لا ضرر مع اسم الله - تعالى - خاصة
قال - صلى الله عليه وسلم - :"بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم"
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في الحديث النبوي الشريف التالي:قال - صلى الله عليه وسلم -"بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم"وفي هذا الحديث الشريف عدة أمور ،منها:
الأول: تقديم شبه الجملة "مع اسمه" نحو الفعل بحسب الأهمية المعنوية بينها وبين الفعل ،وهذه الأهمية فاقت أهمية الفاعل للفعل ، من أجل إفادة التخصيص،فلا ضرر مع اسم الله -تعالى - خاصة ، وعند تأخير شبه الجملة "مع اسمه" إلى النهاية تضعف العلاقة المعنوية بينه وبين الفعل ويثير اللبس ،كما سبق ذكر اسم الله - تعالى - فتقدم شبه الجملة ليلتقي مع لفظ الجلالة بحسب الأهمية المعنوية ، وتأخر"شيء"الفاعل ليتصل مع صفته الطويلة ،بحسب الأهمية المعنوية بين النكرة وصفتها ،فهي أي النكرة تطلب الصفة طلبا حثيثا .
الثاني: تقديم الأرض على السماءلأنها أقرب من السماء إلى القائل والمخاطب ، والضرر من الأرض أخصّ.
الثالث: تقديم السميع على العليم ،لأنه الأهم في باب التخويف والتهديد، وتقديم السميع على العليم بالأهمية حيث وقع لأنه خبر يتضمن أو مبني على التخويف والتهديد ، والمباني هي : السمع والعلم ، فبدأ بالسمع لتعلقه بما قَرُب كالأصوات وهمس الحركات ،فإن من سمع حِسَّك وخَفِيَّ صوتِك أقرب إليك في العادة ممن يقال لك إنه يعلم ،وإن كان علمه تعالى متعلقا بما ظهر وبطن وواقعا على ما قرُب وشطن ،ولكن ذكر السميع أوقع في باب التخويف من ذكر العليم فهو أولى بالتقديم ،والمتقدم في المنزلة والمكانة متقدم في الموقع والمتاخر في المنزلة والمكانة متأخر في الموقع كذلك .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل.