تمايز مستوى نظم التراكيب في إطار الصيغة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذين التركيبين اللذين يتمايزان من حيث مستوى النظم في إطار الصيغة نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب:
نقـول: جاء أبوك من السفر . والجواب : أجل .- المستوى الأحسن
ونقول:جاء أبوك من السفر . والجواب : نعم . - المستوى الحسن .
التركيب الأول أجود لأن أجل لتصديق الخبر، وهي مسبوقة بالخبر فتكون تصديقا له إذا كان إثباتا أو نفيا ، وتقع بعد الخبر كثيرا ،أو أكثر من نعم .
ونقول:أجاء أبوك من السفر؟ والجواب : نعم - المستوى الأحسن
ونقول:أجاء أبوك من السفر؟ والجواب : أجل - المستوى الحسن .
التركيب الأول هو الأجود لأن نعم تكون للإعلام وهي مسبوقة بالاستفهام ،والإعلام يكون بعد الاستفهام . يقول:الأخفش :"أجل بعد الخبر أحسن من نعم ،ونعم بعد الاستفهام أحسن من أجل " (1) وكل ذلك يعود إلى منزلة المعنى بين أجزاء التركيب ،وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ،وأن الإنسان يتحدث بمستويات تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز مستوى نظم التراكيب .
=============================
(1) ابن هشام – مغني اللبيب – حرف الهمزة - أجل