قال الله - تعالى -: ﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ ﴾ [إبراهيم: 48]، هذه الآية تدلُّ على أن الأرض والسموات تتبدَّل يوم القيامة، ولكن كيف تتبدَّل؟ هل تتبدَّل صفاتها؟ أم هل تتبدل عينُها؟
هناك قولانِ لأهل العلم:
الأول: أنه تتبدَّل صفاتها، فتسوَّى المرتفعات، وتُنسَف الجبال، وتُمَد الأرض، وهو مَرْوِي عن عبدالله بن عباس، وعبدالله بن عمر.
الثاني: أنه تتبدَّل عينها؛ أي: حقيقتها، أي: تُزَال بالكلية، وهو مَرْوِي عن عبدالله بن مسعود، وأبي هريرة، وأبي بن كعب، وأنس بن مالك، وعلي بن أبي طالب، وسعيد بن جبير، وغيرهم، وهو الراجح الظاهر من الأدلة؛ فعن ثوبان، قال: كنت قائمًا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاءه حبرٌ من أحبار اليهود، فقال: السلام عليك... وذكر الحديث، وفيه: فقال اليهودي: أين يكونُ الناس يوم تبدَّل الأرض غير الأرض والسموات؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((هم في الظلمة دون الجسر)) . مسلم (315).
قال القرطبي: "فهذه الأحاديث تنصُّ على أن السموات والأرض تبدَّل وتزال، ويخلق الله أرضًا أخرى، ويكون الناس عليها بعد كونهم على الجسر" .تفسير القرطبي (9/311 - 312).
قلت: وأما ما روي عن ابن عباس وعبدالله بن عمر، فهذا أمر غيبي، ومعلوم أنهما كانا يأخذان عن أهل الكتاب؛ فحديثهما لا يأخذ حكم الرفع، والله أعلم.