امرأة العزيز تتكلم بحسب الأهمية المعنوية
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ،على المحورين :الرأسي والأفقي ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في قوله تعالى على لسان زليخا امرأة العزيز:"ولئن لم يفعل ما آمُرُه لَيُسْجَنَنَّ وَلَيكونًا من الصاغرين "(يوسف 32)فجاءت بنون التوكيد الثقيلة في قوله"ليسجننَّ" وبنون التوكيد الخفيفة في قوله"وليكوناً من الصاغرين "وقد فسر المفسرون ذلك بأن امرأة العزيز كانت أشد حرصا على سجنه من كونه صاغرا ذليلا ، فلذلك أكدت السجن بالثقيلة بخلاف الصَّغار ،ومما يدل على ذلك أنها قدمت السجن بمنزلة المعنى وجاءت به مشدَّدا للدلالة على الأهمية ، وأخرت الذل وجاءت به مخففا للدلالة على عدم الأهمية .