تمايز إعراب التراكيب في إطار الصيغة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في هذين التركيبين اللذين يتمايزان في الإعراب تبعا لتغير منزلة المعنى والاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب:
تقول العرب:أول ما أقول أنِّي أحمد الله .
ويقولـون:أول ما أقول إنِّي أحمد الله.
فمن فتح أخبر بمفرد عن مفرد ،تقديره:أول قولي حَمْدُ الله ، فهما مبتدأ وخبر والمبتدأ والخبر بينهما احتياج معنوي ، وتكون "ما" موصولة وموصوفة ومصدرية ،والتقدير:أول شيء أقوله حمد الله أو أول الذي أقول حمد الله أو أول قولي حمد الله . ومن كسر كانت حكاية أو جملة مقول القول في موضع الخبر، أو سدت مسد الخبر و"ما"نكرة موصوفة أو موصولة تقديره :أول شيء أقوله "أو"أول الذي أقول:إني أحمد الله ،ويجوز أن تكون مصدرية بتقدير:أول قولي إني أحمد الله . وبهذا يتضح أن الإنسان يتحدث تحت رعاية منزلة المعنى وعلامات أمن اللبس ،وكسر همزة إن وفتحها يكون بحسب الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب ، وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز إعراب التراكيب .