تمايز معنى ومستوى التراكيب في إطار الصيغة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذه التراكيب التي تتمايز من حيث المعنى والمستوى في إطار الصيغة نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب :
نقول:جاء زيدٌ راكضا – مستقيم حسن .
ونقول:جاء زيد ركضا – مستقيم حسن .
ونقول:جاء زيد بكاءً – مستقيم قبيح .
التركيبان الثاني والثالث فيهما مبالغة ليست موجودة في التركيب الأول ،حيث تحول زيد إلى الركض والبكاء من كثرة ممارسته لهما ، أي: تحولت الذات إلى معنى ،وكأنها هو ، والتركيب الثاني كذلك مستقيم حسن ،لأن الركض نوع من المجيء ، وهناك أهمية معنوية بين الركض والمجيء ، أما التركيب الثالث فمستقيم قبيح بسبب ضعف منزلة المعنى بين المصدر والفعل ، لأن البكاء ليس نوعا من المجيء .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى ومستوى التراكيب ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس،ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض.