الأمثال محفوظة الرتبة
تمايز صحة التراكيب في إطار الرتبة
في كل شجر نار
نار في كل شجر
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في هذين التركيبين اللذين يتمايزان من حيث الصحة في إطار الرتبة نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب:
يقول العرب:في كل شجر نار - وهذا مَثَل - مستقيم حسن.
ولا يجـــوز:نار في كل شجر - نفس المثل - غير جائز

التركيب الأول من مستوى الكلام المستقيم الحسن ، وهو مَثل ، وقد تقدم شبه الجملة ليكون خبرا لا صفة للنكرة، أما التركيب الثاني فلا يجوز، لأن الأمثال لا تتغير بل تقال بنفس الصيغة التي قيلت بها أول مرة ،وهي محفوظة الرتبة ، كما أن تقديم المبتدأ النكرة يجعل شبه الجملة صفة له لأن النكرة تطلب الوصف طلبا حثيثا ، والتقديم ملبس ،فلا ندري ،أخبرٌ شبهُ الجملة أم صفة للنكرة ؟ ومن هنا تقدم شبه الجملة ليكون خبرا لا صفة ، ومثل ذلك قول العرب:"في القمر ضياء"،وقولهم :"في كل واد بنو سعد" فالأخبار هنا واجبة التقديم ورتبتها محفوظة.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز صحة التراكيب.