صلاة سيدنا شعيب عليه السلام
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله :"قالوا يا شُعيبُ أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد اّباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد " (هود87)وفي هذه الآية الكريمة ما يلي:

المسألة الأولى :تقدم الآمرعلى الفعل "تأمرك" نحو همزة الاستفهام في قوله "أصلاتك تأمرك "، فهم يستفهمون عمّا إذا كانت صلاته هي التي تأمره أم شيء آخر، ولهذا يتقدم المستفهَم عنه "الأهم " نحو أداة الاستفهام بحسب قوة العلاقة المعنوية ،كما كان في هذا التقديم اتصال لفعل الأمر بالأمر وهو ترك عبادة الأوثان .....إلخ

المسألة الثانية:للوهلة الأولى قد يظن القارئ أنَّ "أن نفعل" معطوف على "أن نترك" ، البعيد ، وهو محال ، بسبب عدم الاحتياج المعنوي بينهما ، لأن المعنى سيصبح هكذا:أصلاتك تأمرك أن نفعل في أموالنا ما نشاء ، والصحيح أن الجملة "المصدر المؤول" معطوفة على القريب ، المفعول"ما"أي:"أص لاتك تأمرك أن نترك أن نفعل في أموالنا ما نشاء".
المسألة الثالثة:تقديم شبه الجملة "في أموالنا" على المفعول "ما "عدولا عن الأصل وجوبا من أجل أمن اللبس،لأن شبه الجملة متعلق بالفعل"نفعل"وتأخ يره يجعله متعلقا بالفعل"نشاء"مما يؤدي إلى اللبس وقريب منه قوله
:"يؤتي الحكمة من يشاء"فقد تقدم المفعول الثاني "الحكمة" على المفعول الأول"مَن" من أجل أمن اللبس ،لأن بقاءه متأخرا في مكانه يجعله مفعولا به للفعل يشاء بحسب الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب ،ومثل ذلك قوله :"قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ".


وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وباختصار:الإنس ن يتحدث بحسب الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس.