تقديم مطلوب اسم الفعل
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في قوله تعالى :"..........والمحصن ت من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتابَ الله عليكم" حيث قدم مطلوب اسم الفعل "كتابَ الله " على اسم الفعل "عليكم" من العام إلى الخاص ،بحسب الأهمية المعنوية ليرتبط مع التشريع السابق عليه ،وهذا هو العدول عن الأصل ،وقال الشاعر العربي:
يا أيها المائح دلوي دونكا //إني رأيت الناس يحمدونكا
فقدم مطلوب اسم الفعل "دونكا" بالضابطين :المعنوي واللفظي ،رغم أن القاعدة النحوية تمنع تقديم مطلوب اسم الفعل بحجة أنه طالب ضعيف ،ولكن منزلة المعنى لا يقف حائل أمامها ،فهي كالعواصف المرسلة تدمر كل شيء بأمر ربها ، وقال تعالى بحسب الأصل من الخاص إلى العام :"عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلَّ إذا اهتديتم "فأخر مطلوب اسم الفعل حيث لا أهمية معنوية لتقديم المطلوب .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الأهمية المعنوية ،وأن الإنسان يتحدث بمستويات تحت رعاية الاحتياج المعنوي في الأصل وفي العدول عن الأصل .