دور الاحتياج المعنوي في حذف العدد وذكره ومستويات ذلك
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ، فالمتكلم يذكر ما لا يستغني عنه ويحذف ما لا حاجة به إليه ، كما هو الحال في قول العرب : جاء رجل ، ولا يقولون : جاء رجل واحد إلا عند الضرورة ، لأن ذكر المعدود يغني عن ذكر العدد ، والمعدود يدل على الجنسية والوحدة ، فهناك اقتصاد لغوي ، وهذا هو الأصل ، إلا أن ذلك ليس دائما ، حيث يحصل العدول عن الأصل كما هو الحال في قوله تعالى : "* وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد "* حيث دعت الحاجة المعنوية إلى الجمع بين العدد والمعدود على طريق الوصفية لأنه قصد بالوصف بيان أن المراد باسم الجنس المعدود لا الجنسية ، فإنه لو قيل " إنما هو إله" ولم يوصف بواحد لم يحسن ، وربما فُهم أن المراد إثبات الإلهية لا الوحدانية .وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ، وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز مستوى نظم التراكيب وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس ، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .