تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 25

الموضوع: حياة الخضر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي حياة الخضر

    أما عن الخضر، هل هو حي أم لا ؟ هذا مما وقع فيه اختلاف بين العلماء على قولين :


    القول الأول : أنه حي ، وهو قول الإمام النووي ؛ حيث قال في تهذيب الأسماء : إنه قول الأكثر ، واختلفوا في حياة الخضر ونبوته ، فقال الأكثرون من العلماء : هو حي موجود بين أظهرنا ، وذلك متفق عليه عند الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة .

    قلت (أبو البراء) : ورد النووي على حديث ، عن جابر بن عبدالله يقول : سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول قبل أن يموت بشهر : (تسألوني عن الساعة ، وإنما علمُها عند الله ، وأُقسِم باللهِ ما على ظهر الأرض من نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة) . مسلم (2538)

    : (بأن الخضر كان على الماء وقتها ، أو هو من العام المخصوص) . شرح مسلم ( 16/135).

    وقد تعقَّبه صاحب (عون المعبود) قائلًا : ما قاله النووي من أن حياة الخضر قول الجمهور ليس بصحيح، وقد ردَّ عليه الحافظ ابن حجر في الإصابة - ، فقال : اعتنى بعض المتأخرين بجمع الحكايات المأثورة عن الصالحين وغيرهم من بعد الثلاثمائة فما بغلت العشرين ، مع ما في أسانيد بعضها ممن يضعَّف ؛ لكثرة أغلاطه ، واتهامه بالكذب ؛ كابن عبدالرحمن السلمي ، وأبي الحسن بن جهضم ، وقال السهيلي : قال البخاري وطائفة من أهل الحديث : مات الخضر قبل انقضاء مائة سنة من الهجرة ، قال : ونصر شيخُنا أبو بكر بن العربي هذا ؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (على رأس مائة سنة لا يبقى على الأرض ممن هو عليها أحد) ، يريد مَن كان حيًّا حين هذه المقالة) . عون المعبود (6/368).

    القول الثاني : أنه ليس حيًّا ، وهو الراجح ، وهو قول البخاري ، وابن تيمية ، وابن القيم ، وابن كثير ، وابن الجوزي ، وأبي بكر بن العربي المالكي ، وابن حجر ، وغيرهم .

    واستدلوا بأدلة من القرآن والسنة :
    قال - تعالى - : ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴾ [الأنبياء: 34] .

    ومن السنة : بحديث جابر بن عبد الله المتقدم ، وهو ما استدل به البخاري على عدم حياة الخضر ، وكذا حديث جابر بن عبدالله أن عمر بن الخطاب أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بكتابٍ أصابه من بعض أهل الكتاب ، فقرأه على النبي - صلى الله عليه وسلم - فغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : (أمتهوِّكون فيه يا بن الخطاب؟! والذي نفسي بيده ، لقد جئتكم بها بيضاء نقية ، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به ، أو بباطل فتصدقوا به ، والذي نفسي بيده، لو أن موسى - صلى الله عليه وسلم - كان حيًّا ما وسعه إلا أن يتبعني) . أحمد (15156) ، وابن أبي شيبة في مصنفه (6/228) ، وقال الحافظ في الفتح : رجاله موثقون ، إلا أن فيه مجالدًا ضعيف ، وحسنه الألباني في الإرواء لشواهده (6/34) .


    قلتُ (أبو البراء) : ووجه الاستدلال : أن هذا الأمر في حق موسى ، فمن باب أولى لو كان الخضر حيًّا ما وسعه إلا أن جاء وتابع النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يثبتْ هذا في حديث صحيح.

    قال ابن القيم :
    الأحاديث التي يذكر فيها الخضر وحياته ، كلها كذب ، ولا يصح في حياته حديث واحد ، وسئل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمة الله - فقال : لو كان الخضر حيًّا ، لوجب عليه أن يأتي للنبي - صلى الله عليه وسلم - ويجاهد بين يديه ويتعلم منه ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر : (إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض) ، وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم ، فأين كان الخضر حينئذٍ ؟

    وقال ابن الجوزي:
    وقد أغرب خلق كثير من المهوسين بأن الخضر حي إلى اليوم ، وردوا أنه التقى بعلي بن أبي طالب وعمر بن عبدالعزيز ، وأن خلقًا كثيرًا من الصالحين رأوه ، وصنف بعض مَن سمع الحديث ولم يعرفه علله كتابًا جمع فيه ذلك ، ولم يسأل عن أسانيد ما نقل ، وانتشر الأمر إلى جماعة من المتصنِّعين بالزهد ، يقولون : رأيناه وكلمناه ؛ فواعجبًا ألهم فيه علامة يعرفونه بها ؟! وهل يجوز لعاقل أن يلقى شخصًا ، فيقول له : أنا الخضر ، فيصدقه ؟

    قال الألباني :
    قد جمع الحافظ الأحاديث الواردة في الخضر - عليه السلام- وحياته ولقائه للنبي - صلى الله عليه وسلم - وبيَّن عللها في ترجمة الخضر من كتابه (الإصابة) . نقلًا من السلسلة الضعيفة (12/541) ، وانظر كتاب : (جنة المرتاب بنقد المغني عن الحفظ والكتاب) ؛ للشيخ أبي إسحاق الحويني (77 - 83) .



    قلت (أبو البراء) : ولابن حجر كتاب مستقل في هذا ، وهو : (الزهر النضر في حياة الخضر) ، وهو مطبوع ، وقد ذكر منه أشياء في الإصابة .
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    سبحان الله
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي

    السؤال :
    هل سيدنا الخضر وإلياس عليهما السلام مازالو أحياء حتى قيام الساعة ؟

    الإجابــة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

    فقد اختلف الناس في أمر الخضر عليه السلام اختلافاً متبايناً فقد اختلفوا في اسمه ونسبه ونبوته وحياته إلى الآن على أقوال:
    -فذهب جماعة من العلماء إلى أنه حي وممن قال بذلك الإمام القرطبي في تفسيره 5/296 والإمام النووي وابن الصلاح، والإمام العراقي في طرح التثريب وغيرهم.

    -وذهب آخرون إلى موته، وممن قال بذلك البخاري، واختاره أبو بكر ابن العربي، والإمام ابن الجوزي في كتابه "عجالة المنتظر في شرح حال الخضر"، وابن كثير في تفسيره وفي كتابه البداية والنهاية، والشنقيطي في أضواء البيان وغيرهم.. وقد استدل القائلون بحياة الخضر عليه السلام بأحاديث وآثار عن الصحابة والتابعين لم يصح منها شيء.

    قال ابن كثير في البداية: وقد تصدى الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله في كتابه "عجالة المنتظر في شرح حالة الخضر" للأحاديث الواردة في ذلك من المرفوعات فبين أنها موضوعة، ومن الآثار عن الصحابة والتابعين فمن بعدهم فبين ضعف أسانيدها ببيان أحوال وجهالة رجالها. وقد أجاد في ذلك وأحسن الانتقاد. انتهى

    وقال ابن كثير في تفسيره 3/135: وذكروا في ذلك -أي القائلون بحياته- حكايات وآثاراً عن السلف وغيرهم، وجاء ذكره في بعض الأحاديث ولا يصح شيء من ذلك.. وأشهرها حديث التعزية وإسناده ضعيف. ورجح آخرون من المحدثين وغيرهم خلاف ذلك واحتجوا بقوله تعالى: وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ [الأنبياء:34].
    وبقول النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر: اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض.
    وبأنه لم ينقل أنه جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا حضر عنده ولا قاتل معه، ولو كان حيا لكان من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لأنه عليه السلام كان مبعوثاً إلى جميع الثقلين: الجن والإنس، وقد قال: لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إلا اتباعي. وأخبر قبل موته بقليل أنه لا يبقى من هو على وجه الأرض إلى مائة سنة من ليلته تلك عين تطرف.. إلى غير ذلك من الدلائل.
    انتهى.

    وقد عقد محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في كتابه أضواء البيان 2/420 فصلاً: أطال فيه النفس وأثبت بالمنقول والمعقول موت الخضر عليه السلام وهو مبحث نفيس نوصي السائل الكريم بمراجعته.
    وأما إلياس عليه السلام فالقول فيه كالقول في الخضر عليه السلام أنه قد مات لعموم الأدلة المتقدمة.
    قال ابن كثير في البداية والنهاية: وقد قدمنا قول من ذكر أن إلياس والخضر يجتمعان في كل عام من شهر رمضان ببيت المقدس وأنهما يحجان كل سنة ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى مثلها من العام المقبل، وأوردنا الحديث الذي فيه أنهما يجتمعان بعرفات كل سنة، وبينا أنه لم يصح شيء من ذلك، وأن الذي يقوم عليه الدليل أن الخضر مات، وكذلك إلياس عليهما السلام. انتهى
    والله أعلم.


    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...twaId&Id=26689
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رضا الحملاوي مشاهدة المشاركة
    السؤال :
    هل سيدنا الخضر وإلياس عليهما السلام مازالو أحياء حتى قيام الساعة ؟

    كل ما ورد في ذلك من أحاديث وقصص واهية باطلة، ولنا جزء اشتمل على رسالتين عن الخضر وما يتعلق به أمور، حققتها ونسأل الله تيسير طباعتها.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة

    كل ما ورد في ذلك من أحاديث وقصص واهية باطلة، ولنا جزء اشتمل على رسالتين عن الخضر وما يتعلق به أمور، حققتها ونسأل الله تيسير طباعتها.
    جزاك الله خيرا ووفقك شيخنا الحبيب .
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رضا الحملاوي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا ووفقك شيخنا الحبيب .
    آمين وإياك يالحبيب الغالي
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة


    قلت (أبو البراء) : ورد النووي على حديث ، عن جابر بن عبدالله يقول : سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول قبل أن يموت بشهر : (تسألوني عن الساعة ، وإنما علمُها عند الله ، وأُقسِم باللهِ ما على ظهر الأرض من نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة) . مسلم (2538)
    نفع الله بعلمكم، ألا يدخل المسيح الدجال في الحديث؟؟
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    حديث جابر من العام المخصوص أو العام الذي أريد به الخاص
    و يعارضه حديث الجساسة الذي رواه مسلم , وفيه أنهم وجدوا الدجال موثقا بالسلاسل , وانه أوشك أن يخرج
    وأيضا يعارضه وجود يأجوج ومأجوج ,
    ولا يعارض بحياة الخضر , لأن الأصل أنه قد توفي , ومن ادعى خلاف ذلك فعليه بالدليل ولا وجود لأي دليل .
    ولا يستدل على موت الخضر بحديث جابر , الا بعد اثبات أنه كان حيا وقت صدور الحديث ,وهذا لا سبيل الى اثباته

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة
    حديث جابر من العام المخصوص أو العام الذي أريد به الخاص
    و يعارضه حديث الجساسة الذي رواه مسلم , وفيه أنهم وجدوا الدجال موثقا بالسلاسل , وانه أوشك أن يخرج
    وأيضا يعارضه وجود يأجوج ومأجوج ,
    تعني لا يعارضه . لأن حديث جابر عام في سياق النفي فيعم إلا ما خص بدليل،كحديث يأجوج ومأجوج وحديث الجساسة.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    تعني لا يعارضه . لأن حديث جابر عام في سياق النفي فيعم إلا ما خص بدليل،كحديث يأجوج ومأجوج وحديث الجساسة.

    نعم هو ذاك
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    نفع الله بعلمكم، ألا يدخل المسيح الدجال في الحديث؟؟
    لا يدخل فيه؛ لأن الله أخبر أنه في السماء، فخرج بالنص
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة
    حديث جابر من العام المخصوص أو العام الذي أريد به الخاص
    و يعارضه حديث الجساسة الذي رواه مسلم , وفيه أنهم وجدوا الدجال موثقا بالسلاسل , وانه أوشك أن يخرج
    وأيضا يعارضه وجود يأجوج ومأجوج ,
    ولا يعارض بحياة الخضر , لأن الأصل أنه قد توفي , ومن ادعى خلاف ذلك فعليه بالدليل ولا وجود لأي دليل .
    ولا يستدل على موت الخضر بحديث جابر , الا بعد اثبات أنه كان حيا وقت صدور الحديث ,وهذا لا سبيل الى اثباته
    أحسنت، بارك الله فيك
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    بارك لله فيكم
    الحديث الذي أخرجه مسلم وغيره -لكن تركه البخاري- فيه أن الدجال وجده تميم الداري وأصحابه في الجزيرة التي حط بها قاربهم وسألهم عن بعض الأمارات التي تدل على قرب قيام الساعة وقرب خروجه
    (،.. قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ نَبِيِّ الْأُمِّيِّينَ مَا فَعَلَ؟ قَالُوا: قَدْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ، قَالَ: أَقَاتَلَهُ الْعَرَبُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنَ الْعَرَبِ وَأَطَاعُوهُ، قَالَ لَهُمْ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ،وَإِ نِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي، إِنِّي أَنَا الْمَسِيحُ، وَإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الْخُرُوجِ،...))

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    لا يدخل فيه؛ لأن الله أخبر أنه في السماء، فخرج بالنص
    تعني الرسول عيسى عليه السلام في السماء
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    تعني الرسول عيسى عليه السلام في السماء
    أي نعم
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Sep 2016
    المشاركات
    229

    افتراضي


    قولكم بارك فيك :"الحديث الذي أخرجه مسلم وغيره -لكن تركه البخاري- فيه أن الدجال وجده تميم الداري وأصحابه في الجزيرة ...

    فإن الإمام البخاري رحمه الله ؛ صحح حديث الجساسة حيث كما في
    العلل الكبير للترمذي (ص/ 328) رقم (607 ) :"قال محمد: وحديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس , في الدجال هو حديث صحيح". وهو حديث الجساسة والحديث عند مسلم (2942) حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، وحجاج بن الشاعر، كلاهما عن عبد الصمد - واللفظ لعبد الوارث بن عبد الصمد - حدثنا أبي، عن جدي، عن الحسين بن ذكوان، حدثنا ابن بريدة، حدثني عامر بن شراحيل الشعبي، شعب همدان، أنه سأل فاطمة بنت قيس،... الحديث. وفيه ذكر الدجال:"وإني مخبركم عني، إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة، فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة - أو واحدا - منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا، يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها". والله أعلم.

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر غازي مشاهدة المشاركة

    قولكم بارك فيك :"الحديث الذي أخرجه مسلم وغيره -لكن تركه البخاري- فيه أن الدجال وجده تميم الداري وأصحابه في الجزيرة ...

    فإن الإمام البخاري رحمه الله ؛ صحح حديث الجساسة حيث كما في
    العلل الكبير للترمذي (ص/ 328) رقم (607 ) :"قال محمد: وحديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس , في الدجال هو حديث صحيح". وهو حديث الجساسة والحديث عند مسلم (2942) حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، وحجاج بن الشاعر، كلاهما عن عبد الصمد - واللفظ لعبد الوارث بن عبد الصمد - حدثنا أبي، عن جدي، عن الحسين بن ذكوان، حدثنا ابن بريدة، حدثني عامر بن شراحيل الشعبي، شعب همدان، أنه سأل فاطمة بنت قيس،... الحديث. وفيه ذكر الدجال:"وإني مخبركم عني، إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة، فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة - أو واحدا - منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا، يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها". والله أعلم.
    بارك الله فيك وسددك
    قلت أن البخاري تركه أي لم يخرجه في الصحيح و كم من حديث هو صحيح عنده وترك ادخاله في كتابه لأمور متعددة ومختلفة ,
    ويحتمل أن تصحيحه للحديث يعني تصحيح طريق الشعبي في مقابلة طريق الزهري عن أبي سلمة عن فاطمة فانها مختلفة عنها
    واذا تعارض قول البخاري المنقول عنه مع صنيعه في صحيحه قدم صنيعه , لا سيما اذا أخرج الأحاديث المعارضة للحديث الذي ترك اخراجه
    قال الحافظ (ولشدّة التباس الأمر في ذلك، سلك البخاريُّ مسلكالترجيح، فاقتصرَ على حديث جابر عن عمر في ابن صيّاد،ولم يُخرج حديث فاطمة بنت قيس في قصة تميم)......


  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Sep 2016
    المشاركات
    229

    افتراضي

    جزاك الله خيرا على توضيح رأيك في ترك الإمام البخاري لحديث الجساسة واعتماد استظهار الحافظ ابن حجر في ذلك، وتوجيه تصيح البخاري لحديث الجساسة. ولم أقصد من ذكر تصحيح الإمام البخاري في مقابل الترك الترجيج إنما قصدت التذكير. والذي يظهر أن البخاري أخرج في شأن ابن الصياد حديث ابن عمر رضي الله عنهما رقم (1354) وفيه:"فقال عمر رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنقه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن يكنه فلن تسلط عليه، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله». وهذا الحديث فيه تردد، كما قال بعض أهل العلم، وعليه أجوبه.
    وحديث رقم ( 7355) عن محمد بن المنكدر، قال: رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله: أن ابن الصائد الدجال، قلت: تحلف بالله؟ قال: «إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم، فلم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم». وهذا فيه إقرار من النبي صلى الله عليه وسلم بسكوته. وقد تكلم العلماء في هذا الإقرار. هذا هو الحديث الذي جعله الحافظ حجة البخاري في الترجيح.
    ثم عندنا ترك إخراج حديث الجساسة.
    ثم تصحيح حديث الجساسة.
    وأنت تعلم أن هذه المسألة تناولها في أيامنا طلبة الحديث بالبحث بين من قبل اجتهاد الحافظ، كما هو صنيعكم، ومن رجح تصحيح البخاري. وبالنسبة لي أن المسألة تحتاج إلى مزيد من البحث، وهذا لا يقلل من جهدكم في إبراز رأيكم، الذي قد يستحسنه البعض. ولكن الذي خرجت به منكم أن ترك البخاري أخراج حديث في صحيحه وتصحيج هذا الحديث خارج الصحيح وأخراج أحاديث ظاهرها التعارض لهذا الحديث في صحيحة، فكانت النتيجة أن هذا داخل تحت هذا القول الذي ذكرته وهو يشبه القاعدة وهو:"واذا تعارض قول البخاري المنقول عنه مع صنيعه في صحيحه قدم صنيعه". لو ذكرت أقوال أهل العلم حول هذا القول أو شبه القاعدة، وتطبيقاتهم لكانت هي الفائدة. فلا تحرمنا هذه الفائدة. وجزاكم الله خيراً.


  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    بارك الله فيك
    لم أقصد ترجيح البخاري لحديث ابن صياد , انما هي اشارة الى صنيع البخاري في كتابه الذي اختار أن لا يضع فيه الا ما بلغ أعلى درجات الصحة , ويترك أحيانا الحديث الذي يصححه غيره أو يصح عنده لأجل سبب خفي نزل به عن رتبة اليقين التي تدخله في كتابه الصحيح
    وقد يترك اخراج ما صح لأجل ما هوأصح منه
    وأحيانا يتعارض عنده الحديثان الصحيحان أو السندان المختلفان للحديث الواحد (مثل تعارض الوقف مع الرفع الوصل مع الارسال) فيضطر الى الترجيح بينهما بقرائن خارجية
    وقد يقوى في نظره التعارض حتى لا يتمكن معه من الترجيح فيتوقف في ذلك ويخرج الترجمة على شكل سؤال دون جزم بالحكم
    وقد يخرج الحديث ليستنبط منه حكما معينا دون أن يصرح باعتماده له , وهذا ما وقع للحديث الذي فيه حلف جابر تبعا لقسم عمر بحضرة النبي عليه السلام دون انكار , حيث قال
    (بَابُ مَنْ رَأَى تَرْكَ النَّكِيرِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُجَّةً، لاَ مِنْ غَيْرِ الرَّسُولِ)
    ثم روى الحديث ...
    قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَحْلِفُ بِاللَّهِ: أَنَّ ابْنَ الصَّائِدِ الدَّجَّالُ، قُلْتُ: تَحْلِفُ بِاللَّهِ؟ قَالَ: «إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يُنْكِرْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
    فجابر فهم من سكوت النبي عليه السلام على حلف عمر أن ذلك اقرار منه بما أقسم عليه
    ولو كان الأمر خلاف ذلك لكان يقول مثلا , لا تقسم ياعمر فيحتمل أن يكون غيره
    فهو لم يسكت على اثبات عمر لهذا الأمر بل سكت على القسم وهذا اقوى
    وفهم الصحابة مقدم على من بعدهم ولا سيما اذا كان ذلك من عمر الذي وافق القرآن قبل نزوله عدة مرات , ويزداد الأمر قوة باقرار النبي عليه السلام لمافهمه عمر رضي الله عنه ويرتقي درجة أخرى اذا اعتمده جابر رضي الله عنه وصار يقسم عليه تأسيا بعمر رضي الله عنه واستئناسا بعدم انكار النبي عليه السلام
    ولا يعرف لهما مخالف بل وجد من تابعهما وأيد قسمهما وهما أبو ذر وابن مسعود رضي الله عنهما
    قال الحافظ ابن حجر
    ( وَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَر لِأَن أَحْلف عشر مرار ان بن صَيَّادٍ هُوَ الدَّجَّالُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً أَنَّهُ لَيْسَ هُوَ وَسَنَدُهُ صَحِيحٌ وَمن حَدِيث بن مَسْعُودٍ نَحْوُهُ لَكِنْ قَالَ سَبْعًا بَدَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ)
    فهذا يحلف عشرا وذاك سبعا أن ابن صياد هو الدجال
    ولا يمكن أن يقسم هؤلاء الصحابة الأجلاء على أمر عاينوه وشاهدوه كل هذا القسم ثم يكون خطأ
    وقد رأى عمر ابن صياد و عاينه بحضرة النبي عليه السلام , واستأذنه في قتله و قد عرف من كلام النبي عليه السلام صفة الدجال , وقد عرفه الصحابة وكاد أن يشتهر بينهم أنه هو , حتى أن ابن عمر ضربه مرة في احدى سكك المدينة فنهته أم المؤمنين أخته وقالت له كما في حديث مسلم
    (حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ نَافِعٌ يَقُولُ: ابْنُ صَيَّادٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَقِيتُهُ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: فَلَقِيتُهُ فَقُلْتُ لِبَعْضِهِمْ: هَلْ تَحَدَّثُونَ أَنَّهُ هُوَ؟ قَالَ: لَا، وَاللهِ قَالَ: قُلْتُ: كَذَبْتَنِي، وَاللهِ لَقَدْ أَخْبَرَنِي بَعْضُكُمْ أَنَّهُ لَنْ يَمُوتَ حَتَّى يَكُونَ أَكْثَرَكُمْ مَالًا وَوَلَدًا، فَكَذَلِكَ هُوَ زَعَمُوا الْيَوْمَ، قَالَ: فَتَحَدَّثْنَا ثُمَّ فَارَقْتُهُ، قَالَ: فَلَقِيتُهُ لَقْيَةً أُخْرَى وَقَدْ نَفَرَتْ عَيْنُهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَتَى فَعَلَتْ عَيْنُكَ مَا أَرَى؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، قَالَ: قُلْتُ: لَا تَدْرِي وَهِيَ فِي رَأْسِكَ؟ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللهُ خَلَقَهَا فِي عَصَاكَ هَذِهِ، قَالَ: فَنَخَرَ كَأَشَدِّ نَخِيرِ حِمَارٍ سَمِعْتُ، قَالَ: فَزَعَمَ بَعْضُ أَصْحَابِي أَنِّي ضَرَبْتُهُ بِعَصًا كَانَتْ مَعِيَ حَتَّى تَكَسَّرَتْ، وَأَمَّا أَنَا فَوَاللهِ مَا شَعَرْتُ، قَالَ: وَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَحَدَّثَهَا، فَقَالَتْ: مَا تُرِيدُ إِلَيْهِ؟ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ قَدْ قَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يَبْعَثُهُ عَلَى النَّاسِ غَضَبٌ يَغْضَبُهُ»
    وكأنهم أيقنوا أنه هو الدجال



    وقد جمع ابن حجر بين حديث تميم الداري وحديث ابن صياد بأن قال ان ابن صياد شيطان تبدى بصورة الدجال وأن الذي رآه تميم هو الدجال حقيقة
    ولكن لو عكس لكان أقرب وأصوب , فقد ثبت في الحديث أن ابن صياد كان غلاما له أم , وكان له ولد
    (...فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، فَقَالَتْ لِابْنِ صَيَّادٍ: يَا صَافِ - وَهُوَ اسْمُ ابْنِ صَيَّادٍ - هَذَا مُحَمَّدٌ فَثَارَ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ»)

    فيمكن أن يكون الذي رآه تميم واصحابه هو شيطان تمثل بصورة الانس , ويؤيد ذلك أن الجساسة التي كانت تتجسس له دابة كثيرة الشعر تتكلم , ولا تشبه الانس ولا الجن , فماذا يمكن أن تكون ؟
    فلم يبق الا أن تكون هي أيضا من الجن الذي تمثل بتلك الصورة ,
    والله أعلم

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Sep 2016
    المشاركات
    229

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك
    لم أقصد ترجيح البخاري لحديث ابن صياد , انما هي اشارة الى صنيع البخاري في كتابه الذي اختار أن لا يضع فيه الا ما بلغ أعلى درجات الصحة , ويترك أحيانا الحديث الذي يصححه غيره أو يصح عنده لأجل سبب خفي نزل به عن رتبة اليقين التي تدخله في كتابه الصحيح
    وقد يترك اخراج ما صح لأجل ما هوأصح منه
    وأحيانا يتعارض عنده الحديثان الصحيحان أو السندان المختلفان للحديث الواحد (مثل تعارض الوقف مع الرفع الوصل مع الارسال) فيضطر الى الترجيح بينهما بقرائن خارجية
    وقد يقوى في نظره التعارض حتى لا يتمكن معه من الترجيح فيتوقف في ذلك ويخرج الترجمة على شكل سؤال دون جزم بالحكم
    وقد يخرج الحديث ليستنبط منه حكما معينا دون أن يصرح باعتماده له , وهذا ما وقع للحديث الذي فيه حلف جابر تبعا لقسم عمر بحضرة النبي عليه السلام دون انكار , حيث قال
    (بَابُ مَنْ رَأَى تَرْكَ النَّكِيرِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُجَّةً، لاَ مِنْ غَيْرِ الرَّسُولِ)
    ثم روى الحديث ...
    قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَحْلِفُ بِاللَّهِ: أَنَّ ابْنَ الصَّائِدِ الدَّجَّالُ، قُلْتُ: تَحْلِفُ بِاللَّهِ؟ قَالَ: «إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يُنْكِرْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
    فجابر فهم من سكوت النبي عليه السلام على حلف عمر أن ذلك اقرار منه بما أقسم عليه
    ولو كان الأمر خلاف ذلك لكان يقول مثلا , لا تقسم ياعمر فيحتمل أن يكون غيره
    فهو لم يسكت على اثبات عمر لهذا الأمر بل سكت على القسم وهذا اقوى
    وفهم الصحابة مقدم على من بعدهم ولا سيما اذا كان ذلك من عمر الذي وافق القرآن قبل نزوله عدة مرات , ويزداد الأمر قوة باقرار النبي عليه السلام لمافهمه عمر رضي الله عنه ويرتقي درجة أخرى اذا اعتمده جابر رضي الله عنه وصار يقسم عليه تأسيا بعمر رضي الله عنه واستئناسا بعدم انكار النبي عليه السلام
    ولا يعرف لهما مخالف بل وجد من تابعهما وأيد قسمهما وهما أبو ذر وابن مسعود رضي الله عنهما
    قال الحافظ ابن حجر
    ( وَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَر لِأَن أَحْلف عشر مرار ان بن صَيَّادٍ هُوَ الدَّجَّالُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً أَنَّهُ لَيْسَ هُوَ وَسَنَدُهُ صَحِيحٌ وَمن حَدِيث بن مَسْعُودٍ نَحْوُهُ لَكِنْ قَالَ سَبْعًا بَدَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ)
    فهذا يحلف عشرا وذاك سبعا أن ابن صياد هو الدجال
    ولا يمكن أن يقسم هؤلاء الصحابة الأجلاء على أمر عاينوه وشاهدوه كل هذا القسم ثم يكون خطأ
    وقد رأى عمر ابن صياد و عاينه بحضرة النبي عليه السلام , واستأذنه في قتله و قد عرف من كلام النبي عليه السلام صفة الدجال , وقد عرفه الصحابة وكاد أن يشتهر بينهم أنه هو , حتى أن ابن عمر ضربه مرة في احدى سكك المدينة فنهته أم المؤمنين أخته وقالت له كما في حديث مسلم
    (حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ نَافِعٌ يَقُولُ: ابْنُ صَيَّادٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَقِيتُهُ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: فَلَقِيتُهُ فَقُلْتُ لِبَعْضِهِمْ: هَلْ تَحَدَّثُونَ أَنَّهُ هُوَ؟ قَالَ: لَا، وَاللهِ قَالَ: قُلْتُ: كَذَبْتَنِي، وَاللهِ لَقَدْ أَخْبَرَنِي بَعْضُكُمْ أَنَّهُ لَنْ يَمُوتَ حَتَّى يَكُونَ أَكْثَرَكُمْ مَالًا وَوَلَدًا، فَكَذَلِكَ هُوَ زَعَمُوا الْيَوْمَ، قَالَ: فَتَحَدَّثْنَا ثُمَّ فَارَقْتُهُ، قَالَ: فَلَقِيتُهُ لَقْيَةً أُخْرَى وَقَدْ نَفَرَتْ عَيْنُهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَتَى فَعَلَتْ عَيْنُكَ مَا أَرَى؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، قَالَ: قُلْتُ: لَا تَدْرِي وَهِيَ فِي رَأْسِكَ؟ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللهُ خَلَقَهَا فِي عَصَاكَ هَذِهِ، قَالَ: فَنَخَرَ كَأَشَدِّ نَخِيرِ حِمَارٍ سَمِعْتُ، قَالَ: فَزَعَمَ بَعْضُ أَصْحَابِي أَنِّي ضَرَبْتُهُ بِعَصًا كَانَتْ مَعِيَ حَتَّى تَكَسَّرَتْ، وَأَمَّا أَنَا فَوَاللهِ مَا شَعَرْتُ، قَالَ: وَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَحَدَّثَهَا، فَقَالَتْ: مَا تُرِيدُ إِلَيْهِ؟ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ قَدْ قَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يَبْعَثُهُ عَلَى النَّاسِ غَضَبٌ يَغْضَبُهُ»
    وكأنهم أيقنوا أنه هو الدجال



    وقد جمع ابن حجر بين حديث تميم الداري وحديث ابن صياد بأن قال ان ابن صياد شيطان تبدى بصورة الدجال وأن الذي رآه تميم هو الدجال حقيقة
    ولكن لو عكس لكان أقرب وأصوب , فقد ثبت في الحديث أن ابن صياد كان غلاما له أم , وكان له ولد
    (...فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، فَقَالَتْ لِابْنِ صَيَّادٍ: يَا صَافِ - وَهُوَ اسْمُ ابْنِ صَيَّادٍ - هَذَا مُحَمَّدٌ فَثَارَ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ»)

    فيمكن أن يكون الذي رآه تميم واصحابه هو شيطان تمثل بصورة الانس , ويؤيد ذلك أن الجساسة التي كانت تتجسس له دابة كثيرة الشعر تتكلم , ولا تشبه الانس ولا الجن , فماذا يمكن أن تكون ؟
    فلم يبق الا أن تكون هي أيضا من الجن الذي تمثل بتلك الصورة ,
    والله أعلم
    جزاك الله خيراً، أخي الفاضل ما أردت عند ذكر تصحيح الإمام البخاري لحديث الجساسة، أن أتعرض لحكم ابن الصياد والأحاديث الواردة فيه، وهل عمل البخاري بحديث الجساسة أم ترك الاحتجاج به؟ لكن الذي أريد أن تعلمه عني في هذه المشاركة أن الإمام البخاري إذا صحح أحاديث خارج الصحيح، فهو تصحيح منه لهذه الأحاديث، يتناقلها أهل العلم، وثبتونها، كما لا يخفى عليكم، ولا يقال إنه أراد أنه صحيح بالنسبة إلى حديث آخر أو نحو ذلك، إلا بقرينة قوية تدل على ذلك، كما أنه لا يلزم من تصحيح البخاري، أن يعمل به، ولا يمنعنا من عد البخاري من جملة من صحح الحديث. والله أعلم.
    لي تعليق على قولكم:"ثم روى الحديث ...
    قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَحْلِفُ بِاللَّهِ: أَنَّ ابْنَ الصَّائِدِ الدَّجَّالُ، قُلْتُ: تَحْلِفُ بِاللَّهِ؟ قَالَ: «إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يُنْكِرْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
    فجابر فهم من سكوت النبي عليه السلام على حلف عمر أن ذلك اقرار منه بما أقسم عليه
    ولو كان الأمر خلاف ذلك لكان يقول مثلا, لا تقسم يا عمر فيحتمل أن يكون غيره
    فهو لم يسكت على اثبات عمر لهذا الأمر بل سكت على القسم وهذا اقوى
    وفهم الصحابة مقدم على من بعدهم ولا سيما اذا كان ذلك من عمر الذي وافق القرآن قبل نزوله عدة مرات , ويزداد الأمر قوة باقرار النبي عليه السلام لما فهمه عمر رضي الله عنه ويرتقي درجة أخرى اذا اعتمده جابر رضي الله عنه وصار يقسم عليه تأسيا بعمر رضي الله عنه واستئناسا بعدم انكار النبي عليه السلام .
    ولا يعرف لهما مخالف بل وجد من تابعهما وأيد قسمهما وهما أبو ذر وابن مسعود رضي الله عنهما".
    قال الحافظ ابن حجر :"وَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَر لِأَن أَحْلف عشر مرار ان بن صَيَّادٍ هُوَ الدَّجَّالُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً أَنَّهُ لَيْسَ هُوَ وَسَنَدُهُ صَحِيحٌ وَمن حَدِيث بن مَسْعُودٍ نَحْوُهُ لَكِنْ قَالَ سَبْعًا بَدَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ".
    فهذا يحلف عشرا وذاك سبعا أن ابن صياد هو الدجال
    ولا يمكن أن يقسم هؤلاء الصحابة الأجلاء على أمر عاينوه وشاهدوه كل هذا القسم ثم يكون خطأ".
    المسألة تحتاج إلى مزيد تحرير، لأن في المقابل يقول معارضك، أنه جاء عن جابر أنه روى حديث الجساسة، وقد حسنه الحافظ، وهنا يكون البحث هل ثبت ذلك عن جابر أم لم يثبت، فالأمر يحتاج إلى مزيد بحث، وهذا كلامه في "فتح الباري" (13/ 327):"وأما جابر فشهد حلفه عند النبي صلى الله عليه وسلم فاستصحب ما كان اطلع عليه من عمر بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم لكن أخرج أبو داود من رواية الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر فذكر قصة الجساسة والدجال بنحو قصة تميم قال قال أي الوليد فقال لي بن أبي سلمة إن في هذا شيئا ما حفظته قال شهد جابر انه بن صياد قلت فإنه قد مات قال وإن مات قلت فإنه أسلم قال وإن أسلم قلت فإنه دخل المدينة قال وإن دخل المدينة انتهى وبن أبي مسلمة اسمه عمر فيه مقال ولكن حديثه حسن ويتعقب به على من زعم أن جابرا لم يطلع على قصة تميم".
    ثم قد يقول لك مخالفك ما قاله الحافظ ولم تنقله لعدم اقتناعك به وهو قول الحافظ على قسم الصحابة في "الفتح" (13/ 329):"وفي الحديث جواز الحلف بما يغلب على الظن". فالمسألة تحتاج لمناقشة الأدلة وتعقب كلام كل قول، وهذا ليس مكانه.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •