تمايز معنى التراكيب في إطار التضام
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في هذين التركيبين اللذين يتمايزان من حيث المعنى في إطار التضام نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب:
قال تعالى:"وأشرِبوا في قلوبهم......العجلَ "
ونقـول:"وأشرِبوا في قلوبهم حُبَّ العجلِ"
التركيب الثاني أصل للتركيب الأول ، فقد حُذف المفعول وورث المضاف إليه إعراب المفعول المضاف لأنه صار مبنيا على الفعل ومطلوبا له بعد أن كان مبنيا على المضاف ،وهذا كقوله تعالى:"*واسأل القرية"*حيث حُذف المضاف "أهل" ،وورث المضاف إليه إعراب المضاف ،وصار مبنيا على الفعل بعد أن كان مبنيا على المضاف إليه ،وتحولت الجملة من الحقيقة إلى المجاز ،نتيجة تغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب ، والتركيب الأول فيه مبالغة أكبر حيث وصف قلوبهم بالمبالغة في حب العجل ،فتحول العجل إلى مشروب تشربته القلوب فمازجها ممازجة المشروب وخالطها مخالطة الشيء الملذوذ ،فهم أُشربوا العجل وحب العجل ،أما التركيب الثاني فأقل مبالغة من الأول لأنهم أُشربوا حب العجل فقط .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ،وأن الإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب .