تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: رد الفرية الدنية على الدرر السنية! كتبه: فؤاد بن عبدالله الحاتم

  1. #1

    افتراضي رد الفرية الدنية على الدرر السنية! كتبه: فؤاد بن عبدالله الحاتم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين:
    أما بعد لا تزال دعوة الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب تلقى عداء منذ ظهورها، وتلفيق التهم جزافا بلا بينة اليها.
    ومن ذلك ان يظهر احد الأكاديميين فيكيل اليها التهم، دون ان يذكر مصدرا واحدا لكثير من أقوالهم، وانما هي الدعاوى المبنية على الجهل بدعوة هذا الامام المجدد رحمه الله، او كراهيتها والعياذ بالله.
    وقد زعم هذا الأكاديمي ان أئمة الدعوة الإصلاحية النجدية يكفرون بالعموم، ولا يعذرون احدا بالجهل، وهذا ضلال مبين، فان أئمة الدعوة من ابعد الناس عن ذلك.

    واليكم نموذجا من فتاوى عديدة من أقوالهم التي ترد على كذب أعداءهم، او جهلهم لدعوتهم، او دعوة التوحيد!!
    قال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن رحمه الله: وقد رأيت سنة أربع وستين، رجلين من أشباهكم، المارقين بالاحساء، قد اعتزل الجمعة، والجماعة، وكفرا من في تلك البلاد من المسلمين، وحجتهم من جنس حجتكم، يقولون: أهل الاحساء يجالسون ابن فيروز، ويخالطونه، هو وأمثله ممن لم يكفر بالطاغوت، ولم يصرح بتكفير جده، الذي رد دعوة الشيخ محمد، ولم يقبلها، وعاداها.
    قالا: ومن لم يصرح بكفره، فهو كافر بالله، لم يكفر بالطاغوت، ومن جالسه فهو مثله، ورتبوا على هاتين المقدمتين، الكاذبتين، الضالتين، ما يترتب على الردة الصريحة، من الاحكام، حتى تركوا رد السلام.
    فرُفع إليّ أمرهم، فأحضرتهم، وتهددتهم، وأغلظت لهم القول.
    فزعموا اولا: انهم على عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وان رسائله عندهم، فكشفت شبهتهم، وأدحضت ضلالتهم، بما حضرني في المجلس.
    وأخبرتهم ببراءة الشيخ من هذا المعتقد، والمذهب، وانه لا يكفر الا بما أجمع المسلمون على تكفير فاعله، من الشرك الأكبر، والكفر بآيات الله ورسله، او بشيء منها، بعد قيام الحجة، وبلوغها المعتبر، كتكفير من عبد الصالحين، ودعاهم مع الله، وجعلهم أندادا له، فيما يستحقه على خلقه، من العبادات، والإلهية، وهذا مجمع عليه اهل العلم والايمان.
    وكل طائفة من أهل المذاهب المقلدة بفردون هذه المسألة بباب عظيم، يذكرون فيه حكمها، وما يوجب الردة، ويقتضيها، وينصون على الشرك.
    وقد افرد ابن حجر هذه المسألة بكتاب سماه: "الإعلام بقواطع الاسلام" اهـ [الدرر السنية 467/1-468]

    وكلام أئمة الدعوة كثير بحمد الله في هذه المسائل، والتي وافقوا فيها اهل الحق والايمان من المذاهب، ومن رامها فهي مبثوثة في الدرر السنية.

    ومما شغب به ذالكم الأكاديمي القول بأن أئمة الدعوة وقعوا في خطأ التكفير المطلق دون ضوابط، وخاصة عدم العذر بالجهل!
    العجيب ان هذا الأكاديمي يذكر الخلاف في حكم الاحتفال بالمولد النبوي المبتدع! الذي لم يرد به الشرع، ولا وجد في كلام الصحابة والتابعين، ولا أئمة الدين؛ ولا يذكر الخلاف في مسألة العذر بالجهل!
    وقد ذكر العلامة ابن عثيمين رحمه الله الاختلاف في مسألة العذر بالجهل بين اهل العلم. [كما في فتاوى أركان الاسلام ص 133-142]
    فان وجد مِن أهل العلم مَن خالف في ذلك، او قيد العذر بالجهل في مسائل، فلا ينكر عليه، لوجود الخلاف في ذلك.
    ناهيكم ان اهل العلم لم يطلقوا العذر بالجهل، وانما قيدوه بمن كان حديث الاسلام، أو من نشأ في بادية بعيدة جداً عن الأمصار والعلماء، أو من نشأ في دار المشركين، كما في المغني لابن قدامة وغيره.
    فهل هم مخطئون ايضا عند هذا الأكاديمي ايضا؟!
    فكيف يسوغ لهذا الأكاديمي ان يذكر الخلاف المزعوم في حكم الاحتفال بالمولد النبوي المبتدع، ولا يسوغ له ذكر الخلاف في مسألة العذر بالجهل بتفاصيلها؟!

    ومع ذلك فقد عذر الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب وغيره من أئمة الدعوة رحمهم الله بالجهل.
    وهذه الفرية قال بها أعداء الشيخ، ومن جهل حقيقة دعوته في وقته والى يومنا هذا، لتنفير الناس من دعوته.
    ودونكم بعض النقول في ذلك.
    قال الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: وبعد: ما ذكر لكم عني: أني أكفر بالعموم، فهذا من بهتان الأعداء، وكذلك قولهم: اني أقول من تبع دين الله ورسوله وهو ساكن في بلده انه ما يكفيه حتى يجئ عندي، فهذا ايضا من البهتان، انما المراد اتباع دين الله ورسوله، في اي ارض كانت.
    ولكن نكفر من أقر بدين الله ورسوله، ثم عاداه وصد الناس عنه، وكذلك من عبد الأوثان، بعدما عرف انها دين المشركين، وزيّنه للناس، فهذا الذي نكفره اهـ [الدرر السنية 131/10]
    وقال الامام المجدد رحمه الله في رسالته الى محمد بن عيد: وأما ما ذكره الأعداء عني، أني أكفر بالظن وبالمولاة، أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله اهـ [الدرر السنية 113/10]
    وسئل الشيخ عبدالله بن الشيخ رحمهما الله تعالى، عن حال من صدر منه كفر، من غير قصد منه، بل هو جاهل، هل يعذر، سواء كان قولا، او فعلا، او توسلا؟
    فأجاب: اذا فعل الانسان الذي يؤمن بالله ورسوله ما يكون فعله كفرا، او اعتقاده كفر، جهلا منه بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا لا يكون عندنا كافرا، ولا نحكم عليه بالكفر، حتى تقوم عليه الحجة الرسالية، التي يكفر من خالفها.
    فاذا قامت عليه الحجة، وبين له ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصر على فعل ذلك بعد قيام الحجة عليه، فهذا هو الذي يكفر اهـ [الدرر السنية 239/10]

    فأين هذا الأكاديمي عن هذه النقول وغيرها كثير مما هو موجود في كلام أئمة الدعوة النجدية، وغيرهم من علمائنا المعاصرين؟!
    وكان الواجب على هذا الأكاديمي ان ينشط في نشر التوحيد والتحذير من البدع، بدلا من التشكيك في أئمة الدعوة، وفي غير ذلك!!
    وبهذا وغيره تعلم عدم صدق ما قاله هذا الأكاديمي، وان تشبيهه هؤلاء العلماء بداعش التكفيرية الخارجية خطأ فادح!!

    ومما شغب به ذالكم الأكاديمي دعوى ان أئمة الدعوة يكثرون من التكفير بما لم يسبقوا اليه، بل وتكفيرهم لعموم الناس!!
    وهذا الكلام كذب غير صحيح، بل قاله أعداء دعوته رحمه الله، وقد بين كذب ذلك في عدة مواضع، بل يوجد في كلامهم خلافه ولله الحمد، ودونكم عينة منه.
    قال الامام المجدد محمد بن عبدالرهاب رحمه الله في جواب له لاحد علماء المدينة: فان قائلهم انهم يكفرون بالعموم، فنقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، الذي نكفر، الذي يشهد ان التوحيد دين الله، ودين رسوله، وان دعوة غير الله باطلة، ثم بعد هذا يكفر بالتوحيد اهـ [الدرر السنية 63/1]
    وقال ايضا رحمه الله في جواب لعبدالرحمن بن عبدالله: واما التكفير: فأنا أكفر من عرف دين الرسول، ثم بعدما عرف سبه، ونهى الناس عنه، وعادى من فعله، فهذا هو الذي أكفره، وأكثر الامة ولله الحمد ليسوا كذلك اهـ [الدرر السنية 83/1]
    فهو يرى ان أكثر الامة ليسوا كفارا، بخلاف دعوى الجهلة والحاقدين.
    وقال ايضا رحمه الله في جواب لإسماعيل الجراعي: وأما القول أنا نكفر بالعموم؟ فذلك بهتان الاعداء، الذين يصدون به عن هذا الدين، ونقول: {سبحانك هذا بهتان عظيم} اهـ [الدرر السنية 100/1]
    وقال ايضا رحمه الله: وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم: انا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وانا نكفر من لم يكفر، ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان، الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله اهـ [الدرر السنية 104/1]

    وقد بين كذب هذه الدعوى أيضاً الشيخ عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالرهاب رحمهما الله فقال: وأما ما يكذب علينا سترا للحق، وتلبيسا على الخلق، بأنا نفسر القران برأينا، ونأخذ من الحديث ما وافق فهمنا ...... الى ان قال: وأنا مكفر الناس على الإطلاق أهل زماننا، ومن بعد الستمائة، الا من هو على ما نحن عليه اهـ [الدرر السنية 229/1]

    مما تقدم وغيره يتبين كذب هذه الدعوى، وذلك اما جهلا من قائلها بكلام هؤلاء الأئمة، أو تنفيرا منهم ومن دعوتهم والعياذ بالله!
    وما استنكره هذا الأكاديمي من كثرة التكفير بضوابطه المعروفة عند أهل العلم، جره على علمائنا المعاصرين، كابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى وغيرهما، وان كانوا في نظره أحسن حالا ممن قبلهم!!

    وسيجره هو او غيره في قابل الأيام على السلف، الذين كفروا دعاة وغلاة كثير من الفرق!
    قال عبدالله بن الامام أحمد: سمعت أبي رحمه الله سأله علي بن الجهم عن من قال بالقدر يكون كافرا؟
    قال: اذا جحد العلم.
    اذا قال: ان الله عز وجل لم يكن عالما حتى خلق علما فعلم، فجحد علم الله عز وجل كفر اهـ [السنة 385/2]
    وقال ابراهيم بن طهمان: الجهمية كفار، والقدرية كفار. [السنة لعبدالله بن أحمد 387/2]
    وقال وكيع: قد قالت المرجئة: الإقرار بما جاء من عند الله عز وجل يجزئ من العمل.
    وقالت الجهمية: المعرفة بالقلب بما جاء من عند الله يجزئ من القول والعمل، وهذا كفر اهـ [السنة عبدالله بن أحمد 234/1]
    وغير ذلك من تكفير السلف للجهمية، وكذلك تكفير من قال ان القرآن مخلوق.

    فهل ستمنع كثرة القائلين من تكفيرهم؟
    أم ستطبق فيهم ضوابط التكفير عند السلف؟
    وبهذا وغيره تعلم عدم صدق ما قاله هذا الأكاديمي، وان تشبيهه هؤلاء العلماء بداعش التكفيرية الخارجية بهتان وضلال مبين!!

    ومما شغب به ذالكم الأكاديمي تخطئة أئمة الدعوة بالتكفير بالموالاة الظاهرة، وزعم انه موجود في الدرر السنية!!
    ولم يأت بنص من الدرر عن أحد أئمة الدعوة، ولكنها دعوى يدعيها، إما جهلا، او ظلما وزورا!!
    وانا اذكر قول أحد أئمة هذه الدعوة في حكم المولاة، بيانا للحق، وحتى لا يغتر بما ادعاه من لم يعرف اقوال هؤلاء الأئمة الاعلام.
    قال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن رحمه الله في معرض كلامه على دلالات بعض الالفاظ الشرعية من التكفير والموالاة وغيرهما قال: وتأمل قصة حاطب بن أبي بلتعة، وما فيها من الفوائد، فانه هاجر الى الله ورسوله، وجاهد في سبيله، لكن حدث منه ان كتب بسر وسول الله صلى الله عليه وسلم الى المشركين من أهل مكة، يخبرهم بشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسيره لجهادهم، ليتخذ بذلك يدا عندهم تحمى اهله وماله بمكة، فنزل الوحي بخبره، وكان قد أعطى الكتاب ظعينة، جعلته في شعرها، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا والزبير في طلب الظعينة، وأخبرهما انهما يجدانها في روضة خاخ، فكان ذلك، وتهدداها، حتى أخرجت الكتاب من ضفائرها، فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    فدعا حاطب بن أبي بلتعة، فقال له: "ما هذا"؟ فقال: يا رسول الله اني لم أكفر بعد إيماني، ولم افعل هذا رغبة عن الاسلام، وانما اردت ان تكون لي عند القوم يد، أحمي بها أهلي، ومالي، فقال صلى الله عليه وسلم: "صدقكم، خلوا سبيله"، واستأذن عمر في قتله، فقال: دعني اضرب عنق هذا المنافق، قال: "وما يدريك ان الله اطلع على اهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم".
    وانزل الله في ذلك، صدر سورة الممتحنة، فقال: {يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} الآيات.
    فدخل حاطب في المخاطبة باسم الايمان، ووصفه، وتناوله النهي بعمومه، وله خصوص السبب، الدال على إرادته، مع ان في الآية الكريمة ما يشعر ان فعل حاطب نوع مولاة، وانه أبلغ اليهم بالمودة، وان فاعل ذلك قد ضل سواء السبيل، لكن قوله: "صدقكم، خلوا سبيله" ظاهر في انه لا يكفر بذلك، اذا كان مؤمنا بالله ورسوله، غير شاك، ولا مرتاب، وانما فعل ذلك، لغرض دنيوي، ولو كفر لما قال: "خلوا سبيله".
    ولا يقال قوله صلى الله عليه وسلم: "ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم" هو المانع من تكفيره، لأنا نقول: لو كفر لما بقي من حسناته، ما يمنع من لحاق الكفر، وأحكامه، فان الكفر يهدم ما قبله؛ لقوله تعالى: {ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله}، وقوله: {ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون}، والكفر محبط للحسنات والايمان، بالإجماع، فلا يظن هذا ... اهـ [الدرر السنية 473/1-474]

    وقال ايضا رحمه الله: فكما ان شعب الايمان ايمان، فشعب الكفر كفر، والمعاصي كلها من شعب الكفر، كما ان الطاعات كلها من شعب الايمان، ولا يسوى بينهما في الاسماء والأحكام، وفرق بين من ترك الصلاة، او الزكاة، او الصيام، او أشرك بالله، او استهان بالمصحف، وبين من يسرق، ويزني، او يشرب، او ينهب، او صدر منه نوع مولاة، كما جرى لحاطب.
    فمن سوى بين شعب الايمان في الاسماء والأحكام، او سوى بين شعب الكفر في ذلك، فهو مخالف للكتاب والسنة، خارج عن سبيل سلف الامة، داخل في عموم اهل البدع، والأهواء اهـ [الدرر السنية 478/1-479]

    فماذا سيقول أعداء هذه الدعوى المباركة، ومن جهلها، او جهل حقيقة التوحيد في عدد من المسائل؟؟!!
    فهل يصح ان يقال ان علماء الدرر السنية خوارج، او ان داعش وغيرها تستقي منهجها من هؤلاء الاعلام؟!
    كلا ورب الكعبة.

    ومما شغب به ذالكم الأكاديمي دعوى ان الشيخ عبدالله أبا بطين رحمه الله يكفر الاشاعرة!!
    ولم يعزُ كلامه الى مصدره في الدرر السنية، التي هو بصدد نقدها!!
    بينما الموجود في الدرر السنية عن الشيخ أبا بطين رحمه الله غير ذلك!!
    فقد بين الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبا بطين رحمه الله مذهب الاشاعرة في عدم اثباتهم علو الرب فوق سماواته، وعدم اثباتهم استوائه على عرشه، وعدم رؤية المؤمنين ربهم في الجنة، وان الايمان مجرد التصديق.
    ثم قال رحمه الله : اذا عرفت ذلك، عرفت خطأ من جعل الاشعرية من أهل السنة، كما قال السفاريني في بعض كلامه، ويمكن ان ادخلهم في اهل السنة مداراة لهم؛ لأنهم اليوم أكثر الناس، والأمر لهم، مع انه قد دخل بعض المتأخرين من الحنابلة في بعض ما هم عليه اهـ [الدرر السنية 364/1-365]

    فالشيخ رحمه الله لم يكفر الاشاعرة كما ادعى هذا الأكاديمي، وانما أخرجهم من أهل السنة والجماعة.
    ولم يتفرد بذلك، بل سبقه غيره من أهل العلم، ومنهم تقي الدين ابو العباس ابن تيمية رحمه الله.
    قال تقي الدين ابن تيمية رحمه الله: الاشعرية يقولون: ان له صفات سبعا: الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والكلام، والسمع، والبصر. وينفون ما عداها، وفيهم من يتوقف في نفي ما سواها، وغلاتهم يقطعون بنفي ما سواها اهـ [مجموع الفتاوى 358/6]
    وقال تقي الدين ابن تيمية رحمه الله: فكل من المعتزلة والاشعرية في مسائل كلام الله وأفعال الله، بل وسائر صفاته وافقوا السلف والأئمة من وجه، وخالفوهم من وجه، وليس قول احدهما هو قول السلف دون الاخر، لكن الأشعرية في جنس مسائل الصفات، بل وسائر الصفات والقدر أقرب الى قول السلف والأئمة من المعتزلة اهـ [مجموع الفتاوى 134/12-135]
    فهو لا يدخل الاشاعرة مع أهل السنة؛ لمخالفتهم في مسائل عديدة ذكرها، وقد ذكر شيئا منها الشيخ أبا بطين .

    فالواجب على هذا الأكاديمي ان يتقي الله عز وجل، ويتثبت مما ينقله، فقد افترى على هؤلاء الاعلام.
    كما افترى بدعوى ان علماء الدرر السنية على مذهب الخوارج، وتأثر الجماعات التكفيرية من داعش وغيرها بهم، فحسبنا الله ونعم الوكيل.

    وأخيرا فهذا شيء من كلام أئمة الدعوة، في بيان منهجهم في العلم والدعوة، وانهم متبعون للسلف، وليسوا مقلدين مطلقا، حتى تعلم فرية وكذب تشبيههم بالخوارج!

    اولا: العقيدة.

    قال ابنا الشيخ محمد، حسين، وعبدالله. رحمهم الله: عقيدة الشيخ رحمه الله التي يدين الله بها، هي عقيدتنا وديننا الذي ندين الله به، وهو عقيدة سلف الامة وأئمتها، من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وهو اتباع ما دل عليه الدليل من كتاب الله تعالى، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرض اقوال العلماء على ذلك، فما وافق كتاب الله وسنة رسوله قبلناه وأفتينا به، وما خالف ذلك رددناه على قائله اهـ [الدرر السنية 219/1]

    ثانيا: الفقه، وتواضعهم.

    وقال عبدالله بن الشيخ محمد رحمها الله: ونحن ايضا في الفروع على مذهب الامام احمد بن حنبل، ولا ننكر على من قلد أحد الأئمة الأربعة، دون غيرهم، لعدم ضبط مذاهب الغير، الرافضة، والزيدية، والإمامية، ونحوهم، ولا نقرهم ظاهرا على شيء من مذاهبهم الفاسدة، بل نجبرهم على تقليد احد الأئمة الأربعة.
    ولا نستحق مرتبة الاجتهاد المطلق، ولا احد لدينا يدعيها، إلا أننا في بعض المسائل، اذا صح لنا نص جلي، من كتاب او سنة غير منسوخة، ولا مخصص، ولا معارض بأقوى منه، وقال به احد الأئمة الأربعة اخذنا به، وتركنا المذهب، كإرث الجد والاخوة، فإنا نقدم الجد بالإرث، وان خالف مذهب الحنابلة اهـ [الدرر السنية 227/1]

    ثالثا: العلم.

    وقال ايضا: ثم إنا نستعين على فهم كتاب الله بالتفاسير المتداولة المعتبرة، ومن أجلها لدينا: تفسير ابن جرير، ومختصره لابن كثير الشافعي، وكذا البغوي، والبيضاوي، والخازن، والحداد، والجلالين، وغيرهم.
    وعلى فهم الحديث بشروح الأئمة المبرزين: كالعسقلاني، والقسطلاني على البخاري، والنووي على مسلم، والمناوي على الجامع الصغير.
    ونحرص على كتب الحديث، خصوصا: الأمهات الست، وشروحها.
    ونعتني بسائر الكتب في سائر الفنون، أصولا، وفروعا، وقواعد، وسيرا، ونحوا، وصرفا، وجميع علوم الامة.
    ولا نأمر بإتلاف شيء من المؤلفات أصلا، إلا ما اشتمل على ما يوقع الناس في الشرك اهـ [الدرر السنية 228/1]

    رابعا: إجلالهم اهل العلم، وان وقعوا في بعض المخالفات الجسيمة.

    وقال ايضا: ونحن كذلك لا نقول بكفر من صحت ديانته، وشهر صلاحه، وعلم ورعه وزهده، وحسنت سيرته، وبلغ من نصحه الامة ببذل نفسه لتدريس العلوم النافعة، والتآليف فيها، وان كان مخطئا في هذه المسألة أو غيرها، كابن حجر الهيتمي.
    فانا نعرف كلامه في الدر المنظم، ولا ننكر سمة علمه، ولهذا نعتني بكتبه، كشرح الأربعين، والزواجر، وغيرهما، ونعتمد على نقله اذا نقل؛ لانه من جملة علماء المسلمين اهـ [الدرر السنية 236/1]

    خامسا: عدم تقليدهم المطلق لأحد.

    وقال ايضا: هذا وعندنا ان الامام ابن القيم وشيخه: إماما حق من أهل السنة، وكتبهم عندنا من أعز الكتب، إلا انا غير مقلدين لهم في كل مسألة، فان كل أحد يؤخذ من قوله ويترك، إلا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
    ومعلوم مخالفتنا لهما في عدة مسائل، منها: طلاق الثلاث، بلفظ واحد في مجلس، فانا نقول به تبعا للأئمة الأربعة، ونرى الوقف صحيحا، والنذر جائز، ويجب الوفاء به في غير المعصية اهـ [الدرر السنية 240/1]

    ختاما: التكفير!!

    قال عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن رحمه الله في رسالة له: وهذا التفصيل قول الصحابة، الذين هم أعلم الامة بكتاب الله، وبالإسلام، والكفر، ولوازمهما، فلا تتلقى هذه المسائل إلا عنهم.
    والمتأخرون لم يفهموا مرادهم، فانقسموا فريقين، فريق أخرجوا من الملة بالكبائر، وقضوا على أصحابها بالخلود في النار.
    وفريق جعلوهم مؤمنين كاملي الايمان، فأولئك غلوا، وهؤلاء جفوا، وهدى الله أهل السنة للطريقة المثلى، والقول الوسط، الذي هو في المذاهب، كالإسلام في الملل، فها هنا كفر دون كفر، ونفاق دون نفاق، وشرك دون شرك، وظلم دون ظلم.
    فعن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: ليس هو الكفر الذي تذهبون اليه، رواه عنه سفيان، وعبدالرزاق، وفي رواية أخرى: كفر لا ينقل عن الملة.
    وعن عطاء: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق.
    وهذا بين في القران، لمن تأمله؛ فان الله سبحانه سمى الحاكم بغير ما أنزل الله كافرا، وسمى الجاحد لما أنزل الله على رسوله كافرا، وليس الكفران على حد سواء... اهـ [الدرر السنية 481/1-482]

    بهذا وغيره تعرف بطلان الافتراءات على هذه الدعوة المباركة، إما جهلا من قائلها، أو عداءً لها والعياذ بالله.

    اسأل الله عز وجل ان يغفر لهؤلاء الاعلام، من أئمة الدعوة النجدية، وسائر علماء المسلمين، وان يجزيهم عما قدموه خير الجزاء، وان يرد كيد أعدائهم في نحورهم، وان يهدي من جهل دعوتهم المباركة.

    كتبه: فؤاد بن عبدالله الحاتم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    17,333

    افتراضي رد: رد الفرية الدنية على الدرر السنية! كتبه: فؤاد بن عبدالله الحاتم

    جزاك الله خيرا!

    فإن كثير من أمثال هذا الأكاديمي يزعجهم الكلام في التوحيد ونواقض التوحيد لذلك يُشغبون على "الدرر السَّنية في الأجوبة النجدية"! وينزعجون من تكفير أهل الشرك من الروافض المجوس ولا ينزعجون من تكفير الروافض لأهل الإسلام وخاصة لخير القرون!

  3. #3

    افتراضي رد: رد الفرية الدنية على الدرر السنية! كتبه: فؤاد بن عبدالله الحاتم

    آمين، وإياك جزى

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    228

    افتراضي رد: رد الفرية الدنية على الدرر السنية! كتبه: فؤاد بن عبدالله الحاتم

    والدعاوش وأمثالهم من الفئات والأحزاب قد كشفت الغبار عما يؤول له في القديم والحديث !
    الحق عند أهل الحق المعروفون المشهودلهم بالخير والصلاح والتربية والاعتدال

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •