على السكان المحليين، إلا أن مسؤول قرية محلية قال له: إنهم سيستخدمونها لنشر الإرهاب في المنطقة، وأجبر نور على دفع 160,000 كيات مهددا إياه بالعقوبة في حال أفصح عن الحادثة.
والعجيب في الأمر أن المسلمين الروهنجيا المتهمين باستخدام القرآن الكريم لنشر الإرهاب حسب زعم البوذيين، هم الذين يتلقون منذ سنوات جميع ألوان وأشكال الإرهاب على يد البوذيين في بورما، ذلك الإرهاب الذي لم يعد خافيا حتى على الأمريكان والغربيين.
فقد تناولت مجلة "تايم" الأمريكية إرهاب البوذيين في بورما الذي طغى على كل اعتداء لهم في منطقة جنوب آسيا، و كان موضوع غلاف المجلة هذا الأسبوع يحمل صورة لأحد هؤلاء الرهبان تحت عنوان "وجه الإرهاب البوذي", من خلال التطرف الديني بسبب ارتباط التوجيه الروحي للبوذية مع التعصب القومي.
وبالإضافة للأدلة القرآنية الكثيرة التي تؤكد زيف فرية أن القرآن يدعو "للإرهاب"، فالآيات القرآنية التي تحرم الظلم والاعتداء أكثر من أن تحصى، ناهيك عن الآيات التي تدعو إلى المساواة وإقامة العدل، فإن هناك أدلة دامغة تؤكد "إرهاب" البوذيين من منطلق ديني محض.
فقد أكدت مجلة "تايم" الأمريكية أنَّ المذابح والملاحقات التي يتعرَّض لها آلاف المسلمين في بورما ولا يزالون على أيدي البوذيين بتحريض من الرهبان, أبرزت مزيدًا من تعزيز العلاقة بين الدولة والمعابد، في إشارة للتحالف بين البوذيين (دينيا وروحيا) والدولة (رسميًا) في العديد من البلدان في منطقة جنوب آسيا للسيطرة على الأقليات الإسلامية هناك واضطهادها.
فمن هو المتهم بالدعوة والتحريض على الإرهاب: القرآن الكريم الذي يدعو إلى الحق والخير والعدل والمساواة بين الناس!! أم تعاليم البوذية التي يرتكب أنصارها الرهبان أبشع المجازر الوحشية بحق مسلمي الروهنجيا وغيرهم باسم البوذية؟!