تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: ماذا يحدث قبل الدجال ؟

  1. #1

    افتراضي ماذا يحدث قبل الدجال ؟

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


    - قبل الدجال : ينسى الناس ذكره، ولا يتكلم الأئمة والخطباء عنه على المنابر ،
    لمَّا فُتحت إصطخرُ، فإذا منادٍ: ألَا إِنَّ الدجالَ قد خرجَ، قال: فلقيهم الصعبُ بنُ جثامةَ، قال: فقال: لولا ما تقولون لأخبرتُكم إني سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يقولُ :
    لا يَخْرُجُ الْدَجَّالُ حتى يَذْهَلَ النَّاسُ عَنْ ذكرِه، وحتى تتركَ الأئمَّةُ ذكرَه على المنابرِ ،
    رواه ابن كثير وهو صحيح ،

    - قبل الدجال :
    يضعف الدين، ويقل أهله، وينقص العلم،
    فعن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: يخرجُ الدجالُ في خفْقَةٍ مِنَ الدينِ وإدْبَارٍ من العلمِ ،
    رواه الهيثمي وهو صحيح ،

    - قبل الدجال : ظهور الإختلاف، والفرقة بين الناس،
    قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يخرجُ أعورُ الدجالُ مسيحُ الضلالَةِ قِبَلَ المشرقِ في زمَنِ اختلافٍ مِنَ الناسِ وفُرْقَةٍ ،
    رواه الهيثمي وهو صحيح ،

    - قبل الدجال : ثلاث سنوات شداد ،
    قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
    وإنَّ قبلَ خروجِ الدَّجَّالِ ثلاثَ سنواتٍ شِدادٍ ، يُصِيبُ الناسَ فيها جُوعٌ شديدٌ ، يأمرُ اللهُ السماءَ السنةَ الأولى أن تَحْبِسَ ثُلُثَ مَطَرِها ، ويأمرُ الأرضَ أن تَحْبِسَ ثُلُثَ نباتِها ، ثم يأمرُ السماءَ في السنةِ الثانيةِ فتَحْبِسُ ثُلُثَيْ مَطَرِها ، ويأمرُ الأرضُ فتَحْبِسُ ثُلُثَيْ نباتِها ، ثم يأمرُ السماءَ في السنةِ الثالثةِ فتَحْبِسُ مطرَها كلَّه ، فلا تَقْطُرُ قُطْرةً ، ويأمرُ الأرضَ فتَحْبِسُ نباتَها كلَّه فلا تُنْبِتُ خضراءَ ، فلا يَبْقَى ذاتُ ظِلْفٍ إلا هَلَكَت إلا ما شاء اللهُ ،
    رواه ابن ماجه وصححه الأباني في صحيح الجامع ،

    ( منقول )
    مع تخريجي للأحاديث
    خشية الله في السر ،
    تورث الحكمة
    ،
    حسابي على تويتر :
    Abou_Haidara004@


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,376

    افتراضي

    ما جاء في ذكر الدجال: (ضمن كتابي الصراط السوي في سؤالات الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم).

    عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: ما سأل أحدٌ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن الدجَّال أكثرَ ما سألتُه، وإنه قال لي: ((ما يضرُّك منه))، قلتُ: لأنهم يقولون: إن معه جبلَ خبزٍ، ونهرَ ماءٍ، قال: ((هو أهون على الله من ذلك))[1].

    عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل عن الدجَّال، فقال: ((ألا إنَّ ربَّكم ليس بأعورَ، ألا وإنه أعورُ عينه اليمنى؛ كأنها عنبة طافية))[2].

    عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: أُسرِي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بيت المقدس، ثم جاء من ليلته، فحدَّثهم بمسيره وبعلامة بيت المقدس وبِعيرهم، فقال ناسٌ - قال حسن -: نحن نصدِّق محمدًا بما يقول؟ فارتدُّوا كفارًا، فضرب الله أعناقَهم مع أبي جهل، وقال أبو جهل: يخوِّفنا محمد بشجرةِ الزَّقُّوم، هاتوا تمرًا وزبدًا فتزقَّموا، ورأى الدجَّال في صورته رؤيا عين، ليس رؤيا منام، وعيسى، وموسى، وإبراهيم - صلوات الله عليهم - فسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الدجَّال، فقال: ((أَقْمَرُ هِجَانًا)) - قال: حسنٌ قال: رأيتُه فَيْلَمانيًّا أقمرَ هِجانًا - إحدى عينيه قائمةٌ، كأنها كوكب دُرِّي، كأن شعر رأسه أغصان شجرةٍ، ورأيتُ عيسى شابًّا أبيضَ، جَعْد الرأس، حديد البصر، مبطَّن الخَلْق، ورأيتُ موسى أسحمَ آدمَ كثير الشعر - قال حسن: الشعرة - شديد الخَلْق، ونظرتُ إلى إبراهيم، فلا أنظرُ إلى إِرْبٍ من آرابِه إلا نظرتُ إليه مني كأنه صاحبُكم، فقال جبريل - عليه السلام -: سلِّم على مالكٍ، فسلَّمتُ عليه))[3].


    عن النوَّاس بن سمعان الكلابي - رضي الله عنه - قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدجَّال ذات غداةٍ، فخفَّض فيه ورفَّع، حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه عَرَف ذلك في وجوهنا، فسألناه، فقلنا: يا رسول الله، ذكرت الدجال الغداة، فخفضت فيه ورفعت، حتى ظنناه في طائفة النخل؟! قال: ((غيرُ الدجال أخوفُني عليكم، فإن يخرجْ وأنا فيكم، فأنا حجيجُه دونكم، وإن يخرجْ ولست فيكم، فامرؤٌ حجيجُ نفسه، واللهُ خليفتي على كلِّ مسلم، إنه شابٌّ جَعْد قَطَط عينه طافية، وإنه يخرجُ من خَلَّة بين الشام والعراق، فعاث يمينًا وشمالاً، يا عباد الله، اثبُتوا)) قلنا: يا رسول الله، ما لبثُه في الأرض؟ قال: ((أربعين يومًا؛ يوم كسنةٍ، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم))، قلنا: يا رسول الله، فذلك اليوم الذي هو كسنة، أيكفينا فيه صلاة يوم وليلة؟ قال: ((لا، اقدُروا له قدرَه))، قلنا: يا رسول الله، فما إسراعه في الأرض؟ قال: ((كالغيث استدبرتْه الريحُ، قال: فيمرُّ بالحي فيدعوهم فيستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، وتروح عليهم سارحتهم، وهي أطولُ ما كانت ذرًى، وأمدُّه خواصر، وأسبغه ضروعًا، ويمرُّ بالحي فيدعوهم فيردُّون عليه قوله، فتتبعه أموالهم فيصبحون مُمْحِلين، ليس لهم من أموالهم شيء، ويمرُّ بالخَرِبة فيقول لها: أخرِجي كنوزك، فتتبعه كنوزُها كيعاسيب النحل، قال: ويأمر برجل فيقتل، فيضربه بالسيف، فيقطعه جزلتينِ رميةَ الغرض، ثم يدعوه فيُقبِل إليه يتهلَّل وجهه، قال: فبَيْنَا هو على ذلك إذ بعث الله - عز وجل - المسيح ابن مريم - عليه السلام - فينزل عند المنارة البيضاء شرقيَّ دمشق بين مَهْرُودَتينِ؛ واضعًا يده على أجنحةِ ملكينِ، فيتبعه فيدركه فيقتله عند باب لدٍّ الشرقي، قال: فبينما هم كذلك؛ إذ أوحى الله - عز وجل - إلى عيسى ابن مريم - عليه السلام - أني قد أخرجتُ عبادًا من عبادي لا يدانِ لك بقتالهم؛ فحوِّز عبادي إلى الطور، فيبعث الله - عز وجل - يأجوج ومأجوج، وهم كما قال الله -تعالى-: ﴿ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ﴾ [الأنبياء: 96]، فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله - عز وجل - فيُرسِل عليهم نَغَفًا في رقابهم، فيصبحون فَرْسَى كموتِ نفس واحدة، فيَهْبِط عيسى وأصحابه، فلا يجدون في الأرض بيتًا إلا قد ملأه زَهَمُهم ونَتَنُهم، فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله - عز وجل - فيُرسِل عليهم طيرًا كأعناق البُخْت، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله - عز وجل.

    قال ابن جابر: فحدَّثني عطاء بن يزيد السكسكي عن كعب أو غيره، قال: فتطرحهم بالمهبل، قال ابن جابر فقلت: يا أبا يزيد، وأين المهبل؟ قال: مطلع الشمس- قال: ويرسل الله - عز وجل - مطرًا لا يكنُّ منه بيتُ وبرٍ ولا مَدَرٍ أربعين يومًا، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة، ويقال للأرض: أنبتي ثمرتَك، وردِّي بركتك، قال: فيومئذٍ يأكل النفر من الرمانة، ويستظلون بقحفِها، ويبارك في الرِّسْل، حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفِئَام من الناس، واللقحة من البقر تكفي الفخذ، والشاة من الغنم تكفي أهل البيت، قال: فبَيْنَا هم على ذلك، إذ بعث الله - عز وجل - ريحًا طيبةً تحت آباطهم، فتقبض روح كل مسلم - أو قال: كل مؤمن - ويبقى شِرار الناس، يَتَهارَجون تهارجَ الحَمِير، وعليهم - أو قال: وعليه - تقوم الساعة))[4].

    فيه مسائل:المسألة الأولى: معاني الكلمات:

    قوله: (ما سأل أحدٌ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن الدجَّال أكثر مما سألته)، وفي رواية عند مسلم: (أكثر مما سألته).قوله: (وأنه قال لي: ما يضرك منه)، وفي رواية لمسلم: ((وما يُنصِبُك منه؟))؛ بنون وصاد مهملة، ثم موحدة: من النَّصَب بمعنى التعب، وفي رواية عند مسلم أيضًا: (فقال له: أي بني، وما ينصبك منه؟)، وعنده في رواية: ((وما سؤالك عنه؟ وما سبب سؤالك عنه؟)).

    قوله: (قلت: لأنهم يقولون)، الضمير في (أنهم) للناس، أو لأهل الكتاب.

    قوله: (جبل خُبْز)، بضم الخاء المعجمة وسكون الموحدة بعدها زاي، والمراد أن معه من الخبز قدر الجبل، وأطلق الخبز، وأراد به أصله وهو القمح مثلاً، وزاد في رواية عند مسلم: (معه جبال من خبز، ولحم، ونهر من ماء)، وفي رواية: (إن معه الطعام والأنهار)، وفي رواية: (إن معه الطعام والشراب).

    قوله: (هو أهونُ عند الله من ذلك)، قال القاضي عياض: "معناه هو أهون من أن يجعلَ ما يخلقه على يديه مضلاًّ للمؤمنين، ومشككًا لقلوب الموقنين، بل ليزدادَ الذين آمنوا إيمانًا، ويرتاب الذين في قلوبهم مرض"[5].

    قوله: (سئل عن الدجال)، وفي رواية عند البخاري: (ذَكَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا بين ظهري الناس المسيحَ الدجال).


    قوله: ((ألا إن ربكم ليس بأعور))، وفي رواية عند البخاري: ((إن الله ليس بأعور)).

    قوله: ((ألا إنه أعور عينه اليمنى))، وفي رواية البخاري: ((ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى)).

    قوله: ((كأنها عنبة طافية))؛ أي: بارزة، وهو من: طفا الشيء يطفا - من غير همز -: إذا علا على غيره، وشبهها بالعنبة التي تقع في العنقود بارزة عن نظائرها[6].

    قوله: ((أقمر هِجانًا)): الأقمر: الشديد البياض، والهجان: الأبيض.
    قوله: ((فَيْلَمانيًّا)) ؛ الفلماني: العظيم الجثة.قوله: ((عينه قائمة))؛ العين القائمة: هي الباقية في مكانها صحيحة إنما فقدت الإبصار.قوله: ((كأنها كوكب دري))؛ أي: مضيء.

    قوله: ((جَعْد الرأس))؛ أي: جعد الشعر، وهو ضد الشعر المسترسل.
    قوله: ((أسحم آدم))؛ الأسحم: الأسود.قوله: ((فلا أنظر إلي إِرْبٍ من آرابه))؛ الإرب: العضو.

    قوله: ((هاتوا تمرًا وزبدًا فتزقَّموا بها)؛) الزقوم، قال ابن الأثير في النهاية (2/306): من الزقم، اللقم الشديد، والشرب المفرط، وقيل: أكل الزبد والتمر بلغة إفريقية: الزقوم.


    قوله: (فخفَّض فيه ورفَّع)؛ هو بتشديد الفاء فيهما، وفي معناه قولان:
    أحدهما: أنَّ (خفَّض): بمعنى حقَّر، وقوله: (رفَّع)؛ أي: عظَّمه وفخمه؛ فمن تحقيره وهوانه على الله تعالى عورُه، ومن تفخيمه وتعظيم فتنتِه والمحنة به، هذه الأمورُ الخارقة للعادة.
    والوجه الثاني:
    أنه خفَّض من صوته في حال الكثرة فيما تكلم فيه، فخفَّض بعد طول الكلام والتعب؛ ليستريح، ثم رفَّع ليبلغ صوته كل أحد.

    قوله: ((غير الدجال أخوفني عليكم))، وفي بعض النسخ بحذف النون، وهما روايتان صحيحتان، ومعناهما واحد.

    أما معنى الحديث، ففيه أوجه:

    أظهرها: أنه من أفعل التفضيل، وتقديره: (غير الدجال أخوف مخُوفَاتي عليكم)، ثم حذف المضاف إلى الياء، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلُّون)).

    والثاني:
    بأن يكون (أخوف) من (أخاف) بمعنى خوف، ومعناه: غير الدجال أشد موجبات خوفي عليكم.

    والثالث: أن يكون من وصف المعاني بما وصف به الأعيان على سبيل المبالغة؛ كقولهم في الشعر الفصيح: شعرٌ شاعر، وخوف فلان أخوف من خوفي، وتقديره: خوف غير الدجال أخوف خوفي عليكم، ثم حذف المضاف الأول.

    قوله: (إنه خارج خَلَّة بين الشام والعراق): بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام، قال ابن الأثير: أي: في طريق بينهما[7].

    قوله: (فعاث يمينًا وشمالاً)؛ هو بعين مهملة، وثاء مثلثة مفتوحة، والعيث: هو الفساد أو أشد الفساد، والإسراع فيه.
    قوله: (يا عباد الله، اثبتوا)، قال ابن العربي: هذا من كلام النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - تثبيتًا للخلق، وقال القرطبي: اثبتوا على الإسلام؛ يحذِّرهم من فتنته.

    قوله: (ما لبثه؟)؛ بضم اللام وفتحها؛ أي: مقدار مكثه.


    قوله: ((يوم كسنةٍ، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم))، قال العلماء: هذا الحديث على ظاهره، وهذه الأيام الثلاثة طويلةٌ على هذا القدر المذكور في هذا الحديث، يدلُّ عليه قولُه - صلى الله عليه وسلم -: ((وسائر أيامه كأيامكم)).

    قوله: ((فتروح عليهم سارحتهم، وهي أطول ما كانت ذرًى، وأمده خواصر، وأسبغه ضروعًا))، وتروح؛ أي: ترجع، و(السارحة) هي الماشية، و(الذُّرى) بضم الذال المعجمة، وهي الأعالي، و(أمده خواصر): بكثرة امتلائها من الشبع، و(أسبغه ضروعًا) - بالسين المهملة والغين المعجمة - أي: أطوله؛ لكثرة اللبن.

    قوله: ((ويصبحون ممحلين))؛ أي: مجدبين.
    قوله: ((ويمر بالخربة)) - بفتح الخاء وكسر الراء - أي: الأرض الخراب.

    قوله: ((فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل))، وهي ذكور النحل، وقيل: جماعة النحل.


    قوله: ((فيقطعه جَزلتينِ رميةَ الغرض)) - بفتح الجيم على المشهور - أي: قطعتين، ورمية الغرض أنه يجعل بين الجزلتين مقدار رميته، هذا هو الظاهر المشهور، قال ابن الأثير في النهاية: "أراد أن بعد ما بين القطعتين يكون بقدر رمية السهم إلى الهدف".


    قوله: ((فينزل عند المنارة البيضاء شرقيَّ دمشق بين مهرودتين))؛ المنارة بفتح الميم، وهذا هو المشهور، وأما (المهرودتان) فروي بالدال المهملة والذال المعجمة، والمهملة أكثر، ومعناه لبث مهرودتين؛ أي: ثوبين مصبوغين بوَرْس، ثم بزعفران.

    قوله: ((عند باب لُدٍّ)) - بضم اللام وتشديد الدل -: اسم جبل أو قرية بفلسطين.

    قوله: ((لا يدانِ لك بقتالهم))؛ أي: لا قوة ولا قدرة لك بقتالهم.قوله: ((مِن كل حدب ينسلون))، الحدب؛ أي: مرتفع من الأرض، وينسلون؛ أي: يسرعون.

    قوله: ((فيرسل عليهم نغافًا في رقابهم))، النغف - بنون وغين معجمة مفتوحتين، ثم فاء - وهو دود يكون في أنفِ الإبل والغنم، ومفردها: نغفة.

    قوله: ((فيصبحون فَرْسَى)) بفتح الفاء؛ أي: قتلى، ومفردها: فَرِيس.
    قوله: ((لا يكنُّ منه بيت وَبَر ولا مَدَر))، لا يكن؛ أي: لا يَمنع من نزول الماء، والمدر بفتح الميم والدل، وهو الطين الصلب.

    قوله: ((فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة))، الزُّلْفة - بضم الزاي، وإسكان اللام، وبالفاء - قيل: هي المرآة، وقيل: هي مصانع الماء.

    قوله: ((ويستظلُّون بقحافها))، بالكسر؛ أي: بقشرها، وأصله ما فوق الدماغ من الرأس.قوله: ((ويبارك في الرِّسْل حتى إن اللقحة من الإبل تكفي الفئام من الناس))، والرِّسل - بكسر الراء، وإسكان السين - هو اللبن، واللقحة - بكسر اللام وفتحها، لغتان مشهورتان، والكسر أشهر - وهي القريبة العهد من الولادة، الفِئَام بالهمزة ككتاب، وهي الجماعة الكثيرة.

    قوله: ((واللقحة من البقر تكفي الفخذ))، قال أهل اللغة: الفخذ: الجماعة من الأقارب، وهم دون البطن، والبطن دون القبيلة.
    قوله: ((يتهارجون تَهَارُج الحُمُر))؛ أي: يجامع الرجال النساء بحضرة الناس؛ كما يفعل الحمير، ولا يكترثون بذلك[8].

    المسألة الثانية: ترجمة المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -:


    اسمه: المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن مالك بن كعب، وهو ثقفي.
    كنيته: قيل: أبو عبدالله، وقيل: أبو عيسى.
    أمه: أمامة بنت الأفقم في معرفة الصحابة لأبي نعيم (5/ 2582) وتاريخ دمشق لابن عساكر (60/ 18): بن أبي عمرو بن تيم بن جعيل بن عمرو بن دهمان بن نصر.
    إسلامه: عام الخندق، وشهد الحديبية، وله في الصلح كلام مع عروة بن مسعود الثقفي.ووصف بالدهاء، قال الشعبي: دهاة العرب أربعة: معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وزياد.توليه: ولاَّه عمر بن الخطاب على البصرة، ولم يَزَلْ عليها حتى شُهد عليه بالزنا، فعزله ثم ولاه الكوفة، فلم يزل عليها حتى قُتل عمر، فأقرَّه عثمان عليها ثم عزله، وشهد اليمامة وفتوح الشام، وذهبت عينه باليرموك، وشهد القادسية وشهد فتوح نهاوند، وكان على ميسرة النعمان بن مقرن، وشهد فتح همدان وغيرها، واعتزل صِفِّين.روى عنه من الصحابة: أبو أُمَامة الباهلي، والمِسْوَر بن مَخْرَمة، وقرَّة المُزَني، ومن التابعين: أولاده: عروة، وحمزة، وعمار، وروى عنه مولاه وراد، ومسروق، وقيس بن أبي حازم، وأبو وائل، وغيرهم.هو أول مَن وضع ديوان البصرة، وأول مَن رشى في الإسلام، أعطى "يَرْفَأَ" حاجب عمر شيئًا حتى أدخله إلى دار عمر، أخرجه ابن شاهين والبغوي من طريق يزيد بن زيد بن المطلب، وهو ابن حنطب، عن المغيرة قال: كنتُ آتي فأجلس على باب عمر أنظر الإذنَ على عمر، فقلتُ ليرفأ حاجب عمر: خذْ هذه العمامة فالبسْها؛ فإني عندي أختها، فكان يأذن لي أن أقعد من داخل الباب، فمَن رآني، قال: إنه ليدخل على عمر في ساعة لا يدخلُ غيره.
    وفاته: قيل: سنة خمسين، وقيل: إحدى وخمسين[9].
    وصفه: كان ضخم القامة، عبل الذراعين، بعيد ما بين المنكبين، أصهب الشعر، جعده، وكان لا يفرقه.
    قال قبيصة بن جابر: صحبت المغيرة، فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلا بالمكر، لخرج المغيرةُ من أبوابها كلها.عن زيد بن أسلم عن أبيه، قال: استعمل عمرُ المغيرةَ على البحرين، فكرهوه وشكوا منه، فعزله، فخافوا أن يُعِيده عليهم، فجمعوا مائة ألف فأحضرها الدهقان إلى عمر، وقال: إن المغيرة اختان هذه فأودعها عندي، فدعاه فسأله، فقال له: كذب؛ إنما كانت مائتي ألف، فقال: وما حملك على ذلك؟ قال: كثرة العيال، فسُقط في يد الدهقان، فحلف وأكَّد الأيمان أنه لم يودِعْ عنده قليلاً ولا كثيرًا، فقال عمر للمغيرةِ: ما حملك على هذا؟ قال: إنه افترى عليَّ، فأردتُ أن أخزيه[10].

    رابط الموضوع: ذكر الدجال
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,376

    افتراضي

    المسألة الثالثة: ترجمة النوَّاس بن سمعان:

    اسمه: هو النواس بن سمعان بن عمرو بن قرط بن عبدالله بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة الكلابي، معدود في الشاميين، يقال: إن أباه سمعان بن خالد وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعا له، وأهدى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - نعلين، فقَبِلها وزوَّج أخته من النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما دخلتْ على النبي - صلى الله عليه وسلم - تعوَّذت منه فتركها، وهي الكلابية، وقد اختلفوا في المتعوِّذة كثيرًا.


    روى النوَّاس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فله صحبة هو وأبوه.روى عنه جبير بن نفير، وبسر بن عبدالله، وغيرهما[11].


    المسألة الرابعة: نؤمن بالدجال:


    اعلم - رحمك الله - أن خروج الدجال أمرٌ قدري كوني، فهو خارج لا محالة، وأنه من أشراط الساعة، وأن فتنته من أعظم الفتن، ففي الحديث عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - أنه قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال))، وفي رواية: ((أمر أكبر من الدجال))[12].


    وعن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: خطبَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان أكثر خطبته حديثًا حدَّثنَاه عن الدجال وحذَّرناه، فكان من قوله أن قال: ((إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال، وإن الله لم يبعث نبيًّا إلا حذر أمته الدجال، وأنا آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة))[13].


    لماذا فتنة الدجال أعظم الفتن؟


    لأن الله - سبحانه وتعالى - يُجرِي على يديه بعض الخوارق التي بها يفتن الناس، فالله بحكمته أقدره على أشياء مذهلة تدهش العقول، وتحير الألباب؛ ولهذا حذَّرت منه الأنبياءُ جميعًا.


    وإليك - أخي الحبيب - بعض مظاهر فتنته:


    أنه تظهر معه بركة الأشياء؛ من السَّعَة في الرزق، وخصوبة الأرض، وخروج الكنوز، ففي حديث النواس بن سمعان - رضي الله عنه - الذي مرَّ معنا في الباب، وفيه: ((فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرضَ فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرًى، وأسبغه ضروعًا، وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردُّون عليه قولَه، فينصرف عنهم فيصبحون مُمحِلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخَرِبة فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزُها كيعاسيب النَّحْل)) [14].


    ومن فتنته: أن معه مثل الجنة والنار، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا أحدِّثكم حديثًا عن الدجال ما حدث به نبيٌّ قومه، إنه أعور، وإنه يجيء معه بمثال الجنة والنار، فالتي يقول: إنها الجنة، هي النار، وإني أُنذِركم كما أَنذَر به نوحٌ قومَه)) [15].


    ومن فتنته: سرعة انتقالِه في الأرض، ففي حديث النوَّاس بن سمعان: قلنا: يا رسول الله، وما إسراعه في الأرض؟ قال: ((كالغيثِ استدبرتْه الريحُ)).


    ومن فتنته: استجابة الشياطين لأمره، فعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وإن من فتنتِه أن يقول لأعرابي: أرأيتَ إن بعثتُ لك أباك وأمك، أتشهدُ أني ربك؟ فيقول: نعم، فيتمثَّل له شيطانان في صورة أبيه وأمه، فيقولان: يا بُني، اتَّبِعْه؛ فإنه ربُّك)) [16].


    ومن فتنته: كثرة أتباعه من اليهود وشدة تسلُّحِهم، فعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يتبعُ الدجالَ من يهود أصبهان سبعون ألفًا عليهم الطيالسة)) [17].


    ومن فتنته: أنه يخرج في وقتٍ العربُ فيه قليل، فعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - يقول: أخبرتْني أم شريك أنها سَمِعتِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ليفرنَّ الناس من الدجال في الجبال))، قالت أم شريك: يا رسول الله، فأين العرب يومئذٍ؟ قال: ((هم قليل))[18].


    صفة الدجال:


    وردتْ في السنة أوصاف للدجال، نذكر منها:


    أنه أعور العين اليمنى، كما في حديث ابن عمر: ((إنه أعور العين اليمنى))، وفي رواية عند مسلم أيضًا: ((العين اليسرى))، وفي بعض الروايات: ((عنبة طافية))، وفي بعضها: ((كأنها عنبة طافية))، وفي أخرى: ((مطموس العين))، وفي رواية ((طافئة))، وفي بعضها: ((كأنها كوكب دري)).


    قال النووي: وإنه جاء في رواية: ((لأعور العين اليمنى))، وفي رواية: ((اليسرى))، وكلاهما صحيح، والعور في اللغة: العيب، وعيناه معيبتان عورًا، وإن إحداهما (طافئة) بالهمز لا ضوء فيها، والأخرى طافية بلا همزة ظاهرة ناتئة.


    قال القاضي عياض: لكن يجمع بين الأحاديث وتصحح الروايات جميعًا، بأن تكون المطموسة والممسوحة والتي ليست بجحراء ولا ناتئة، هي العوراء الطافئة بالهمز، وهي العين اليمنى، كما جاء هنا، وتكون الجاحظة، والتي كأنها كوكب، وكأنها نخاعة، هي الطافية بغير همز، وهي العين اليسرى، كما جاء في الرواية الأخرى.


    وهذا جمع بين الأحاديث والروايات في الطافئة بالهمز وبتركه، وأعور اليمنى واليسرى؛ لأن كل واحدة منها عوراء، فإن الأعور من كل شيء المعيب، لا سيما ما يختص بالعين، وكلا عيني الدجَّال معيبة عوراء؛ إحداهما بذهابها، وأخرى بعيبها [19].


    ومن صفاته: أنه شابٌّ؛ كما في حديث النواس بن سمعان - رضي الله عنه - وفيه: ((إنه شاب)).


    ومنها: أنه شديد جعودة الشعر، كما في حديث النواس - رضي الله عنه - ((قَطَط))، والقطط هو: شديد جعودة الشعر.


    ومنها: أنه قصير أفحج، كما في حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن المسيح الدجال رجل قصير أفحج، جعد، أعور، مطموس العين، ليست بناتئة ولا جحراء)) [20].


    ومنها: أنه رجل جسيم، أحمر اللون، كما في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: ((فإذا رجل جسيم أحمر))[21].


    ومنها: أنه أجلى الجبهة، عريض النحر، وفيه انحناء؛ كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: ((وأما مسيح الضلالة، فإنه أعور العين، أجلى الجبهة، عريض النحر، فيه دفأ))[22].


    ومنها: أنه مكتوب بين عينيه: (ك ف ر)؛ أي: كافر، كما في حديث أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: ((وإن بين عينيه مكتوب كافر)) [23].


    ومنها: أنه عقيم لا يُولَد له، كما في حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - في قصته مع ابن صيَّاد، فقد قال لأبي سعيد: ألست سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إنه لا يولد له))؟ قال: قلت: بلى[24].


    مكان خروجه:


    يخرج ما بين الشام والعراق، ففي حديث النواس بن سمعان - رضي الله عنه - أنه خارج خَلَّة بين الشام والعراق، وقد تقدم أن الخلة طريق بينهما.


    مقدار لبثه في الأرض:


    يمكث أربعين يومًا، ففي حديث النواس - رضي الله عنه - أيضًا: قلنا: يا رسول الله، وما لبثه في الأرض؟ قال: ((أربعون يومًا؛ يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم)).


    هلاك الدجال وعلى يد مَن وأين؟


    يقتل عيسى - عليه السلام - الدجَّالَ عند باب لُدٍّ، كما في حديث النواس بن سمعان - رضي الله عنه - وفيه: ((فبينما هو كذلك، إذ بعث الله عيسى ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقيَّ دمشق بين مهرودتينِ، واضعًا كفَّيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدَّر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفَسِه إلا مات، ونفسُه ينتهي حين ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لُدٍّ فيقتله)).


    هل يدخل الدجَّال كل البلدان؟


    لا، فإنه لا يدخل مكة ولا المدينة؛ ففي حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - مرفوعًا: ((وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه، إلا مكة والمدينة، لا يأتيهما من نقب من أنقابها إلا لقيتْه الملائكة بالسيوف صَلْتَةً، حتى ينزل عند الظُّرَيب الأحمر عند منقطع السَّبَخة، فتَرجُفُ المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه، فتنفي الخبَثَ منها كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديد، ويُدعى ذلك اليوم يوم الخلاص))[25].


    كيف العصمة من فتنة الدجال؟


    ما خلق الله داءً إلا وخلق له دواءً، فالعصمة من الدجال تكون بأمور، منها:


    الاستعاذة من فتنته بعد التشهد الأخير، ففي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا فرغ أحدُكم من التشهد الأخير، فليستعذْ بالله من أربعٍ، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار، وعذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال))[26].


    وفي حديث زيد بن ثابت الطويل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر الصحابة أن يستعيذوا بالله من فتنة الدجال، فقال: ((تعوَّذوا بالله من فتنة الدجال))، قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال[27].


    استعنْ بالله، واعلمْ أن الدجال مخلوق من مخلوقات الله، وأن الله هو القوي القدير، ولا مخرج من فتنته إلا باللجوء والاعتصام بالله؛ فهو نعم المولى ونعم النصير، أعاذني الله وإياك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.


    ومنها: سكن المدينة أو مكة، كما تقدم أن الله - عز وجل - حرَّم على الدجال دخولَهما.


    العلم الشرعي، فإن مَن عَلِم علامات الدجال وصفاته بدراسة الأدلة الشرعية، عَرَف حقيقة أمره، فلا ينخدع به؛ فإن العلم يورث البصيرة، ومما يدل على ذلك أن المؤمن الذي يقتله الدجَّال، ثم يدعوه فيقبل إليه، فيقول له المؤمن: "ما ازددتُ فيك إلا بصيرة"؛ وإنما الخوف على الجهلة الذين أشغلتْهم دنياهم عن آخرتهم.



    ومنها: الاعتقاد الصحيح الجازم بأن الله - عز وجل - ليس بأعورَ، وبأننا لن نرى ربنا في الدنيا، وإنما نراه في الآخرة في الجنة؛ كما في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((واعلموا أن أحدًا منكم لن يرى ربَّه حتى يموت))[28].


    قراءة فواتح سورة الكهف عند رؤيته، كما في حديث النواس بن سمعان - رضي الله عنه -: ((فمَن أدركه منكم، فليقرأْ عليه فواتح سورة الكهف))[29].


    وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن حَفِظ عشر آيات من أول سورة الكهف، عُصم من الدجال))[30].


    الفرار منه وعدم التعرُّض له؛ لأن المؤمن لا يَعرِض نفسه على الفتن، ففي حديث عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن سَمِع بالدجَّال، فلْيَنْءَ عنه، فواللهِ إن الرجل ليأتِيه وهو يحسب أنه مؤمِن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات)) أو ((لما يبعث به من الشبهات))[31].


    المبادرة بالأعمال الصالحة، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بادروا بالأعمال ستًّا: طلوع الشمس من مغربها، أو الدُّخَان، أو الدجَّال، أو الدابَّة، أو خاصة أحدكم، أو أمر العامة))[32].


    [1] البخاري (7122) كتاب الفتن، ومسلم (2339) كتاب الفتن وأشراط الساعة، وابن ماجه (4073)، وأحمد (18176).
    [2] الترمذي (2241)، كتاب القدر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال عقبه: "هذا حديث حسن صحيح غريب، من حديث عبدالله بن عمر"، وهو عند البخاري (3439)، (7123)، ومسلم (2932) دون السؤال.
    [3] أحمد (3546)، وصححه ابن كثير في تفسيره (5/26)، وحسنه الألباني في الإسراء والمعراج (ص75)، وصحَّح إسنادَه محققو المسند (5/477).
    [4] مسلم (2937) كتاب الفتن وأشراط الساعة، والترمذي (2240) دون السؤال، وأحمد (17629) واللفظ له.
    [5] فتح الباري (13/133 - 134).
    [6] فتح الباري (6/ 679).
    [7] النهاية (2/73 - 74).
    [8] شرح مسلم للنووي (18/86 - 94)، المسند (29/176 - 177).
    [9] أسد الغابة (5/91)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب (1/453 - 454).
    [10] أخرجه البغوي نقلاً من الإصابة في تمييز الصحابة؛ لابن حجر (10/162).
    [11] أسد الغابة (5/180).
    [12] مسلم (2946).
    [13] جزء من حديث عند ابن ماجه (4077)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7875).
    [14] جزء من حديث مسلم (2937).
    [15] البخاري (3338)، ومسلم (2936).
    [16] ابن ماجه (4077)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7875).
    [17] مسلم (2944).
    [18] مسلم (2945)، والترمذي (3930)، وأحمد (27620).
    [19] شرح مسلم (17/80).
    [20] أبو داود (4322)، وأحمد (22764)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1135)، والفحج: هو بعيد ما بين الفخذين، قال الخطابي: الأفحج: الذي إذا مشى باعد بين رجليه.
    [21] البخاري (7128)، ومسلم (169).
    [22] أحمد (7905)، وصححه الألباني في الصحيحة (19/46).الجلاء قال الجوهري: هو انحسار الشعر المقدم للشعر، والدفاء هو الانحناء.
    [23] البخاري (3355)، ومسلم (166)، زاد في رواية مسلم: ثم تهجَّاها (ك ف ر).
    [24] مسلم (2927).
    [25] ابن ماجه (4077)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7875)، ومسلم من حديث أنس (2943).
    [26] البخاري (6375)، ومسلم (588) واللفظ له.
    [27] مسلم (2867).
    [28] مسلم (169)، والترمذي (2235).
    [29] مسلم (2937)، وأبو داود (4323).
    [30] مسلم (809)، وأحمد (21712).
    [31] أبو داود (4321)، وأحمد (19857)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2119).
    [32] مسلم (2947)، وابن ماجه (4056)، وأحمد (8446).



    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,371

    افتراضي

    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  5. #5

    افتراضي

    يصرح القاضي عياض (476 - 544 هـ = 1083 - 1149 م)وغيره بخصوص قول النبي(صلى الله عليه وسلم) : ((لَا اقْدُرُوا له قَدْرَهُ))[ أخرجه مسلم في صحيحه،باب ذكر الدجال وصفة وما معه[ح،ج4،ص2252]] لأصحابه لما سألوه عن ذلك اليوم الذي كسنة؛ أتكفيهم فيها صلاة يوم؟ بأن هذا حكم مخصوص بذلك اليوم، شرعه لنا صاحب الشرع، قالوا ولولا هذا الحديث، ووكلنا إلى اجتهادنا لاقتصرنا فيه على الصلوات الخمس عند الأوقات المعروفة فى غيره من الأيام؛ ومعنى ((اقْدُرُوا له قَدْرَهُ)) أنه اذا مضى بعد طلوع الفجر قدر ما يكون بينه وبين الظهر كل يوم؛ فصلوا الظهر، ثم اذا مضى بعده قدر ما يكون بينها وبين العصر؛ فصلوا العصر، واذا مضى بعد هذا قدر ما يكون بينها وبين المغرب؛ فصلوا المغرب، وكذا العشاء، والصبح، ثم الظهر، ثم العصر، ثم المغرب، وهكذا حتى ينقضى ذلك اليوم، وقد وقع فيه صلوات سنة فرائض كلها مؤداة فى وقتها، وأما الثاني الذى كشهر، والثالث الذي كجمعة، فقياس اليوم الأول؛ أن يقدر لهما كاليوم الأول على ما ذكر.ولمزيد نظر يراجع:[شرح النووي على صحيح مسلم[ج18،ص67] ـــ تحفة الأحوذي،باب ما جاء في فتنة الدجال[ج6،ص415] ــ عون المعبود،باب خروج الدجال[ج11،ص301] ــ مرقاة المفاتيح،باب العلامات بين يدي الساعة وذكر الدجال[ج10،ص118] ــ مواهب الجليل على مختصر خليل،فصل الوقت[ج1،ص388]]

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,626

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •