( فضل مَنْ حفظ القرآن )

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : أما بعد : فقد أخرج الإمام أحمد و الطبراني من حديث عقبة بن عامر وغيره رضي الله عنه بإسناد حسنه الألباني رحمه الله ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لو كان هذا القرآن في إهاب ما أكلته النار )
وفي رواية ( لو جُمع هذا القرآن في إهاب ما أكلته النار )
الشرح :
هذا الحديث يُبيِّن فضيلة من فضائل كلام الله عز وجل ، والأحاديث الواردة في فضل القرآن كثيرة جدا ، لا يتسع هذا المقام لذكرها ، وإنما أردت أن أذكر هذه الفضيلة لهذا القرآن لبيان معنى هذا الحديث . ( الإهاب ) هو الجلد ، فلو أن هذا القرآن وضع في جلد ما أكلته النار ، يعني ما أكلته النار الكبرى يوم القيامة ، وذلك ببركة هذا القرآن ، فإن هذا الإهاب الذي هو الجلد يسلم من نار يوم القيامة ، إذاً ما ظنكم بصدر وقلب ابن آدم الذي حفظ هذا القرآن أو حفظ شيئا منه ؟!
فهذه فضيلة للمعتنين بكلام الله عز وجل وللحافظين له أو الحافظين لما يتيسر منه ، ففي هذا الحديث دعوة للمسلمين أن يحرصوا على كتاب الله عز وجل قراءة وتدبرا وعملا وحفظا وحكما وتحاكما واستشفاءً واسترقاءً ، وما شابه ذلك فإن فيه العلاج لكل مشكلة .
فنحن حينما نتأمل هذا الحديث نجد أن من حفظ القرآن أو حفظ شيئا منه ابتغاء وجه الله عز وجل فإنه سيلم بإذن الله تعالى من النار ، فإذا كان هذا الجلد الجماد لو وُضع فيه هذا القرآن لسَلِم هذا الجلد الذي هو جماد ، فما ظنكم بصدر وقلب ابن آدم الذي ملئ إيمانا بالله عز وجل .
نسأل الله عز وجل لنا ولكم التوفيق والسداد ، وأن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن الذي هم أهل الله وخاصته ، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .