تمايز مستويات نظم التراكيب في إطار الصيغة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذه التراكيب:
نقــول:ربما يصفو الجو .
ونقول:ربما الجوُ يصفو .
ونقول:ربما جوٍّ صاف .....
الأصل في "ربَّ" أنها تدخل على الأسماء وبينهما احتياج معنوي ،ولكن قد تدخل عليها "ما" فتزيل اختصاصها بالأسماء ،كما هو الحال في التركيب الأول وهو من المستقيم الحسن وهو الغالب والكثير، حيث دخلت "ما" على ربَّ فكفتها عن طلب الاسم ،وهيئتها للدخول على الجملة الفعلية ، بسبب الفاصل ، الذي ألغى الاحتياج المعنوي بين ربَّ والاسم. أما في التركيبين : الثاني والثالث فقد تجاهل المتكلم وجود "ما" وأبقى على العلاقة المعنوية بين ربَّ والاسم ، وهذا قليل . وهذا يعني أن المتكلم يتكلم بمستويات تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز مستويات التراكيب .