مبدأ الحدين :الأدنى والأقصى minimax principle"
[CENTER"]

تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قول النظريات الغربية الحديثة :إن المتكلم يبذل أقل جهد ممكن في سبيل الوصول إلى أعلى معنى ، وهو ما يُعرف بمبدأ الحدين:الأدنى والأقصى minimax principle)) ،وهذا مثلا ينطبق على الحذف في اللغة العربية ،فالعرب تقول:فلان يعطي الأموال ،فيحذفون المفعول الأول ،والتقدير:فلان يعطي الناس الأموال ، ولكنهم يحذفون المفعول الأول لأن الكلام مفهوم بدونه ،ولا حاجة معنوية إليه ، وفي هذا خروج عن سنن العرب في كلامهم ، وعدول عن الأصل ، ومن ذلك قوله :"إنما ذلكم الشيطان يخوِّف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين"
[/CENTER] (آل عمران 175) والشيطان لا يخوف أولياءه بل يطمئنهم ويزرع الأمن في نفوسهم،ولكنه يخوف الناس أولياءه أو من أوليائه،ففي الآية الكريمة إيجاز حذف، فقد حذف المفعول الأول من الآية الكريمة لأن المعنى مفهوم بدونه ، والأصل في الآية الكريمة هو الجملة التالية:إنما ذلكم الشيطان يخوفكم أولياءه أو من أوليائه،ودليل ذلك قوله "فلا تخافوهم وخافون" أي:لا تخافوا أولياء الشيطان،بل خافون أنا إن كنتم مؤمنين. ويمكن أن يقول الرجل الإنجليزي عن الرجل الكريم
He gives the money
والكلام مفهوم بدون ذكر المفعول الأول.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ، وأن الاحتياج المعنوي فكرة عالمية ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس .