من المعلوم أن للعرش مزيةً وخصائصَ اختصَّها الله - عز وجل - به على غيرِه من المخلوقات، فمِن هذه الخصائص:


1- الاستواء عليه: وهي أعظم ميزة وفضيلة، بل ما سواها من الخصائص والميزات جعلتْ من أجلِ أن الله مستوٍ عليه، ومن المعلوم أن الله مستوٍ على عرشه، بلا تكييف نعلمه، ولا تمثيل، ولا تحريف، ولا تعطيل .


2- أن العرش أعلى المخلوقات وأرفعها وسقفها، وقد تقدَّم طرفًا من هذا أثناء الكلام على مكان العرش، وهذا ما ذهب إليه سلفُنا - عليهم رحمة الله - قال ابن أبي زَمَنِينَ في كتابه "أصول السنة": ومن قول أهل السنة أن الله خلق العرش، واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق، ثم استوى عليه كيف شاء.

3- العرش أكبر المخلوقات وأعظمها وأثقلها، قال -تعالى-: ﴿ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾ [التوبة: 129]، فالله - عز وجل - وصفه بأنه عظيمٌ في خلقه وسَعَته؛ وذلك ليتناسبَ مع ذلك الشرف العظيم، وهو استواء الله عليه.

4- العرش ليس داخلاً فيما يقبض ويطوى يوم القيامة، معلوم أن السموات والأرض تُطوَى يوم القيامة، قال -تعالى-: ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ [الأنبياء: 104].

فقد اتَّفَق السلف وسائر أهل السنة والجماعة أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى؛ مثل: الجنة، والنار، والعرش، قال -تعالى-: ﴿ وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 14 - 17].

يقول شيخ الإسلام: وأما العرش، فلم يكن داخلاً فيما خلقه في الأيام الستة، ولا يشقه، ولا يفطره، بل الأحاديث المشهورة دلَّت على ما دلَّ عليه القرآن من بقاء العرش.