من المعروف أن النصارى يعتمدون على أربعة أناجيل ويعتبرونها هي الموثوقة والصحيحة، وهذه الأناجيل هي ( متى ومرقس ولوقا ويوحنا)، في القرن الثالث الميلادي اعتمد مجمع نيقيه هذه الأناجيل وأخر بما عداها ليحرق لأن تلك الأناجيل الأخرى تحتوي على " الهرطقة والزندقة " على حد زعمهم .
من أمثلة الأناجيل التي يعتبرها النصارى أناجيل محرفة ( إنجيل توماس وبطرس ومريم ويهودا) !! في منتصف القرن المنصرم تم اكتشاف بعضا من هذه الأناجيل في قرية مصرية، وكعادة المسلمين للأسف لم يهتموا بهذه الوثائق بل قيل إن بعضها بيع بثمن بخمس من قبل القرويين في ذلك الزمن !

يوجد إنجيل آخر ! وهو إنجيل برنابا وله ذكر عند الكنائس القديمة !
توجد مخطوطات يُزعم أنها لإنجيل برنابا يوجد فيها ذكر لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالاسم الصريح ، أقدم مخطوطات لهذا الإنجيل تعود لأربعة قرون ١٧٠٠ ميلادي على ما أظن، طبعا الكثير من علماء اللاهوت شكك في صحته أو أنه بالفعل إنجيل برنابا - أقصد هذه المخطوطات التي يُزعم أنها لإنجيل برنابا، وتبعهم بذلك علماء النقد الملحدين ، وقالوا إن أصل هذا الإنجيل( أي المخطوطات المنسوبة له) كُتبت في القرن الرابع عشر الميلادي ، ولا يعد وثيقة ذا بال ! وبالأخص أن أقدم مخطوطاته هي اللغة الإيطالية على ما أظن. بل قالوا إن مؤلفه ربما يكون رجلا مسلما، إذ أن فيه الكثير من الخطوط المتوافقة مع الإسلام ، كعدم القول بالتثليث وبألوهية عيسى عليه السلام ، لكنه كذلك يتعارض مع القرآن إذ أنه يذكر أن عيسى ليس هو المسيح بل محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

تبعهم بذلك كثير من علماء المسلمين - أقصد المناظرين للنصارى - وقالوا أنه وثيقة محرفة لا تستدعي الوقوف عندها.

في العام ٢٠١٢ أعلنت وزارة الثقافة التركية تأكيد اكتشاف ( مخطوطة جديدة) لهذا الإنجيل ! لكن هذه المرة عمرها ١٥٠٠ سنة أي قبل ولادة دين الإسلام بمئة سنة !
الغريب أنها مكتوبة بماء الذهب ( بخط ذهبي ) على جلد حيوان ! وفيها ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم بالاسم ، وفيها أن عيسى عليه السلام ليس إله بل هو مجرد نبي وأنه لم يقتل مصلوباً بل رفع إلى السماء، وهذا الإنجيل مكتوب باللغة الآرامية لغة المسيح عليه السلام.
طبعاً ضجت الأخبار والصحف الغربية بهذا الخبر وحاولوا التشكيك فيها مراراً ، إلا أن السلطات التركية كانت أخفتها لمدة ١٢ عام عن الأعين ولم تؤكدها إلا عام ٢٠١٢ ، لكن إلى الآن أرى الكثير من علماء المسلمين يقولون أن إنجيل برنابا هو إنجيل مكتوب في القرن الرابع عشر إلى السادس عشر الميلادي ، مع أن الإكتشاف التركي يدحض هذه النظرية تماماً ، ولا أدري لماذا أحجموا عنه وأحجموا عن الاستشهاد به للرد على الخصوم ، وكأن قول الخصوم مسلم به !
الإنجيل وإن كان فيه مخالفات لما في القرآن - وأنا لا أدري عن المخطوطة التركية هل فيها مايخالف الخطوط العريضة بالقرآن أم لا - إلا أنه يعد دليلاً دامغاً في وجه النصرانية ! ويؤكد تلاعبهم في الكتاب المقدس.

ذكرت صحيفة الديلي ميل البريطانية والبي بي سي أن الفاتيكان وعلى رأسهم البابا بينديكت - الذي تنحى عن المنصب- كان قد طلب طلباً رسميا من السلطات التركية رؤية هذا الإنجيل ! وهو مايؤكد اضطرابهم لهذا الاكتشاف والذي لا أدري لما يهمله المسلمون ؟
وقيل أن سبب استقالة بابا الفاتيكان بينديكت هو هذا الإنجيل والله أعلم !
=====================
أتمنى ممن لديه صلة بتركيا من الإخوة أن يستفسر أكثر عن ذلك الاكتشاف، وهو الآن معروض في أحد المتحف التركية للعامة .