الشاعر العربي الفصيح
دور منزلة المعنى في تغيير قبح التركيب
يقول النقاد:كلما قلت عناصر التشبيه كان التشبيه أجود وأبلغ ،كقولنا:أنت بطل ،أنت كالبطل،أنت بطل في الشجاعة،أنت كالبطل في الشجاعة ،وهذا الكلام الذي يقولونه ليس صحيحا على إطلاقه ،فهو صحيح عندما تكون الصورة مشرقة ، وهو كلام غير دقيق إذا كانت الصورة مظلمة ،انظر إلى ذلك الشاعر العربي الفصيح علي بن الجهم ماذا قال حينما مدح الخليفة المتوكل:
أنت كالكلب في حفاظك للودِّ// وكالتيس في قراع الخطوب
فجاء بعناصر التشبيه الأربعة ، ولم يقل له : أنت كلب وأنت تيس ، ولو قالها لأوسعه ضربا ، ولانقلب المدح إلى هجاء ، وأية بلاغة في جعله كلبا أو تيسا كامل المواصفات ، ومن هنا دعت الحاجة المعنوية عند الشاعر إلى تخصيص العلاقة المعنوية بين الممدوح والكلب بزيادة وجه الشبه ، فالممدوح كالكلب في صفة معينة هي الوفاء وهو كالتيس في صفة معينة هي قراع الخطوب ، وهذه الزيادة قلبت الهجاء إلى مدح . فبلاغة التشبيه نابعة من منزلة المعنى بين عناصر التشبيه ، وليست من قلة العناصر دائما.فالإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.