قال ابن تيمية في كتاب قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (101 - 102) : (ومنها أن العباد لا يزالون مقصِّرين محتاجين إلى عفوه ومغفرته، فلن يدخل أحد الجنة بعمله، وما من أحد إلا وله ذنوب يحتاج فيها إلى مغفرة الله لها : (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ) فاطر : 45

وقوله صلى الله عليه وسلم : (لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله) ، لا يناقض قوله تعالى : (جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) السجدة : 17 ؛ فإن المنفي نُفي بباء المقابلة والمعاوضة كما يقال : بِعْتُ هذا بهذا ، وما أثبت أثبت بباء السبب، فالعمل لا يقابل الجزاء وإن كان سببًا للجزاء ، ولهذا من ظن أنه قام بما يجب عليه ، وأنه لا يحتاج إلى مغفرة الرب تعالى وعفوه فهو ضال .
كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (لن يدخل أحد الجنة بعمله ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمةٍ منه وفضل) ، وروي (بمغفرته) ، ومن هذا أيضًا الحديث الذي في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن الله لو عذَّب أهل سمواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ، ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيرًا من أعمالهم) الحديث .